تبحث إيطاليا عن استعادة موقعها في كأس أوروبا لكرة القدم بين عظماء "المستديرة"، معوّضة إخفاقها الكبير بعدم التأهل إلى مونديال روسيا 2018.وعلى أرضها، حيث تخوض دور المجموعات في العاصمة روما أمام 16 ألف متفرج سُمح بحضورهم بسبب تداعيات فيروس كورونا، تواجه "سكواردا أتزورا" منتخبات تركيا، وسويسرا وويلز توالياً في مجموعة أولى متكافئة.
في المقابل، يخوض منافسوها في المجموعة مبارياتهم المتبقية في العاصمة الأذربيجانية باكو، علماً بأنها تفتتح النسخة المقبلة في 11 الجاري أمام تركيا.وبعد إخفاقها بالتأهل للمونديال للمرة الأولى في 60 عاماً، استعادت إيطاليا بريقها، بفعل تصفيات رائعة حققت خلالها عشرة انتصارات كاملة، كما تأهلت إلى نصف نهائي دوري الأمم في أكتوبر حيث تلاقي إسبانيا.ويعوّل مانشيني على خط وسط يضم النجم نيكولو باريلا، ماركو فيراتي المصاب في نهاية الموسم وجورجينيو.أبقى مانشيني على فيراتي إلى لاعب الوسط الآخر ستيفانو سنسي، وكانت هناك مفاجأة بضم مهاجم ساسوولو الشاب جاكومو راسبادوري (21 عاماً) الذي لم يخض أي مباراة مع المنتخب الأول في مسيرته.وضمت القائمة مدافعَي يوفنتوس المخضرمين جورجو كييليني وليوناردو بونوتشي، فيما فضّل مانشيني مدافع أتالانتا رافايل تولوي على نظيره في روما جانلوكا مانشيني.أحرزت إيطاليا كأس أوروبا في 1968 على أرضها، كما حلّت وصيفة في 2000 بطريقة مؤلمة أمام فرنسا في اللحظات الأخيرة، و2012 برباعية موجعة ضد إسبانيا.
تركيا لاستعادة بريقها
من جانبها انتظرت تركيا حتى عام 1996 لتدشّن مشاركاتها في كأس أوروبا لكرة القدم، لكنها خطفت الأنظار سريعاً ببلوغها ربع نهائي 2000 ونصف نهائي 2008 بفضل روحها القتالية.ومع جيل جديد من اللاعبين، تأمل في محو خيبتها الأخيرة عندما ودّعت دور المجموعات في نسخة 2016 وفشلت بالتأهل لكأس العالم أربع مرات توالياً.كان مشوارها جيداً في التصفيات، إذ تخلفت بفارق نقطتين فقط عن فرنسا بطلة العالم، وخطفت منها أربع نقاط ثمينة.يراهن منتخب "آي يلدزليلار" على روحه القتالية. في نسخة 2008 مثلاً عندما بلغ المربع الأخير، سجّل ستة من أهدافه الثمانية بعد الدقيقة 75.يعوّل المنتخب الذي يحتل المركز 29 عالمياً في تصنيف الاتحاد الدولي على أمثال لاعب الوسط الهجومي هاكان تشالهان أوغلو نجم ميلان الإيطالي، والمهاجم المخضرم براق يلماز المتوّج مع ليل بلقب الدوري الفرنسي ودميرال.كما تمنح براعة لاعب وسط ليستر سيتي الإنكليزي دجنغير أوندر ثقلاً فنياً أظهره في مواجهة فرنسا عندما هز شباكها.أكّدت الكرة التركية على صحوتها في نهائيات كأس أوروبا 2000، عندما تمكن المنتخب من فرض نفسه نداً قوياً في الدور الأول وتمكّن من بلوغ الدور ربع النهائي. أقصى في طريقه منتخب البلد المنظم بلجيكا والسويد بعد حلوله في المركز الثاني وراء إيطاليا، قبل أن يوقف منتخب البرتغال القوي مغامرة زملاء هاكان شوكور.وبعدها بعامين، فجّرت تركيا مفاجأة من العيار الثقيل ببلوغها دور الأربعة لمونديال كوريا الجنوبية واليابان، إذ خسرت بصعوبة صفر-1 أمام البرازيل التي توجت لاحقاً باللقب العالمي على حساب ألمانيا، فيما أنهت تركيا العرس العالمي في المركز الثالث بفوزها على كوريا الجنوبية 3-2، بقيادة مدربها الحالي غونيش.وفي أوروبا 2008، تفوّقت تركيا على سويسرا وتشيكيا ثم كرواتيا بركلات الترجيح في ربع النهائي، قبل أن يتوقف مشوارها في المربع الأخير أمام ألمانيا التي حلت وصيفة لاحقاً.مشاركة ثانية لويلز
من جانب آخر، سيرافق اضطراب ما وراء الكواليس مشوار ويلز في كأس أوروبا لكرة القدم، في ظلّ اتهام المدرب راين غيغز بالاعتداء على سيدتين، لكن المنتخب البريطاني يطمح لتكرار مشواره الرائع عندما فاجأ الجميع وبلغ نصف نهائي نسخة 2016.نفى الجناح الدولي السابق لمانشستر يونايتد الإنكليزي، إتهامات بالإعتداء على صديقته السابقة وشقيقتها، وأرخت هذه القضية بظلالها على تسلمه زمام منتخب بلاده، حيث لن يكون قادراً على قيادة ويلز في النهائيات القارية، ما فتح الباب أمام روبرت بايج لتولي الدفة دون أن يقال غيغز من منصبه.وفيما قد تكون ويلز الحلقة الضعيفة في مجموعة تضم تركيا وإيطاليا وسويسرا، يملك المدرب بايج تشكيلة شابة تحلم بتكرار انجاز 2016.يعوّل بايج على الثنائي الهجومي غاريث بايل (توتنهام) وجناح مانشستر يونايتد دانيال جيمس.سويسرا لكتابة تاريخ
من جهة أخرى، أصبحت سويسرا ضيفة شبه دائمة على البطولات الكبرى في كرة القدم، وستحاول في كأس أوروبا المقبلة نفض غبار معاناتها في الأدوار الاقصائية.يحتل "ناتي" راهنا المركز الثالث عشر في تصنيف الاتحاد الدولي (فيفا)، وهو قادر على خلق مشكلات للمنتخبات الكبرى، على غرار تعادله مع إسبانيا وألمانيا مرتين.لكن تشكيلة المدرب فلاديمير بتكوفيتش ليست قادرة بعد على فرض نفسها بين المنتخبات القوية في القارة العجوز، برغم امتلاك مجموعة من اللاعبين المحترفين في الدوري الألماني "بوندسليغا".لكن المنتخب القادم من قلب القارة، يعوّل على بعض النجوم على غرار قائد الوسط غرانيت تشاكا صاحب الخبرة الكبيرة مع أرسنال الإنكليزي، جيردان شاكيري الذي عاش إنجازات ليفربول الأخيرة، ريمو فرويلر لاعب أتالانتا الإيطالي والمهاجم هاريس سيفيروفيتش صاحب 22 هدفاً في 31 مباراة مع بنفيكا البرتغالي الموسم الماضي.