إسرائيل تلغي «مسيرة الأعلام»... وغليان في القدس

تقرير عن تعهّد لابيد باستئناف مفاوضات السلام يختبر تماسك «معسكر التغيير»

نشر في 08-06-2021
آخر تحديث 08-06-2021 | 00:05
رئيس الوزراء المحتمل نفتالي بينيت يصل إلى الكنيست أمس  (رويترز)
رئيس الوزراء المحتمل نفتالي بينيت يصل إلى الكنيست أمس (رويترز)
بعد دعوات أميركية لتجنب التصعيد بالقدس وتفجير الهدنة الهشّة في غزة، ألغت إسرائيل مسيرة الأعلام الاستفزازية، لكنّ منسوب القلق لم يتراجع في المدينة المقدسة، مع تعهّد اليمينيين المتطرفين من منظمي المسيرة بالمضيّ بها، في حين تشهد الساحة السياسية الإسرائيلية توتراً قبل أيام معدودة من انتقال للسلطة هو الأهم منذ 12 عاماً.
تجنبت إسرائيل استفزازاً كان من الممكن أن يؤدي الى انفجار العنف مجدداً من القدس الى غزة مروراً بالضفة والمدن العربية الإسرائيلية المختلطة بين العرب واليهود.

واستجابة لتوصيات الأجهزة الأمنية والمستوى السياسي، قرر المفتش العام للشرطة الإسرائيلية كوبي شبتاي، أمس، إلغاء "مسيرة الأعلام"، التي كان اليمين المتطرف ينوي تنظيمها بعد غد الخميس، لإحياء ذكرى احتلال القدس الشرقية في حرب 1967، وهي المسيرة نفسها التي ألغيت الشهر الماضي، مع تصاعد التوترات قبيل انفجار جولة عسكرية أخرى في غزة.

وتمسّك رئيس تحالف "الصهيونية الدينية"، المتطرف بتسلئيل سموتريتش، بتنظيم المسيرة، واعتبر قرار الشرطة بمنزلة "خضوع واستسلام مخز للإرهاب وتهديدات حماس، ويجعل رئيس الحركة في غزة يحيى السنوار هو الذي يدير القدس".

بدوره، أعلن رئيس حزب "القوة اليهودية" المعادي للعرب وعضو الكنيست إيتمار بن غفير، أنه ومعاونيه سيخرجون الخميس حاملين الأعلام الإسرائيلية في شوارع البلدة القديمة وساحة باب العامود، مؤكداً أنه "لسوء الحظ، فإن مفوض الشرطة يواصل خط الاستسلام والتراجع أمام الإرهاب".

ودعا بن غفير، وهو مستوطن يعيش بالقرب من الخليل، أعضاء "الكنيست" للانضمام إليه "واستخدام حصانتهم والقانون السيادي لإسرائيل على القدس".

تهديد «حماس»

جاء ذلك بعد أن حذّر نائب رئيس "حماس" في غزة، خليل الحية، إسرائيل من تجدد المواجهة العسكرية في غزة في حال اقتربت أي من الجماعات اليهودية من القدس الشرقية والمسجد الأقصى.

إدارة بايدن

وكانت "مكان" هيئة البث الإسرائيلية الممولة من الحكومة، نقلت عن مصادر في واشنطن أن إدارة الرئيس جو بايدن تراقب عن كثب الأحداث المتعلقة بمسيرة الأعلام، وقد دعت إسرائيل إلى تجنّب اتخاذ خطوات من شأنها أن تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة والمساس بالمحاولات الهادفة إلى تثبيت الهدوء وتعزيز وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في غزة بجهود مصرية.

وبعد إعلان حركة فتح "النفير العام" الخميس، دعا مفتي الديار الفلسطينية محمد حسين إلى شد الرحال للمسجد الأقصى، محذراً من "قيام سلطات الاحتلال بإجراءات لتغيير طريق جسر باب المغاربة الذي يصل ساحة البراق".

وفي خطوة لإعفاء إسرائيل الرسمية من أي مسؤولية قضائية أو الإحالة إلى المحكمة الدولية وتجنّب الضغط الأممي والأميركي، أبلغ المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية أفيخاي مندلبليت، أمس، المحكمة العليا بأنه لن يتدخل في مسألة إجلاء العائلات الفلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح، وردّ الملف إلى قضاتها لاتخاذ القرار.

إلى ذلك، أفادت وكالة "معا" الفلسطينية بأن منظمة تدعى "نساء لأجل الهيكل" وضعت لافتة عند مدخل باب المغاربة مكتوباً عليها "باب هليل"، في محاولة استفزازية أخرى لتغيير اسم الباب التاريخي، ونسبه إلى الإسرائيلية هليل أرئيل، التي قتلت في مستوطنة كريات أربع بالخليل عام 2016.

الأرض المحروقة

ومع دخول إسرائيل منعطفاً حاسماً تبدو معه نهاية حياة نتنياهو السياسية المستمرة منذ عام 2009 وشيكة، شدد رئيس الوزراء المحتمل نفتالي بينيت على أن التغيير ليس كارثة، بل حدث طبيعي في أي بلد ديمقراطي، داعياً صاحب أطول فترة حكم في تاريخ إسرائيل إلى التخلي عن منصبه دون اللجوء إلى سياسة "الأرض المحروقة".

وقال بينيت، بعد اجتماعه الأول مع قادة الأحزاب المشاركة في حكومته المشتركة مع رئيس حزب "هناك مستقبل" يائير لابيد، "نظام إسرائيل ليس ملكياً، ولا يمكن لأحد أن يحتكر السلطة. وبطبيعة الحال، يتغيّر أي نظام يتدهور بعد سنوات عديدة".

وأضاف بينيت مخاطباً نتنياهو: "لا تترك الأرض المحروقة من بعدك. نريد أن نتذكرك بالخير جزاء الخدمات التي قدّمتها"، مؤكداً أنه يعلم أنه يضغط على رئيس "الكنيست" ياريف ليفين لتأجيل موعد التصويت على الحكومة، وهذا يمثّل مصلحة شخصية وليس للدولة. وقال موجها كلامه لرئيس الكنيست: "ياريف، لقد أقسمت بالولاء للدولة وليس لشخص معيّن". لكن ليفين أعلن أمس أن التصويت سيتم بحلول 14 الجاري.

استئناف المحادثات

وقبل اجتماع ائتلاف التغيير، اعتبر نتنياهو أن هذا التشكيل، الذي يوشك أن يطيحه، إنما هو نتيجة أكبر تزوير للانتخابات في تاريخ الديمقراطية، مؤكداً أنه لن يتمكن من مواجهة الولايات المتحدة إذا عادت إلى الاتفاق النووي مع إيران ولا من التعامل بقوة مع "حماس".

وفي تطور مواز، أفادت صحيفة "يسرائيل هيوم"، أمس، بأن الحكومة الجديدة أبلغت مسؤولين كبارا في الإدارة الأميركية بأنها تخطط لاستئناف محادثات الوضع النهائي مع السلطة الفلسطينية على أساس حل الدولتين بمجرد تشكيلها وأداء اليمين.

وذكرت المصادر أن وزير الدفاع بيني غانتس، الذي سيحتفظ بمنصبه في الحكومة الجديدة، أدلى بتصريحات مماثلة لكبار المسؤولين الأميركيين خلال زيارته لواشنطن الأسبوع الماضي.

وزعم التقرير أيضاً أن الرسائل نقلت للأميركيين دون موافقة أو علم بينيت، الذي قال مكتبه إن رئيس مجلس إدارة حزب يمينا لم يكن على علم بأي رسائل من هذا القبيل إلى إدارة بايدن.

back to top