ارتياح مصري بعد تعثّر تعلية الممر الأوسط لسد النهضة
رحيل الإعلامي الإخواني معتز مطر عن قناة تبثّ من تركيا
سادت حالة من الارتياح في القاهرة، أمس، بعد أن رشحت أنباء عن تراجع إثيوبيا عن الملء الثاني بحجم 14.5 مليار متر مكعب، والاكتفاء بملء لا يتجاوز 4 مليارات متر مكعب، في يوليو المقبل، بسبب مشاكل فنية، وفق ما فُهم من تصريحات وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي، سيلشي بيكيلي.وكان بيكيلي قال في مؤتمر بحثي حول سد النهضة بجامعة أربا منش بجنوب إثيوبيا، أمس الأول، إن تعلية الجزء الأوسط من السد ستتوقف قبل موسم الفيضان المقبل عند ارتفاع 573 مترا فقط، لا 595، علما بأن الارتفاع الحالي للسد يقف عند 565.4 مترًا، أي بمعدل 7 أمتار، بما يساوي إمكانية تخزين للمياه لا تتجاوز 4 مليارات متر مكعب.وأكد الوزير الإثيوبي أن الملء الثاني سيبدأ في 22 يوليو المقبل، على أن يبدأ توليد الكهرباء من توربينات السد 22 أغسطس المقبل، وأنه سيتم الانتهاء من الأعمال الإنشائية لمشروع السد عام 2015 بالتقويم الإثيوبي (2023 ميلادية)، وأنه إذا تم الحفاظ على المعدل الحالي لن يتم إلحاق الضرر بدولتَي المصبّ، "ويساعد السودان على إدارة المياه، أما مصر فلن تتضرر، نتيجة لتخزينها أكثر 130 مليار متر مكعب في بحيرة السد العالي".
وقد استقبلت تصريحات المسؤول الإثيوبي الرفيع في القاهرة بترحيب واسع، وهو ما عبّر عنه خبراء مياه ومقربون من إدارة ملف سد النهضة في دوائر القرار المصرية.وقال وزير الري المصري الأسبق، محمد نصر علام، لـ "الجريدة"، إن "الموقف الإثيوبي جاء ردّ فعل للتحركات المصرية - السودانية المكثفة التي أظهرت نيّة واضحة بعدم التراجع في المواقف الرافضة للملء المنفرد، كما يأتي بعد تدخّل الولايات المتحدة التي طالبت بعدم اتخاذ أي موقف فردي، وهو ما وضع الأخيرة في مأزق كبير لم تجد أمامه إلا التراجع خطوة للخلف".وتابع علام: "الحكومة الإثيوبية خضعت للضغوط، لكن لظروف الانتخابات الداخلية، ولكي لا يبدو أن الحكومة تراجعت، تم تبرير محدودية الملء الثاني بالقول إن سببه فنّي". ورأى أن التراجع "أمر إيجابي لحلحلة الأزمة، ويعطي فرصة للتفاوض على قواعد واضحة للوصول إلى اتفاق، لكنّ الأمر السلبي الوحيد هو تعامل إثيوبيا مع الأمر من منطلق منفرد، فتحدد وحدها موعد الملء وشكله". من ناحيته، قال أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، إن التصريحات الإثيوبية متوقّعة، بعد رصد تعثّر أعمال تعلية الممر الأوسط بالسد، والإعلان عن تركيب 5 توربينات فقط، من أصل 13 توربينا من أجل توليد الكهرباء، مزودة بعدد مماثل من الفتحات لتصريف المياه، وأضاف: "المفترض تعلية الممر الأوسط إلى 30 مترا، لكن ما أنجز لا يتجاوز أربعة أمتار، مما يعني فشل إثيوبيا في تحقيق المطلوب، إذ إن تعلية لمتر واحد تعني تخزين نحو مليار متر مكعب على الأكثر".وخلال لقاء مع عدد من نواب المحافظين وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ، جدد وزير الموارد المائية والري محمد عبدالعاطي أمس، حرص مصر على استكمال المفاوضات حول السد وفق ثوابتها في حفظ حقوقها المائية، وتحقيق المنفعة للجميع في أي اتفاق، مؤكداً أن "أي فعل يتم اتخاذه دون التوصل لاتفاق قانوني عادل وملزم وبدون التنسيق مع دولتي المصب هو فعل أحادي مرفوض".في غضون ذلك، أعربت الحكومة الإثيوبية عن استيائها الشديد من تبنّي الإعلام المصري تسريباً منسوباً لرئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، يتحدث فيه عن رغبته في البقاء في السلطة، وأنه يفضل الموت على تسليم السلطة، وذلك قبيل موعد الانتخابات المحلية التي تم تأجيلها أكثر من مرة.واتهمت وكالة الأنباء الإثيوبية الرسمية وسائل الإعلام المصرية، بالتورط في التضليل الإعلامي بنشر تصريحات مزيفة. ووصف حزب "الازدهار" الحاكم التسريب بـ "المفبرك والمزيف تماما".في سياق منفصل، وفي إشارة إلى استمرار الالتزام التركي بتلطيف الأجواء لتطبيع العلاقات مع مصر، أعلن الإعلامي الإخواني معتز مطر، في فيديو بثّه على "يوتيوب"، أنه رحل وفريق إعداده من قناة "الشرق" التي تبث من إسطنبول التركية، ملمّحا لتعرّضه لضغوط أجبرته على التوقف بديلا عن اتخاذ خط أكثر تهدئة، التزاما بتعليمات السلطات التركية بتخفيف حدة الهجوم على الحكومة المصرية.