على وقع الانسحاب الأميركي المتواصل من أفغانستان والمقرر أن ينتهي في 11 سبتمبر 2021، استولى مسلحو «حركة طالبان» المتشدّدة على مقاطعة جديدة، هي الثالثة خلال أيام قليلة، في إقليم نورستان بشرق أفغانستان، ما يزيد من مكاسبهم العسكرية الأخيرة.

وقال عضو المجلس الإقليمي سعيد الله نورستاني، أمس، إن القوات الحكومية تخلّت عن مقاطعة دواب الواقعة بالإقليم بعد 20 يوماً من المقاومة وحصار حرمهم إمدادات الحكومة المركزية من المؤن الغذائية والذخيرة. وانسحبت القوات بموجب اتفاق توسّط فيه شيوخ القبائل المحليون في المنطقة، تعهد المسلحون فيه بعدم مهاجمة المنسحبين.

Ad

وفي تقرير جديد مؤلف من 22 صفحة رفع إلى مجلس الأمن ونشر الجمعة، أشارت لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة إلى أن «طالبان» تحاول تعزيز موقعها العسكري كوسيلة ضغط، ولا تظهر أي علامة على خفض مستوى العنف لتسهيل مفاوضات السلام مع الحكومة.

وأشار التقرير إلى أن الحركة مسؤولة عن الغالبية العظمى من الاغتيالات التي تطال مسؤولين حكوميين ونساء ومدافعين عن حقوق الإنسان وصحافيين وغيرهم «بهدف إضعاف قدرة الحكومة، وترهيب المجتمع المدني». وتوقع خبراء الأمم المتحدة، الذين يراقبون العقوبات ضد «طالبان»، المزيد من العنف، وقالوا، إن «خطاب طالبان والتقارير عن الاستعدادات النشيطة لموسم القتال تشير إلى أنه من المرجح أن تزيد الجماعة من العمليات العسكرية لعام 2021، سواء تم الإعلان عن هجوم الربيع أم لا».

وقالت اللجنة، إن انسحاب القوات الأميركية وقوات «الناتو» «سيضعف القوات الأفغانية من خلال الحد من عمليات المساندة الجوية، وقلة الدعم اللوجستي والمدفعية، فضلاً عن توقف العمليات التدريبية».

وفيما بدا أنه دليل حي على ما ورد في التقرير، ذكر مسؤولون أفغان، أمس، أن ما لا يقل عن 13 مقاتلاً موالياً للحكومة، بينهم قائد بارز، قتلوا على يد سلاح الجو الأفغاني في إقليم بدخشان شمال البلاد في حادث نيران صديقة عندما كانوا عائدين من عملية ضد «طالبان». (كابول - وكالات)