عندما يعتقد البعض أن هذا الوطن غنيمة بالإمكان افتراسها وترك مخلفاتها ليدفنها هذا الشعب، وبعد الدفن يتمعن بحزن عميق بالآثار التي ترتبت على نهب وسلب ممتلكاته وثرواته ويحاول أن يفهم الوضع على حقيقته...

ليس من السهل هضم هذه الحقائق، فليس من المعقول أن يكون هذا الكم الهائل من الفساد تم دون معرفة وعلم ودراية جهات عديدة ومهمة...

Ad

نعم، تلك هي الحقيقة المُرة...

نعم، جهات عدة ومهمة ولعقود مضت كانت ولاتزال على علم ودراية بما كان يحدث، وتم التكتم والتضييق على كل شخص حاول إيقاف تيار الفساد، وحتى من حاول كشفه حُورب، وتم التضييق على حريته وحريات الآخرين في الإفصاح عما يدور في مخيلتهم وعما تكنه صدورهم من معلومات يشيب لها شعر الرأس، وتتساقط أمامها كل أنواع الأمانة والصدق والوطنية.

الشعب يرى بأم عينه هذا الانحدار في الجانب الأخلاقي بالتعامل مع الفساد والفاسدين، ومجرد التظاهر بأن العقاب سيطال كل من تسول له نفسه ارتكاب هذه الجرائم والاعتداءات على ثروات ومدخرات هذا الوطن العزيز على نفوسنا.

إننا نعيش مأساة فكرية وسياسية وأخلاقية، والخطوات التي اتخذت حتى الآن ليست إلا مسرحية سبق كتابتها وإخراجها وتمثيلها، وها نحن نرى نفس الفصول ونفس السيناريو يتكرر بممثلين جدد دون أثر واضح يعطينا كمواطنين بصيصاً من الأمل بإصلاح الأوضاع...

الأوضاع لن تنصلح بإسكات أفواه الحق وتكتيم ومحاربة من يريد الإصلاح.

د. ناجي سعود الزيد