جاسم النبهان: الأعمال السينمائية لا تعبر عن المجتمع الكويتي
«يجب إعطاء الفنان مساحة من الحرية... والرقابة أفسدت الذوق العام»
يتمتع الفنان جاسم النبهان بمكانة متميزة في تاريخ الحركة الفنية بالكويت، إذ قدم الكثير من الأعمال خلال مسيرته العملية، وأعماله رسخت في وجدان الجمهور، ولامست حاجاتهم، ومازال يطالب بمساحة من الحرية لطرح هموم مجتمعه، ولكنه يرى أن البساط تم سحبه من تحت قدميه دون سبب، إلا أن التفاؤل مازال يلوح في الأفق عبر كلمة ألقاها وزير الإعلام، أكد خلالها تحقيق استراتيجية ترتكز على أن يكون الإعلام الرسمي للدولة متسلحاً بالوعي والحرية... وإلى التفاصيل:
• طمنا عن صحتك.
- الحمد لله على كل ما نحن فيه، ونحمد الله أننا كويتيون، ومن يقيم عليها أيضا يشكر الله على الخير والأمان، وعلى التكافل الذي بيننا، والحمد لله تلقيت التطعيم ضد "كورونا" وكل شيء بخير.
• أين النبهان اليوم؟ وهل يخفي في جعبته أعمالاً مقبلاً عليها؟
- لي أعمال في الإمارات، أحدها مسلسل يسلط الضوء على ذوي الهمم.• هل سيتم عرض هذا العمل في شهر رمضان؟
- لا أعتقد، قد يعرض قبل ذلك.• الانفتاح السعودي والسماح بالسينما، هل تعتقد أنه سيؤثر إيجاباً على المشهد السينمائي؟
- هذا الانفتاح أعطى فرصة ومساحة من حرية العمل للشباب السعوديين، وما شاء الله عليهم نراههم تواقين للعمل، خصوصا في المجالات الفنية، وصاحب السمو الملكي محمد بن سلمان فتح الأبواب للشباب، ووفر لهم مساحة من حرية الطرح الفني، لذلك الفنان نفسه يملك القيد الذاتي فيما يريد قوله أو لا يريد، لأنه جزء من هذا المجتمع، ولن يضر مجتمعه فيما يقدمه، إنما سيطرح العيوب الموجودة، سواء كانت موجودة فيه أو في أحد أفراد أسرته، لذلك أقول بكل صراحة تم سحب البساط من تحت أقدامنا، لأن رقابة الإعلام عندنا لا أعلم ما قصتهم كأنهم خارج هذا التمازج المجتمعي ما بين مجتمعات العالم كلها، لذلك يجب إعطاؤنا نحن الفنانين فرصة، لأن هذا دورنا لإصلاح المجتمع إن كانت فيه عيوب، والعيوب موجودة في جميع الشرائح وموجودة في الأب والأم والابن، فما بالك ان كانت تلك العيوب موجودة في تيارات في المجتمع، لذلك يجب مناقشتها كما كنا نناقشها في السابق في أعمال فنية مثل "دقت الساعة"، و"حامي الديار" وغير ذلك من الأعمال، لذلك يجب إعطاؤنا مساحة من الحرية والطرح، وأقولها بصراحة، لماذا لا يوجد في رقابة الإعلام أي فنان، وهناك اثنان من الكتاب الذين يعملون في رقابة الإعلام أفسدا الذوق العام حتى عند الجمهور، كما أثرا على الحركة المسرحية، وبصراحة لا أستطيع أن أتحدث أكثر من ذلك.• هناك مسلسلات تسيء للمجتمع بتركيزها على نماذج كأنها تمثل جزء كبير من المجتمع الكويتي، فلماذا لا يتم منعها؟
- هذا يجوز عرضه، لأنه "للربع"، وفي الوقت نفسه توجد أعمال أخرى جيدة نقدمها لكنها غير مقبولة، مثل "لا موسيقى في الأحمدي" من تأليف منى الشمري، وقبله "كحل أسود"، وآخر عمل كان "سما عالية"، وللاسف هذه الأعمال لم تعرض في تلفزيون الكويت، وكأنها تمثل كل الموبقات في الدنيا، حتى عمل "سما عالية" يتكلم عن حقبة زمنية رائعة جداً في حياة المجتمع الكويتي، الذي يقبل ثقافات الآخر ويكتسب المفيد منها، لذلك أتساءل ما الذي يحدث؟ فهل هؤلاء لا يعيشون في هذا المجتمع، أم يريدون فقط أن يشيروا إلى أن الفن سيئ فيما يظهرونه من أعمال، لذلك أي عمل كويتي لا يعرض على شاشة تلفزيون الكويت كأنه غير كويتي.• هل سبق أن عرضتم هذه الأعمال على تلفزيون الكويت حتى يتم رفضها؟
- تم رفض عرضها عبر تلفزيون الكويت بسبب تحفظ الرقابة.• لماذا لا تطلب مع زملائك لقاء وزير الإعلام لعرض همومكم ومطالبكم؟
- التقينا بوزير الإعلام عبدالرحمن المطيري، واستقبلنا أجمل استقبال، وبابه مفتوح للجميع، ونتمنى من الله ثم منه أن تطول إقامته في الوزارة، وان يحقق ما في باله وما في باله هو أيضا في بالنا، وأنا أثق بمحافظته على الفن الكويتي، وعلى كل عنصر فيه، والدليل تأسيسه أكاديمية الفنون والإعلام، وأدعو الله أن يوفقه وجميعنا خلفه ندعمه.• هل تفاؤلك الكبير بوزير الإعلام هو مؤشر على وعد منه يبشر بتحقيق مطالبكم؟
- هناك وعود كثيرة أتمنى أن تحقق، وأتمنى أن تطول اقامته ويستمر في عطائه، وكلي ثقة بعطائه، وأتمنى ان نرى بوجوده تطورا في كل المجالات الفنية، لأننا نحتاج إلى الإعلام الفني اليوم، وأتمنى أن تتحقق هذه الرؤية التي تحدث عنها الوزير من خلال كلمته عن إطلاق استراتيجية إعلامية للاعوام الخمسة المقبلة، من ضمنها تطوير الإعلام الرسمي، واستراتيجية ترتكز على ان يكون عابراً للحدود ومتسلحا بالوعي والحرية، وكذلك سيولي اهتماما أكبر بالثقافة والفنون والتراث الكويتي، إلى جانب العمل على تطوير الشراكة بين وزارة الإعلام والجهات التابعة لها مع كل مؤسسات التنمية المعرفية والثقافية الفنية ذات العلاقة بالإعلام في البلاد، لمواكبة نهضة الدولة، والحفاظ على الهوية الوطنية للمجتمع، فالكلمة التي ألقاها وزير الإعلام تبعث على التفاؤل بلا شك.• شخصية تود أن تتناول سيرتها في عمل؟
- الشيخ عبدالله الجابر الصباح له تأثر كبير على الثقافة والتعليم، والأديب الكويتي عبدالعزيز الرشيد، وخالد سعود الزيد، وخالد الفرج، وعبدالله الفرج، فلدينا قامات كبيرة وشخصيات تاريخية كويتية، لذلك يجب إعطاؤنا فرصة، وعدم رفض ما نقدمه من أعمال.• هل تفضل السينما أم التلفزيون؟
- السينما حتى الآن لم تقدم المطلوب، والتلفزيون اليوم يحمل إرهاصات وبعض تفكيرنا، وأتمنى أن تجد السينما الدعم من الدولة، لأن الإنتاج السينمائي يحتاج الى امكانات ليقال إن هناك صناعة سينما حتى تستمر كما يستمر المسلسل التلفزيوني، وحتى الآن لم نصل الى صناعة السينما، وأرى أن الأعمال السينمائية عبارة عن تمثيليات تلفزيونية مدتها ساعة إلى ساعة وربع، وغير معبرة عن المجتمع الكويتي.• هل تعتقد أن ثمة مهرجانات وفعاليات أخرى ستدعم هذا الاتجاه خليجيا؟
- تدعم كل من مملكة البحرين ودولة الإمارات أبناءهما الشباب بشكل جيد.• هل تعجبك أدوار ابنتك حصة؟
- أكيد تعجبني، لاسيما أنها تركت خلال المواسم الـ3 بصمة، وإن شاء الله تحقق اللي في البال، وحصة متميزة على المسرح، وأتمنى أن يكون جماهيريا نوعيا ذاتيا، لأن النوعية اليوم موجودة فقط في المهرجانات، وحضورها محدود ومعلوم منذ نحو 50 سنة، وهذه المسارح التي أنشأتها الدولة كانت تعتمد اعتمادا كاملا على دور المسرح فيما تقدمه من متعة وإرشاد بنفس الوقت قبل أن يأتي المسؤولون اليوم.• ما النصائح التي تريد تقديمها لها؟
- ألا يصيبها الغرور، وأن تقدر جمهورها وتحترمه، لأن الجمهور هو الذي تقبلها، وهو سبب رقيها أو سقوطها، لذلك يجب احترامه من خلال ما تقدمه من أعمال.مريم طباجة
أنصح ابنتي حصة بألا يصيبها الغرور وأن تقدر جمهورها وتحترمه