اليمين الديني الأميركي... رهان إسرائيل الخاسر
![جيمس زغبي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/222_1682522396.jpg)
وللجماعتين وجهات نظر مختلفة في قضيتين أخريين، فـ«الديمقراطيون» يؤيدون بشدة سياسة أميركية أكثر توازناً تجاه الصراع، وأيضاً يدعمون الحق في مقاطعة إسرائيل بسبب برنامجها الاستيطاني، وهناك مجالان تلتقي فيهما توجهات «الديمقراطيين» والإنجيليين اليمينيين، فكلاهما يؤيد بشدة أن الإسرائيليين والفلسطينيين متساوون ويستحقون حقوقاً متساوية، وتتفق الجماعتان أيضاً على تأييد إقامة دولة فلسطينية مستقلة، كجزء من حل الصراع. لكن «ديرمر» تجاهل أو ربما عن غير وعي بالقضيتين الأخريين المتصلتين بالموضوع، فالمعتقد الديني المهيمن على اليمين المسيحي يدعم إسرائيل لأنه يرى في «جمع اليهود» خطوة أولى ضرورية في تحولهم إلى المسيحية، مما يؤدي إلى عودة المسيح ليحكم 1000 عام قبل قيام القيامة، وبعبارة أخرى، ربما يحب إنجيليو الجناح اليميني إسرائيل، لكنهم لا يحبون اليهودية بالضرورة، ومن المهم أيضاً الإشارة إلى أن تأثير إنجيليي الجناح اليميني قوي وسط دوائر «الجمهوريين»، لكنهم يخسرون الدعم وسط الإنجيليين الشباب، وتوجهات الإنجيليين الشباب في طائفة من القضايا، ومن ضمنها إسرائيل، تميل إلى السير في ركاب أقرانهم من الفئة العمرية نفسها في الجانب الليبرالي من الطيف السياسي. صحيح أن «ديرمر» وحزب الليكود الذي ينتمي إليه سعيا إلى كسب قصير الأمد بتركيزهم على التقرب من المسيحيين المحافظين، لكن هذا كلفهم أيضاً، فقد وضعوا كل البيض في سلة واحدة، وهي سلة «الإنجيليين اليمينيين»، متناسين أن هذه السلة يتفكك نسيجها وأن «الإنجيليين» ينظرون إلى الشعب اليهودي باعتبارهم الشيء الذي يجب كسره لتحقيق تصورهم الديني عن نهاية العالم، وفي الوقت نفسه، أقصى هذا النهج الإسرائيلي الناخبين «الديمقراطيين» الذين يتزايد أعداد من ينظرون منهم إلى السياسات الإسرائيلية باعتبارها مؤسفة، والنهج الإسرائيلي أيضاً خلق حالة من عدم الارتياح وسط اليهود الأميركيين الأصغر سناً، الذين يريدون النأي بأنفسهم عن قائمة الأولويات المحافظة الأوسع نطاقاً التي تتبناها القيادة «الجمهورية».* رئيس المعهد العربي الأميركي في واشنطن