كرواتيا للاقتداء بمشوار مونديالي خارق

نشر في 07-06-2021
آخر تحديث 07-06-2021 | 00:02
يسعى المنتخب الكرواتي إلى إثبات تطوره وقدراته على مقارعة كبار منتخبات أوروبا، عندما يخوض نهائيات كأس أمم أوروبا 2020 التي تقام الشهر الجاري.
تخوض كرواتيا، مفاجأة كأس العالم روسيا 2018 بحلولها وصيفة للمرة الأولى في تاريخها، نهائيات كأس أوروبا المقبلة بتشكيلة منقحة في ظل اعتزال بعض نجوم المشوار المونديالي.

يغيب عن التشكيلة الكرواتية المهاجم ماريو ماندجوكيتش ولاعب الوسط إيفان راكيتيتش، اللذان ساهما بوصول كرواتيا اللافت في المونديال.

لكن بعمر الخامسة والثلاثين، يبقى قلب الفريق لوكا مودريتش حاضراً، برغم خوضه 48 مباراة مع فريقه ريال مدريد الإسباني في الموسم المنصرم.

وإلى مودريتش، أفضل لاعب في العالم سابقاً، يعوّل الكروات على خبرة إيفان بيريشيتش صاحب التسديدات الصاروخية.

فترة انتقالية

يعيش منتخب كرواتيا فترة انتقالية، بعد مشوارين مخيبين في دوري الأمم الأوروبية، لكن الفريق المكنى "فاترني" يحتفظ بمفاجآت كثيرة حتى الأدوار النهائية.

تمتد جذور كرة القدم الكرواتية إلى منتخب يوغوسلافيا السابق الذي وصفه الأسطورة بيليه بـ"برازيل أوروبا"، ومنها تخرج عاطفة ملتهبة للعبة الأكثر شعبية في العالم.

في باكورة مشاركاتها في مونديال فرنسا 1998، حلّت كرواتيا ثالثة مع هداف ريال مدريد الإسباني السابق دافور شوكر، صانع ألعاب ميلان الإيطالي زفونيمير بوبان والفنان روبرت بروزينيتسكي والجناح السريع روبرت يارني.

أسس منتخب كرواتيا الحديث عام 1991، قبل قليل من تفتت يوغوسلافيا، لكنه صدم الجميع عندما أقصى ألمانيا بثلاثية في ربع نهائي 1998 قبل أن يسقط بصعوبة أمام فرنسا صاحبة الأرض، فحل ثالثاً على حساب هولندا، لكنه خيب الآمال في الدور الأول من نسختي 2002 و2006.

لوكا مودريتش مركز الثقل الأساسي
بعد اعتزال لاعبين مثل ماريو ماندجوكيتش والحارس دانيال سوباشيتش والمدافع فيدران تشورلوكا، عقب إنجاز الوصول إلى المباراة النهائية لمونديال 2018، وبعدهم إيفان راكيتيتش، يجد صانع ألعاب ريال مدريد الإسباني لوكا مودريتش نفسه مركز الثقل الأساسي في تشكيلة منتخب كرواتيا خلال نهائيات كأس أوروبا المقررة بين 11 يونيو و11 يوليو.

وحتى في ظل وجود لاعبين بمكانة هذا الرباعي، كان مودريتش بيضة القبان في تشكيلة المنتخب الكرواتي، حين حقق الأخير الإنجاز في روسيا 2018 بوصوله إلى نهائي كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه قبل انتهاء المغامرة على يد كيليان مبابي ورفاقه في المنتخب الفرنسي.

قد يرى الكثيرون أن إنجاز مونديال 2018 كان وليد المصادفة أو الحظ بالنسبة للمنتخب، معززين نظريتهم بما قدمه لاحقا في دوري الأمم الأوروبية حين حل ثالثا في مجموعته خلف إنكلترا وإسبانيا بفوز يتيم من أربع مباريات.

لكن المنتخب الكرواتي أسقط هذه النظرية حين تصدر مجموعته في تصفيات كأس أوروبا المؤجلة لعام بسبب تداعيات فيروس كورونا، بتحقيقه خمسة انتصارات مقابل تعادلين وهزيمة واحدة.

والآن، سيكون على عاتق مودريتش قيادة الكتيبة الكرواتية لتأكيد أن انجاز 2018 لم يأت من فراغ، من خلال محاولة منح بلاده أفضل نتيجة لها في النهائيات القارية منذ انحلال عقد يوغوسلافيا التي وصلت الى النهائي مرتين عامي 1960 و1968 وحلت رابعة عام 1976.

ويملك مودريتش كل ما يلزم بالتأكيد ليكون أحد نجوم الصيف القاري الذي يحتفل فيه بالذكرى الستين لانطلاق كأس أوروبا، من خلال توزيع مباريات البطولة على 11 مدينة أوروبية، معولا على سجله الرائع مع فريقه ريال مدريد الإسباني الذي أحرز معه جميع الألقاب الممكنة إن كان محليا أو قاريا، وأبرزها دوري أبطال أوروبا 4 مرات منذ أن حل فيه عام 2012 قادما من توتنهام الإنكليزي.

بعد فترة المدرب ميروسلاف بلاجيفيتش الذهبية، تراجعت كرواتيا في عهد المدربين ميركو يوزيتش وأوتو باريتش، أوّل مدرب مولود خارج البلقان، لكنها عرفت نهضة مع زلاتكو كرانيتسار وسلافن بيليتش وزلاتكو داليتش.

وبرغم غيابه عن جنوب إفريقيا 2010، وهي المسابقة الوحيدة إلى جانب كأس أوروبا 2000 يفشل بالتأهل اليها، يخشاه كثيرون عندما يكون في يومه.

تشارك كرواتيا في النهائيات القارية للمرة الخامسة تواليا والسادسة في تاريخها. وتبقى أبرز نتيجة لها الدور ربع النهائي عامي 1996 و2008، فيما ودعت النسخة الأخيرة من دور الـ 16.

كان مشوارها سالكاً في التصفيات إذ تصدرت مجموعة تضم أمثال ويلز وسلوفاكيا والمجر.

وتضم تشكيلة المدرب زلاتكو داليتش مزيجاً من المساهمين بوصافة مونديال روسيا 2018 ولاعبين واعدين.

وقال داليتش خلال تقديمه التشكيلة في مؤتمر صحافي في زغرب "نتائجنا الأخيرة لم تكن الأفضل لكني متفائل كبير... هدفنا الأول هو تجاوز دور المجموعات".

وفي دور المجموعات، أوقعتها القرعة في مجموعة تضم إنكلترا واسكتلندا وتشيكيا.

وحذّر داليتش سابقاً من أن مواجهة الإنكليز ستكون أصعب مباراة في المجموعة "لأنهم يتمتعون بمستوى جيد ونلعب في ويمبلي".

وقال داليتش "سنواجه منافسين أقوياء وبالتالي تنتظرنا مباريات صعبة، لكنني أثق في قدراتنا. نظهر مستوانا الحقيقي عندما نكون في موقف صعب".

back to top