تزامناً مع إجراء وفد رفيع من إقليم كردستان لقاءات مع مسؤولي الحكومة الاتحادية والائتلافات السياسية الكبرى في العاصمة العراقية بغداد قبيل الانتخابات المقررة في أكتوبر المقبل، اغتال مسلحون مجهولون، أمس، مدير المخابرات الداخلية بمنطقة الرصافة في بغداد العقيد نبراس فورمان.وذكر مصدر أمني، أن "مسلحين مجهولين هاجموا بالأسلحة الرشاشة مركبة العقيد فورمان المتحدر من الإقليم الكردي في منطقة البلديات شرقي بغداد"، التي تعتبر معقلاً للفصائل العراقية المسلحة المتحالفة مع إيران وتضم عشرات المقار الحزبية والقيادية والمخازن العسكرية وكذلك الخزان البشري للمقاتلين.
وأوضح المصدر أن "المسلحين لاذوا بالفرار إلى جهة مجهولة، في وقت وصلت قوة أمنية من الجيش والشرطة إلى مكان الحادث وفتحت تحقيقاً عاجلاً لمعرفة ملابساته".ولاحقاً، تعهد جهاز المخابرات العراقي بالقصاص لفورمان. ولم تعلن أي جهة تبنيها لعملية الاغتيال التي تأتي ضمن سلسلة حوادث اغتيال بحق ضباط ونشطاء بـ "الحراك الشعبي" تُتهم فصائل عراقية مسلحة على صلة بإيران بتنفيذها.وذكر جهاز المخابرات في بيان: "بمزيد من الثبات والإصرار على مواصلة العطاء ينعى جهاز المخابرات الشهيد الذي طالته أيدي الحقد بعملية جبانة غادرة، في محاولة يائسة لثني الجهاز عن أداء واجبه الوطني".وأضاف: "لقد كان الفقيد مثالاً يحتذى به في التفاني والإخلاص لخدمة وطنه وشعبه، وكان له الدور الأبرز في محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة على امتداد سنوات خدمته".وتابع: "في الوقت الذي يرفع جهاز المخابرات تعازيه الحارة لعائلة الشهيد وأقربائه ومحبيه، يؤكد أن دم الشهيد سيكون مناراً للاقتصاص من القتلة المجرمين الذين يحاولون سلب إرادة الدولة وإضعاف همة أبنائها".وختم الجهاز بيانه: "نعاهد الشعب بأن هذه الجرائم لا تزيد أبناءكم في الجهاز إلا إصراراً على المضي قدماً في ملاحقة أعداء البلاد حتى تحقيق النصر الناجز".وتأتي الواقعة بعد أيام من تصاعد التوتر بين الأجهزة الأمنية التابعة لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وفصائل بـ "الحشد الشعبي" بعد توقيف أجهزة الاستخبارات لقيادي بـ "الحشد" بتهمة المشاركة في عمليات قصف ضد المصالح الأميركية واغتيال نشطاء.وفي وقت سابق، تم تداول أنباء عن اغتيال مدير "محاربة الشائعات"، غير أن مصدراً مسؤولاً في وزارة الداخلية قال إن ما تم تداوله عن اغتيال العميد نبراس محمد علي مدير قسم "محاربة الشائعات" غير صحيح.ونفت مصادر إعلامية عراقية أن يكون تم استهداف الضابط المقتول لأنه كردي، وأوضحت أنه من الضباط الأقوياء في جهاز الاستخبارات الذين ينتمون الى الأكراد الفيلية الشيعة، والذين جيئ بهم الى الجهاز في عهد اياد علاوي بتوافق مع مسعود البارزاني والأميركيين. واتهم المصدر الميليشيات الموالية لإيران باغتيال الضابط بعد اعتقال اللواء في «الحشد الشعبي» قاسم مصلح زعيم «ميليشيا الطفوف»، والتهديدات التي اطلقها وزير الدفاع ضد بعض المجموعات المسلحة غير المنضبطة، مضيفاً: «الآن المعركة صارت معلنة بين الجهاز والميليشيات».
العبادي
في هذه الأثناء، عبر رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، عن رفضه الأجندة السياسية داخل ميليشيات "الحشد الشعبي" التي تم ضمها إلى القوات الحكومية بشكل رسمي.وقال العبادي، في تصريحات متلفزة: "نريد أن يكون الحشد تحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة ونرفض استخدامه من بعض الانتهازيين لمصالح انتخابية"، مبيناً أن أشخاصاً داخل "الحشد" يعملون بأمزجة لتنفيذ العمل تحت إمرة القائد العام. وأشار إلى محاصرة فصائل مسلحة محسوبة على "الحشد" للمنطقة الخضراء بعد توقيف الاستخبارات لأحد قادتها، لافتاً إلى أن "ما حدث كان من الممكن أن يتحول لصدام مسلح، وسمّاه البعض انقلاباً عسكرياً".وأكد أن الهجمات التي يعتقد أن فصائل مرتبطة بإيران تشنها ضد قوات "التحالف الدولي" الذي تقوده واشنطن مرفوضة، مشدداً على وجوب إخراج القوات التركية التي تحارب عناصر حزب "العمال الكردستاني" المتمرد، من الأراضي العراقية بالحوار.من جانب آخر، دعا العبادي الشعب العراقي للمشاركة بكثافة في الانتخابات المقبلة من أجل التغيير. ورحب بخطوات الانفتاح التي اتخذتها حكومة الكاظمي باتجاه محيط العراق العربي.في السياق، رأى عضو الحزب "الديمقراطي الكردستاني" عماد باجلان، أن إنهاء الخروقات وحالة الفوضى على الحدود العراقية التركية نتيجة للصراعات بين الحكومة التركية وحزب "العمال الكردستاني" يتطلب المضي بعدة خطوات مهمة في مقدمتها ضرورة دعم الحكومة العراقية المركزية لأربيل وقوات "البيشمركة" المسؤولة عن الأمن في الإقليم العراقي بغية إخراج عناصر "العمال الكردستاني" من أراضيه لإبطال حجة أنقرة بتبرير التوغل العسكري وانتهاك السيادة التي وصلت إلى عمق 30 كلم.وبينما نفى حزب "العمال الكردستاني" وقوف عناصره وراء هجوم أدى إلى مصرع 5 من قوات البيشمركة الكردية التابعة لإقليم كردستان، وقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش التركي وعناصر من "العمال الكردستاني"، ليل الأحد ــ الاثنين، في ناحية كاني ماسي التابعة لقضاء العمادية شمالي محافظة دهوك العراقية. وواصلت تركيا عمليتها رغم الانتقادات الحادة من المسؤولين العراقيين وفي مقدمتهم الرئيس برهم صالح الذي دعا الأتراك إلى الانسحاب فوراً من الأراضي العراقية.وشاركت مروحيات قتالية تركية في الاشتباكات التي استمرت عدة ساعات وتسببت في نشوب حرائق بمراعي قرية كيستة.في سياق منفصل، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف، أن وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب سيزور بغداد اليوم.