كشف رئيس الحملة الوطنية للتوعية بمرض السرطان (كان)، الأمين العام للاتحاد العربي للوقاية من الإدمان، د. خالد الصالح، أن أكثر الأورام انتشاراً بين الرجال الكويتيين هو سرطان القولون والمستقيم بنسبة 13% من مجموع السرطانات، وذلك وفقا لآخر الإحصاءات الرسمية في البلاد، في حين انخفضت نسبة الخوف من السرطان بنسبة 30%.

وقال الصالح، في حواره مع «الجريدة»، إن سرطان الثدي يشكّل نسبة 36.7% من أنواع السرطان التي تصيب الكويتيات، ويأتي في مقدمة الأكثر انتشارا بين المواطنات.

Ad

وأوضح أن «كان» حققت أكثر من 65% من أهدافها الأساسية، مشددا على أهمية دور الحملة في التوعية وتغيير النظرة المجتمعية تجاه أمراض السرطان.

وذكر أن الحملة فازت بجائزة أفضل مشروع رائد في مجال العمل الاجتماعي التطوعي على مستوى دول مجلس التعاون... وفيما يلي تفاصيل الحوار:

• انطلقت الحملة الوطنية للتوعية بمرض السرطان (كان) عام 2006، فهل حققت أهدافها؟

- أتمت الحملة 14 عاماً من عمرها، وعندما بدأت كان لنا أهداف محددة وأدوات قياس، والآن، بعد مرور 14 عاماً، عندما نقارن تلك الأهداف بأدوات القياس، نقول إنه تحقق أكثر من 65 بالمئة من أهدافنا الرئيسة، فعلى سبيل المثال عندما بدأنا عملنا دراسة عن التوعية في الكويت عن طريق أسئلة محددة، وعن طريق مكتب مختص، وكانت نسبة الخوف من مرض السرطان واعتباره مرضا خطيراً تصل إلى 78 بالمئة، وقد قلّت هذه النسبة إلى 48 بالمئة، كما بلغت نسبة من يعتقد بأن السرطان قابل للشفاء 36 بالمئة، بينما تبلغ النسبة الآن 61 بالمئة.

أما عن السؤال بشأن وجود حملات توعية عن مرض السرطان في الكويت عام 2006 فقد بلغت نسبة من أجابوا بنعم 38 بالمئة، أما النسبة الآن فقد ارتفعت إلى 70 بالمئة، وهذا مؤشر على أهمية دور حملة كان في تغيير النظرة المجتمعية تجاه أمراض السرطان ودورها المهم في التوعية.

نشر التوعية

• تسعى الحملة إلى مكافحة مرض السرطان عن طريق نشر التوعية، فأين وصلت نسبة التوعية بالمرض؟

- يمكن قياس نسبة التوعية عن طريق القدوم المبكر أو المتأخر لمرضى السرطان بالكويت، ونستطيع أن نضرب مثلا عن ذلك بسرطان الثدي، فإذا نظرنا قبل بداية الحملة كانت نسبة المرضى الذين يأتون بالمرحلة المتأخرة والمقصود بها المرحلتان الثالثة والرابعة تصل إلى حوالي 68 بالمئة، ولو نظرنا إلى إحصاءات 2016 بعد 10 سنة من انطلاق الحملة، فإن القدوم المتأخر لسرطان الثدي على سبيل المثال في المرحلتين الثالثة والرابعة يبلغ 38 بالمئة، فهذا انعكاس كبير جدا على زيادة الوعي بالكويت، حيث تشير الأرقام إلى ارتفاع كبير للقدوم المبكر لمرضى السرطان، وبالتالي زيادة مرتفعة بالشفاء، ومن المعلوم أن نسبة شفائه تزيد على 80 بالمئة في المرحلتين الأولى والثانية.

دورات تدريب

• ما عدد الأطباء والطواقم التمريضية وطالبات المرحلة الثانوية الذين دربتهم الحملة؟

- لم تتوقف الدورات التدريبية التي تقوم بها الحملة منذ انطلاقها، وقد تنوعت هذه الدورات التي أقامتها بالتعاون مع وزارتي الصحة والتربية وغيرها من الجهات، ومنها دورات تدريب أطباء الرعاية الأولية، حيث بلغ عدد الأطباء المدربين منذ عام 2012 حتى يونيو الجاري 1117 طبيبا وطبيبة، في حين تم تدريب 1171 طبيبا وطبيبة أسنان، أما دورات تدريب الهيئة التمريضية، فقد تم تدريب 1973 ممرضا وممرضة.

أما بالنسبة لتدريب طالبات الثانوية العامة بجميع مدارس الكويت، والذي بدأ برنامج تدريبهن بالتنسيق والتعاون مع وزارتي التربية والصحة منذ عام 2010، فقد بلغ عدد معلمات التربية البدنية (المدربات) اللاتي تم تدريبهن بإشراف المكتب الإقليمي لشرق المتوسط التابع لمنظمة الصحة العالمية ليصبحن مدربات، 200 معلمة مُدّربة، مهمتهن تدريب الطالبات بإشراف حملة كان.

وبلغ عدد الطالبات اللاتي تم تدريبهن منذ 2010 حتى العام الدراسي 2019/ 2020، حوالي 127 ألف طالبة، وتم اكتمال التدريب قبل جائحة كورونا، وتوقّف نظراً للجائحة.

جائزة أفضل مشروع

• هل تنوي الحملة التوسع في برامجها التوعوية لتصل إلى محيطها الخليجي والإقليمي؟

- في حقيقة الأمر، توسعت الحملة على المستويين الخليجي والإقليمي، فقد زار الحملة عدد كبير من الجمعيات المهتمة بالسرطان من دول مجلس التعاون، من سلطنة عمان ومن الأحساء ومن الرياض بالمملكة العربية السعودية، ومن مملكة البحرين، ولدينا علاقات قوية معهم، كما فازت «كان» بجائزة أفضل مشروع رائد في مجال العمل الاجتماعي التطوعي على مستوى دول المجلس، وقد تم تسلّم الجائزة في سلطنة عُمان على هامش اجتماع وزراء الشؤون التنمية الاجتماعية بمجلس عام 2019.

أكثر السرطانات

• ما أكثر أنواع السرطانات انتشارا في الكويت بين المواطنين والمقيمين، وفقا لآخر وأحدث الإحصاءات؟

- آخر الإحصاءات الرسمية في الكويت بيّنت أن أكثر الأورام انتشاراً بين الكويتيين الرجال هو سرطان القولون والمستقيم، ويشكل حوالي 13 بالمئة من مجموع السرطانات، يليه سرطان البروستاتا الذي يشكّل حوالي 11.5 بالمئة، يليه سرطان الرئة 10 بالمئة، ثم سرطان الدم 7 بالمئة، وسرطان الليمفوما غير «هدجكن»، الذي يشكل حوالي 7 بالمئة.

أما بالنسبة للنساء الكويتيات فإن سرطان الثدي يشكل نسبة 36.7 بالمئة، والغدة الدرقية 11 بالمئة، والقولون والمستقيم 10.6 بالمئة، يليه سرطان جسم الرحم 6.7 بالمئة، ثم سرطان الدم الذي يشكل نسبة 4.7 بالمئة، بينما يشكل سرطان عنق الرحم 3 بالمئة فقط.

أما بالنسبة لغير الكويتيين، فإن أكثر الاورام انتشارا بين الرجال سرطان القولون والمستقيم الذي يشكل 13 بالمئة، والبروستاتا 9 بالمئة، وسرطان الدم 10 بالمئة، وسرطان المثانة بنسبة 6 بالمئة، ثم سرطان الرئة 3.5 بالمئة.

أما بالنسبة للنساء غير الكويتيات، فتبلغ نسبة الإصابة بسرطان الثدي 41.7 بالمئة، فيما يشكل سرطان الغدة الدرقية حوالي 10.4 بالمئة، ثم سرطان القولون والمستقيم بنسبة 7.3 بالمئة، وسرطان جسم الرحم الذي يشكّل حوالي 5.3 بالمئة، ثم اللوكيميا بنسبة 4.6 بالمئة، بينما يشكّل سرطان عنق الرحم حوالي 4 بالمئة.

تراجُع 50% في التصدي للمخدرات لتقليص جهود «اللجنة الوطنية»

قال الصالح إن تراجعاً بنسبة 50 بالمئة في برامج التوعية والتصدي للمخدرات في السنوات الأخيرة، جاء بسبب أن التوعية في الكويت كانت تتبناها أكثر من جهة، مردفا: كما أنه مع الأسف الشديد، ولأسباب كثيرة، تم تقليص جهود اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، متمنيا إذا كانت هناك ملاحظات على هذه اللجنة أن يتم تقويمها، لأن وجودها ضروري جدا في التصدي لظاهرة المخدرات.

وأكد أن وجود اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات ضرورياً، ويمكن لأصحاب الرأي في البلاد أن يجعلوا من هذه اللجنة أداة فعالة بمشاركة تخصصات عديدة من أجل التصدي والتوعية ومحاربة المخدرات.

عادل سامي