للمرة الأولى منذ مغادرته قطاع غزة نهاية عام 2019، بدأ رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية أمس، زيارة للقاهرة، على رأس وفد يضم نائبه صالح العاروري و6 من قيادات الحركة هم موسى أبومرزوق، وعزت الرشق، ومحمد نزال، وروحي مشتهي، وحسام بدران، وزاهر جبارين، تلبية لدعوة القيادة المصرية لإجراء حوارات في مختلف التطورات السياسية والميدانية، وأهمها تحقيق المصالحة الداخلية، وإنهاء الانقسام المستمر منذ عام 2007، وتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، ودفع جهود إعادة إعمار قطاع غزة. ووسط أنباء عن عقد صفقة ضخمة على غرار صفقة الجندي جلعاد شاليط 2011، أكدت مصادر مصرية مطلعة لـ "الجريدة"، أن ملف تبادل الأسرى بين إسرائيل و"حماس" سيكون على رأس أجندة المباحثات، وهي مباحثات منفصلة عن لقاء الفصائل الفلسطينية في القاهرة السبت المقبل، مشيرة إلى أن هنية سيلتقي كبار المسؤولين في جهاز المخابرات، وعلى رأسهم رئيس الجهاز اللواء عباس كامل، لكنها لم توضح إمكانية لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي من عدمه.
ويفترض أن يصل وفد إسرائيلي إلى مصر خلال الأسبوع الجاري لمناقشة ملف تبادل الأسرى مع "حماس"، خاصة أن تل أبيب سلمت إليها عبر القاهرة قائمة بأسماء لسجناء فلسطينيين مستعدة لإطلاق سراحهم في إطار الصفقة، ولم يتضح بعد ما إذا كان وجود الوفد الإسرائيلي سيتزامن مع وجود هنية ووفد "حماس" في القاهرة أم لا، خاصة أنه في حال تزامن الزيارتين فستكون هناك مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين.بدوره، شدد وزير الخارجية المصري سامح شكري، أمس الأول، على ضرورة التحرك العاجل من أجل إحياء المسار السياسي لعملية السلام، وإطلاق مفاوضات جادة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مؤكداً أن التطورات الأخيرة برهنت على محورية القضية الفلسطينية وخطورة استمرارها دون التوصل إلى حل عادل وشامل للنزاع، وفقا لمحددات الشرعية الدولة ومبدأ حل الدولتين.
الحوار الفلسطيني
ومن المقرر أن تعقد وفود الفصائل الفلسطينية اجتماعات ثنائية وأخرى موسعة في محاولة للتوصل إلى تفاهمات قبيل انطلاق الحوار الوطني الفلسطيني السبت المقبل في القاهرة. كذلك ستُعقد لقاءات أخرى مع مسؤولين في المخابرات المصرية، لبحث ملفات تتعلق بالتهدئة وملف إعادة إعمار القطاع.وذكرت المصادر المصرية، أن السلطات تأمل الاجتماع مع أعضاء من حركة فتح، ومنهم الرئيس محمود عباس.وعشية وصول الوفود إلى القاهرة، أعلنت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عقب اجتماعها أمس الأول برئاسة الرئيس محمود عباس، دعمها تشكيل حكومة وحدة فلسطينية لإنهاء الانقسام الداخلي، مؤكدة "ضرورة استمرار الحوار بين كل القوى والفصائل لتنفيذ الاتفاقات الموقعة بشأن الانقسام بكل تفاصيله".وأعربت اللجنة عن "دعم ما دعا إليه عباس بتشكيل حكومة وحدة وطنية تعكس برنامج منظمة التحرير وسياساتها وتعاملها مع المجتمع الدولي، ولغرض إنهاء الانقسام من خلال بسط سيادتها على كل أراضي الدولة"، داعية إلى "عملية سياسية تنهي الاحتلال، وفق تنفيذ قرارات الشرعية الدولية تحت مظلة الأمم المتحدة، وعقد مؤتمر دولي بمشاركة الرباعية الدولية".وشددت اللجنة على وجوب "نزع ورقة الانقسام من أيدي الأعداء، أو من يحاولون التهرب من مسؤولياتهم تجاه دعمه سياسياً ومادياً، وسرعة إعادة إعمار غزة".بلينكن و«حماس»
وفي سياق آخر، استنكرت "حماس" دعم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، واتهام الحركة بالانتظام في الانخراط بالإرهاب.وفي حين اعتبر بلينكن أنه "من الصعب إقناع المانحين مستقبلًا بالمشاركة في إعمار غزة في حال استمرت حماس في المشاركة في الحروب"، شددت الحركة على أنه "أعطى بتصريحاته الضوء الأخضر للاحتلال للاستمرار في عدوانه".وقالت "حماس" في بيان: "كنا نتطلّع أن يوجه بلينكن رسائله في الاتجاه الصحيح، فيذكر العدو بصرامة ووضوح بواجباته في القانون الدولي، وضرورة احترام هذه الواجبات والالتزام بها، بتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه الأصيلة"، مؤكدة أن "الكارثة الإنسانية بغزة سببها الأساس الاحتلال وحصاره المدعوم أميركياً".وختمت بيانها بالقول: "نؤكد لبلينكن وإدارته، إذا كانوا جادين في تحقيق الاستقرار والرفاه في المنطقة؛ فعليهم احترام إرادة الشعب الفلسطيني الحرة، والالتزام بالقانون الدولي، وتنفيذ القرارات الدولية التي تؤكد حق شعبنا في الحرية والاستقلال والعودة إلى دياره التي هجر منها".30 بنداً
ومع تحديد رئيس الكنيست ياريف ليفين الأحد المقبل لمنح الثقة للحكومة الجديدة خلفاً لحكومة بنيامين نتنياهو، توصلت الأحزاب الثمانية المشاركة في ائتلاف التغيير إلى تفاهمات حول الخطوط العريضة لحكومة التناوب بين زعيم حزب "يمينيا" القومي المتطرف نفتالي بينيت ورئيس حزب "هناك مستقبل" الوسطي يائير لابيد.وبعد مفاوضات مكثفة ومطولة، شملت الخطوط العريضة للحكومة المرتقبة، 30 بنداً أبرزها تعزيز وتوسيع البناء الاستيطاني في مدينة القدس وتحويلها إلى عاصمة ديناميكية وعصرية ومركز الحكم ونقل جميع مقرات الوزارات وأقسامها والمؤسسات الحكومية إليها في غضون فترة وجيزة.وتنص الوثيقة، التي توصلت إليها هذه الأحزاب أمس الأول، على "العمل على تعزيز الأمن القومي للإسرائيليين، إلى جانب السعي الدائم لتحقيق السلام". وفي الصياغة النهائية، لم يأت الاتفاق على ذكر "الامتناع عن اتخاذ خطوات أحادية الجانب"، علما بأن مسوداته الأولية شملت ذلك.واتفقت أطراف حكومة التناوب على تشريع قانون يحدد مدة ولاية رئيس الحكومة بـ 8 سنوات أو فترتين، وتعيين 28 وزيراً و6 نواب وزراء وتأليف المجلس الوزاري المصغر "الكابينيت" من 12 وزيراً يقسمون بالتساوي بين معسكري اليمين والوسط- يسار، على أن يتم اعتبار ليبرمان يسارياً، ليتألف عملياً من أكثرية يمينية.كما تنص الاتفاقات الائتلافية على منع بينيت من شغل أي منصب حكومي إذا ما تم إسقاط الحكومة عبر التصويت على حجب الثقة عنها في الكنيست، وذلك عبر تشريع يعمل الائتلاف على سنه مع بداية عمله.وتجنب الاتفاق التطرق إلى القضايا الإشكالية المتعلقة بعلاقة الدين مع الدولة، بما في ذلك توسيع ساحة حائط البراق لمصلحة "الصلوات اليهودية"، و"نظام الكشروت"، وعمل المواصلات العامة أيام السبت، وفتح محال البقالة ومحلات السوبر ماركت أيام السبت. ونص على التصويت ضد أي قوانين من شأنها تغيير الوضع الراهن.منصور عباس ونتنياهو
وينص الاتفاق مع رئيس "القائمة الموحدة" منصور عباس، على تمديد تجميد تنفيذ ما يعرف بـ "قانون كامينيتس" حتى 2024، وتجميد الهدم في النقب مدة 9 أشهر، وتعيين أحد أعضائها بمنصب نائب وزير في مكتب رئيس الحكومة، ورصد ميزانية تقدر بنحو نصف مليار شيكل لمشاريع في المجتمع العربي "بناء على تقديرات عباس".وفي خطوة لتوفير بديل للقائمة الموحدة إذا قررت الانسحاب وأيضاً تسهيل الانشقاقات المحتملة لأعضاء حزب "الليكود" بزعامة نتنياهو، نصت الاتفاقات على تشريع قانون يسهل عملية تقسيم الكتل البرلمانية.وفيما شكك النائب عميخاي شيكلي المعارض لانضمام حزبه "يمينا" للحكومة في قدرة نتنياهو على اقتناص منشقين وتعطيل منحها الثقة، لأن الأمر قد حسم، أبلغ وزير الصحة يولي إدلشتاين قياديين في "الليكود" بعزمه الإطاحة بنتنياهو من قيادة الحزب ومنافسته على رئاسته.وأكدت قناة "كان" الرسمية أمس الأول، أن إدلشتاين التقى فاعلين بارزين في الحزب وطلب دعمهم للرئاسة خلفاً لنتنياهو الذي يترأس الحزب منذ 16 عاماً.وفي حين يشعر قياديون في "الليكود" أن حكم الحزب بات في خطر، نقلت القناة عن مصادر في "الليكود" أن نتنياهو يخطط لإجراء انتخابات مبكرة على رئاسة الحزب في أقرب وقت لتجديد الثقة به.مسيرة الأعلام
وقبل ساعات من عقد "الكابينيت" اجتماعاً لإعادة النظر في قرار حظر "مسيرة الأعلام" للمستوطنين غدا، والتي يقضي مسارها الأصلي بالدخول إلى البلدة القديمة من باب العامود والمرور من الحي الإسلامي وصولاً إلى باحة حائط البراق، جدد المتطرفون اقتحام باحات المسجد الأقصى أمس من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من قوات الاحتلال وقاموا بجولات استفزازية، ولاحقاً منعت النائب عن حزب "الصهيونية" الدينية إيتمار بن غفير من اقتحام الحرم القدسي.بالتزامن مع دعوات جماعات الاستيطان والجمعيات المتطرفة لأنصارها للاقتحام الأوسع يوم الخميس، أوعز نتنياهو إلى مفتش الشرطة العام بدراسة بدائل مختلفة لإجراء مسيرة الأعلام.