جزم رئيس الاتحاد الدولي للسباحة حسين المسلم بحتمية إقامة دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو في موعدها المقرر بين 23 يوليو و8 أغسطس المقبلين، معتبراً في مقابلة مع وكالة «فرانس برس» أن الاعتراضات القائمة تندرج في سياق «السجالات الانتخابية الداخلية».

وقال المسلم الذي انتُخب رئيساً للاتحاد الدولي للسباحة السبت الماضي في العاصمة القطرية الدوحة لولاية من أربع سنوات إن «الوضع ليس طبيعياً في طوكيو حالياً، وهناك انتخابات بعد الأولمبياد، وما يحدث لا يعدو كونه سجالات انتخابية، فكل حزب يسعى لتسجيل النقاط على الحزب الآخر».

Ad

ورأى المسلم الذي شارك كمسؤول في تسع دورات أولمبية منذ نسخة موسكو 1980 حتى أولمبياد ريو 2016 أن «إقامة الأولمبياد في ظل وجود أي تحديات مثل الحروب أو الكوارث يعتبر مهماً لأنه يخلق التوازن، وهنا أتحدث عن توازن الأمل».

وأضاف متسائلاً أنه «في ظل تفشي كوفيد-19، ماذا يمكن للجهة المنظمة أن تفعل غير التلقيح والعزل (الفقاعة)؟ وهذا سيكون متوفراً في الأولمبياد».

وأعرب المسلم الذي بدأ مسيرته سبّاحاً مع نادي كاظمة عام 1968 وعمل طياراً بين عامي 1988 و2016، عن أسفه لاحتمالات غياب الجماهير المحلية أيضاً عن حضور الحدث الرياضي الضخم.

وكانت السلطات اليابان أعلنت استبعاد المشجعين الأجانب من أولمبياد طوكيو، بسبب مخاوف من أن يؤدي تدفق الزائرين إلى زيادة عدد الإصابات بفيروس «كورونا».

في المقابل، لم يُتخذ بعد قرار بشأن الحد من حضور الجماهير المحلية، في حين اشار استطلاع للرأي أجري مؤخراً أن 50% من الشعب الياباني يوافق على إقامة الألعاب برغم مخاطر الجائحة.

وتابع المسلم بشأن قرار احتمال غياب الجماهير المحلية قائلاً «نحن كإتحاد دولي نعارض القرار بشدة، لأنه سيؤثر كثيراً على الصورة العامة للدورة، كما سيترك أثره على كافة الرياضيين».

وضرب المسلم الذي بدأ تلقي دروس السباحة في السادسة من عمره بعدما هدده والده بحرمانه من الذهاب إلى رحلات الصيد إذا لم يتقن الرياضة، مثلاً «بسباح أمضى 16 عاماً من عمره وهو يتمرن من أجل المشاركة في الأولمبياد، ثم يُحرم والديه من رؤيته مباشرة».

ودعا إلى الاقتداء بالتجربة القطرية في إقامة الأحداث بحضور الجماهير في ظل إجراءات احترازية صارمة، آخرها نهائي الكأس السوبر الإفريقية بين الأهلي المصري ونهضة بركان المغربي، نافياً أي تأثير سلبي لنظام الفقاعة على اللاعبين.

وفي رد على سؤال، إذا ما كان يخشى تعرضه لضغوطات معينة على خلفية علاقته بالشيخ أحمد الفهد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي، المتنحي حالياً عن مهامه في اللجنة الأولمبية الدولية، قال مدير عام المجلس الأولمبي الآسيوي «بدأت مسيرتي مع الشيخ فهد الأحمد (رئيس المجلس الأولمبي السابق) عام 1981، ثم مع الشيخ أحمد الفهد عام 1992، والناس منذ ذلك الوقت تقول وتتكلم، لكن تركيزي دائمًا كان على العمل».

وأضاف «أنا لا أذهب إلى دواوين، ولا أخوض في حوارات صحافية، بل أركز فقط على إنتاجية العمل ونوعيته.. واليوم قربي من الشيخ أحمد أو بعدي عنه لن يؤثر على العمل».

ورأى المسلم الذي يشغل أيضاً منصب الأمين العام للجنة الأولمبية الكويتية أنه عمل مع الشيخ أحمد الفهد كـ «فريق واحد»، «وتمّكنا من تغيير المفهوم الموجود في الخليج عن ترسيخ التدخل الحكومي في القرارات الرياضية».

واعتبر المسلم أن أبرز تحدياته يتمثل بتوحيد الدعم ومنع التمييز لكافة الرياضات المنضوية تحت إتحاد السباحة مثل كرة الماء والرقص الايقاعي والغطس، بعدما كانت السباحة تستحوذ على الاهتمام الأكبر في الاتحاد السابق.

ولفت المسلم الذي شغل منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي إلى أنه سيعمل جاهداً على نشر السباحة شارحًا صعوبة إعداد البطل الأولمبي بالقول «السباح يجب أن يبدأ الإعداد من عمر 6 سنوات، وعليه أن ينتظر 12 سنة حتى يبدأ حصد النتيجة بينما تلاحظ أن اللاعب في كرة القدم قد يبدأ في عمر الـ14، وقد تراه متألقاً بعد عامين».

وكشف المسلم عن تطوير برنامج المنح للدول الفقيرة بإضافة التحصيل العلمي مع تدريبات السباحة ما قد يحفز على انخراط الموهوبين. كما أعلن عن توقيع برنامج «السباحة للجميع» مع منظمة الأونيسكو الذي يتضمن إقامة مراكز إعداد في الدول الفقيرة، في كل من آسيا، إفريقيا، الكاريبي وأوقيانوسيا، بمشاركة مدربين وسباحين عالميين سابقين، ومؤكدًا أنه سيعمل على رفع عدد السباحين المسجلين حول العالم، والذي يبلغ حاليًا 13 مليون سبّاح وسبّاحة.