الخطر الكامن على الديمقراطية الأميركية
![جيمس زغبي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/222_1682522396.jpg)
وأبعد التكتل «الجمهوري» في الكونغرس النائبة «ليز تشيني» من دورها القيادي في مجلس النواب، لأنها تمسكت برفضها الشديد لزعم الرئيس السابق، ووبخ الحزب في الولاية «تشيني» أيضاً، واحتمالات إعادة انتخابها محل شك الآن، وتصر تشيني على أن الذين مازالوا يدافعون عما تصفه بأنه «كذبة كبيرة» يطيلون فحسب أمد الحالة ذاتها التي اختمر فيها تمرد السادس من يناير.وقبول «الكذبة الكبيرة» يتضح أيضاً في ولايات يسيطر فيها «الجمهوريون» على الحكم والهيئة التشريعية، وباسم «نزاهة الانتخابات»، يقر«الجمهوريون» الآن قوانين جديدة تجعل الإدلاء بالأصوات أكثر صعوبة على جماعات الفقراء وكبار السن والأقليات.ومثل هذه الإجراءات أُقرت بالفعل في 14 ولاية ويجري العمل عليها في 18 ولاية أخرى على الأقل، وهناك ملمح آخر أشد إثارة للقلق في بعض من مشروعات القوانين تلك، وهذا يتمثل في بند يتعلق بالسماح للهيئة التشريعية في الولاية بنقض إقرار نتائج الانتخابات من مسؤولي الولاية المنتخبين، مما قد يقوض نزاهة الانتخابات الاتحادية وعلى مستوى الولايات في المستقبل. كما اعترف زعيم الأقلية «الجمهورية» في مجلس الشيوخ، السيناتور «ميتش مكونيل»، بصراحة أنه ملتزم 100% بعرقلة قائمة أولويات الرئيس جو بايدن، وهذا يبرز بوضوح التحيز الحزبي الشديد ويجعل من دعوة «الجمهوريين» إلى التعاون الحزبي محض ذريعة وادعاء لا دعوة صادقة للتفاوض البناء. صحيح أن كثيرين من المحافظين «الجمهوريين» عارضوا ترامب باعتباره خطراً على حزبهم وعلى الديمقراطية نفسها، لكنهم ترددوا في التصدي لحركة الجماهير التي خلقوها مخافة أن تنقلب عليهم، ورأى بعض «المحافظين» أنه قد حان الوقت لاستعادة التعقل في حزبهم، بعد هزيمة ترامب، وأهوال يوم السادس من يناير، وحظر حسابات الرئيس السابق على مواقع التواصل الاجتماعي.* رئيس المعهد العربي الأميركي في واشنطن