تبحث بولندا عن تكرار مشوارها الناجح الأخير في كأس أوروبا لكرة القدم عندما بلغت ربع نهائي نسخة 2016 في فرنسا للمرة الأولى في تاريخها، مدجّجة بأفضل لاعب في العالم روبرت ليفاندوفسكي.في مشاركتها الثالثة في 2016، بعد خروج من دور المجموعات في باكورة مشاركاتها عام 2008 مع المدرب الهولندي ليو بينهاكرK ثم في 2012 تساوت بولندا مع ألمانيا في صدارة المجموعة، ثم خاضت حصتين من ركلات الترجيح في الأدوار الإقصائية، الأولى ابتسمت لها ضد سويسرا والثانية عاندتها ضد برتغال كريستيانو رونالدو التي توجت باللقب لاحقاً.
تخوض رحلتها المقبلة في البطولة القارية تحت إشراف المدرب الدائم الترحال باولو سوزا الذي عين بدلاً من يرزي برزنتشيك بعد الخسارة مرتين ضد إيطاليا وهولندا في دوري الأمم الأوروبية في يناير الماضي.وكان برزنتشيك قد حل بدوره بدلاً من آدم نافالكا بعد الخروج من الدور الأول لكأس العالم في روسيا عام 2018.وخسرت بولندا في الدور الأول للمونديال أمام السنغال 1-2 وأمام كولومبيا صفر-3، وحققت الفوز في المباراة الثالثة على اليابان 1-صفر.
المدرب سوزا
واستلهم المدرب الدائم الترحال باولو سوزا من مدربين عالميين عاصرهم خلال مسيرته كلاعب، قبل أن يصل إلى منصب مدرب منتخب بولندا.تعلّم الكثير من أمثال مواطنه كارلوس كيروش، السويدي سفن غوران إريكسون، الإيطالي مارتشيلو ليبي أو الألماني أوتمار هيتسفلد، عندما كان لاعب ارتكاز مميز في الوسط.عيّنه رئيس الاتحاد البولندي زبيغنييف بونييك مدرباً للمنتخب الأول في يناير 2021.يُعرف ابن الخمسين عاماً بعمله الدؤوب، طموحه التكتيكي، وتركيزه على الجانب النفسي، كما يتميّز بشخصيته القوية.تولى خلال مشواره سلسلة من المهام التدريبية في عدة دول أبرزها منتخب البرتغال دون 16 عاماً، وأندية الصف الثاني في إنكلترا كوينز بارك رينجرز وسوانسي وليستر سيتي، وبازل السويسري وفيورنتينا الإيطالي.نجوم المنتخب البولندي
وإلى نجمها الخارق ليفاندوفسكي صاحب الأرقام القياسية الرائعة مع فريقه بايرن ميونيخ بطل ألمانيا، تعوّل بولندا على لاعب وسط نابولي الإيطالي بيوتر جيلينسكي وماتيوس كليخ المتالق في الموسم المنصرم في وسط ليدز يونايتد الإنكليزي، بالإضافة إلى حارس يوفنتوس الإيطالي فويتشيخ شتشيزني.لكن بولندا تفتقد للمهاجم كريستوف بيونتيك الذي خضع لجراجة في كاحله.استعادة أمجاد 1972
ويتوق أنصار المنتخب البولندي إلى استعادة أمجاد الجيل الذهبي الذي حقق إنجازات تاريخية من خلال تتويجه بالذهب الأولمبي عام 1972 في ميونيخ وفضية أولمبياد 1976 في مونتريال والمركز الثالث في مونديالي 1974 في ألمانيا الغربية و1982 في إسبانيا.وحققت بولندا مشواراً ناجحاً في التصفيات بتصدّرها مجموعة تضم النمسا ومقدونيا الشمالية وسلوفينيا بسهولة. في مبارياتها الإعدادية لكأس أوروبا، تعادلت مع روسيا.وتلعب بولندا في مجموعة مقبولة تضم إسبانيا والسويد وسلوفاكيا.ليفاندوفسكي... قناص يهابه جميع الحراس
مهاجم فتاك، حامل للعديد من الأرقام القياسية، وقوة تهابها جميع الفرق. رغم أن منتخب بولندا ليس مرشحاً للوصول إلى مراحل متقدمة في البطولات الكبرى، فإن وجود قناص بحجم هدافه التاريخي روبرت ليفاندوفسكي يكون كافيا لتعزيز حظوظه، وهذا ما سيعول عليه في نهائيات كأس أوروبا 2020.يدخل ليفاندوفسكي (32 عاما) البطولة القارية منتشيا من إنجاز أدخله التاريخ من أوسع أبوابه، بعد أن حطم رقما قياسيا صمد 49 عاما في الدوري الألماني.وكأن القدر أراد له ذلك، إذ ابتسم الحظ لـ"ليفا" في الدقيقة 90 من مباراة فريقه بايرن ميونيخ ضد أوغسبورغ في المرحلة الأخيرة، ليسجل هدفه الـ41 في البوندسليغا، محطما الرقم القياسي لأسطورة الفريق غيرد مولر لعدد الأهداف المسجلة في موسم واحد من الدوري (40 في موسم 1971-1972).واحترف بداية مع فريق دلتا وارسو عام 2005، وانتقل إلى ثلاثة أندية بولندية أخرى، قبل أن تأخذ مسيرته منعطفا بوصوله إلى بوروسيا دورتموند الألماني عام 2010، ورغم أنه اكتفى في موسمه الأول بتسجيل 8 أهداف في البوندسليغا فإن دورتموند حقق لقب الدوري عام 2011 قبل أن يحتفظ به في الموسم التالي، بمساهمة بـ22 هدفا للبولندي الذي حل ثالثا في ترتيب الهدافين.وانضم الى بايرن ميونيخ عام 2014 ليحقق الكثير من الإنجازات، لكن أكثر ما سيبقى في الذاكرة، الى جانب تحطيم رقم مولر، هي الأهداف الخمسة التي سجلها في غضون 9 دقائق، بعدما دخل من مقاعد البدلاء مع بداية الشوط الثاني ضد فولفسبورغ في الدوري سبتمبر 2015، وسط دهشة مدربه آنذاك الاسباني بيب غوارديولا.وكلل إنجازه في قيادة بايرن ميونيخ الى سداسية تاريخية موسم 2019-2020، عندما تصدر ترتيب دوري الأبطال (15 هدفا في 10 مباريات) والدوري المحلي (34)، بالفوز بجائزة أفضل لاعب لعام 2020 المقدمة من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، متفوقا على النجمين البرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي.