لبنان مهدد بانقطاع الإنترنت قريباً
• الراعي يتخوف من تأجيل الانتخابات التشريعية والرئاسية
• فرنسا تفتح تحقيقاً حول ثروة حاكم المصرف المركزي رياض سلامة
مع بدء تقنين الكهرباء من قبل شركات المولّدات الكهربائية الخاصة التي كانت تعوّض انقطاع الكهرباء المنتجة من الدولة، بسبب شحّ الوقود، يتجه لبنان الى كارثة اجتماعية واقتصادية وحضارية جديدة، مع تحذير هيئة «أوجيرو» من أنّ احتمال انقطاع الإنترنت أصبح جدياً. وقال المدير العام لهيئة أوجيرو، عماد كريدية، في حديث تلفزيوني أمس، إن «انقطاع الإنترنت أصبح جدياً، والهدف من تصريحي صباح اليوم هو إطلاق آخر جرس إنذار».وكان كريدية قد أشار سابقا، الى أن «الارتفاع المستمر بساعات التقنين الكهربائي يسبب ضغطا كبيرا على مجموعات توليد الطاقة التابعة لأوجيرو، كما زاد الطلب على المحروقات التي باتت نادرة هي أيضاً».
ولفت كريدية، في تصريح له عبر وسائل التواصل، الى أن «استمرار الوضع بهذا الشكل يهدد جديا إمكانية أوجيرو بتقديم الخدمات».وختم قائلاً: «اللهم إنّي بلّغت، اللهم فاشهد». وفي حال وصلت الأزمة الى هذا الحدّ، فإنّ قطاعات اقتصادية ومعيشية أساسية ستتأثر بشكل كبير، حتى لو ظهرت حلول خاصة قد تلجأ إليها الشركات الكبيرة. وتعاني شبكات الإنترنت ضغوطا كبيرة بسبب تقنين الكهرباء، لأنّ الشركات بدأت توقّت أعمالها مع ساعات التقنين، فيصل الضغط على الشبكة الى ذروته في ساعات الإمداد. وكان وقت الإمداد أفضل نسبيا بفضل المولدات الخاصة التي تعوّض النقص، لكن مع تقنين المولدات بسبب شحّ الوقود سيزداد الضغط على البنى التحتية التي تعاني الإهمال أصلا. وكان مصدر نيابي متابع قد أفاد بأن «أسباب أزمة الكهرباء الحاليّة تعود إلى عدم توافر الأموال اللازمة لاستيراد الوقود اللازم للكهرباء؛ إذ إنّ مصرف لبنان لا يزال حتى اللحظة يرفض صرف سلفة الخزينة البالغة قيمتها 200 مليون دولار لمصلحة مؤسسة كهرباء لبنان.وأكد أن «مصرف لبنان يرفض الموافقة أيضًا على اعتمادات استيراد الوقود اللازم للكهرباء»، مشيرًا إلى أن «هناك 3 بواخر تنتظر على الشواطئ اللبنانية، و4 في طريقها إلى لبنان، وإن لم يفتح لها الاعتمادات اللازمة سيدخل لبنان عتمة شاملة خلال 3 أيام».الى ذلك، أفادت الأنباء الواردة من فرنسا بأن السلطات الرقابية المالية هناك فتحت تحقيقا في مصادر الثروة الشخصية لمحافظ البنك المركزي اللبناني رياض سلامة. وبدأ التحقيق الأوّلي، الذي تجريه جهات ادعاء مالية فرنسية، في توجيه اتهامات لسلامة بالضلوع في جرائم والتورط في عمليات غسل أموال. وقال مصدر مطلع على سير التحقيقات إن هذا الإجراء يأتي بعد تحرك مماثل للسلطات في سويسرا.ومن المتوقع أن تلقي نتائج التحقيق الفرنسي الضوء على مصادر الثروة الشخصية للمسؤول المصرفي السابق لدى بنك ميريل لينش. سياسياً، حذّر البطريرك الماروني بشارة الراعي، في عظة الأحد، من تأجيل الانتخابات النيابية والرئاسية. وقال: «هل وراء الأسباب الواهية لعدم تأليف الحكومة، نيّة عدم إجراء انتخابات نيابية في مايو المقبل، ثم رئاسية في أكتوبر، وربما نيّة إسقاط لبنان بعد مئة سنة من تكوينه دولة مستقلة، ظنّا منهم أنهم أحرار في إعادة تأسيسه من جديد»؟ وأضاف: «لن نسمح لهذا المخطط أن يكتمل. لن نسمح بسقوط أمتنا العظيمة وتغيير نظام لبنان الديموقراطي وتزوير هوية لبنان، واستمرار توريطه في صراعات المنطقة. فعندما لم يتم احترام شعار لا شرق ولا غرب، والتحييد، وحتى النأي بالنفس، طرحنا إعلان نظام الحياد الناشط بكل أبعاده الدستورية. وعندما بات الإنقاذ الداخلي مستحيلا، طالبنا بمؤتمر دولي خاص بلبنان برعاية منظمة الأمم المتحدة».وفي دليل على الانفلات الأمني وغياب الدولة، وقع إشكال في بريتال، أمس، بالأسلحة الرشّاشة الخفيفة والمتوسّطة والقذائف الصاروخية، بينما سقط قتيلان في اشتباكات بين فصائل فلسطينية بمخيم الرشديدية للاجئين الفلسطينيين قرب صور جنوب البلاد.