الصين: نظرية «تسرّب كورونا» تشبه «أسلحة دمار» صدام

5 مواضيع خلافية في قمة بايدن ـــ بوتين... و«ناتو» قلق من تقارب بكين ـــ موسكو

نشر في 09-06-2021
آخر تحديث 09-06-2021 | 00:03
استعدادات في جنيف لاستضافة قمة بايدن وبوتين في 16 الجاري   (أ ف ب)
استعدادات في جنيف لاستضافة قمة بايدن وبوتين في 16 الجاري (أ ف ب)
بانتظار التقرير الذي طلبه الرئيس الأميركي جو بايدن من استخبارات بلاده بشأن أصل فيروس كورونا المستجد، يتصاعد الحديث عن نظرية تسرب الفيروس من مختبر صيني، في وقت تشكل العلاقات الغربية مع الصين وروسيا أحد العناوين البارزة لجولة بايدن الخارجية الأولى إلى الحلفاء على الضفة الأخرى من «الأطلسي».
مع تصاعد التوتر بين بكين وواشنطن عشية توجّه الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أوروبا في أول جولة خارجية منذ توليه الرئاسة، عادت الاتهامات المتبادلة عن منشأ فيروس «كورونا» المستجد بين بكين وواشنطن.

فقد شبّهت الصين الاتهامات القديمة الجديدة التي تواجهها حول احتمال تسرب «كورونا» من مختبر ووهان «بما وجّه للعراق من اتهامات باطلة بامتلاكه أسلحة دمار شامل قبل سنوات»، إبان حكم صدام حسين.

وكتب الناطق باسم السفارة الصينية في واشنطن ليو بينغيو على «تويتر»، أمس، أن «منشأ كورونا موضوع العلم، ويجب أن يدرسه بشكل مشترك العلماء حول العالم، وعدم تسييسه»، مضيفاً أن «أي استنتاج يجب أن يستخلص بالتوافق مع معايير منظمة الصحة العالمية وبناء على الأساليب العلمية».

وشدد على أن «الحملة الرامية لتسييس دراسة منشأ الفيروس والتشهير بالصين لا تختلف عن الأكاذيب حول امتلاك العراق أسلحة دمار شامل».

وبعد نشرها تقريراً جاء فيه أن تسلسل التركيب الوراثي الخاص بفيروس كورونا يشير إلى أن الفيروس تم تخليقه في مختبر صيني، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال»، أمس الأول، نقلاً عن مصادر مطلعة، أن تقريراً بشأن أصول مرض كوفيد- 19، أعده مختبر وطني تابع للحكومة الأميركية، خلص إلى أن الفرضية القائلة بأن الفيروس تسرب من معمل صيني في ووهان معقولة وتستحق مزيدا من التحقيق.

وأضافت الصحيفة أن الدراسة أعدها في مايو 2020 مختبر لورنس ليفرمور الوطني في كاليفورنيا وأشارت إليها وزارة الخارجية عندما أجرت تحقيقا بشأن أصول الفيروس خلال الشهور الأخيرة من حكم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.

وحصل المشرعون في لجان الكونغرس على نسخة من التقرير، وسط محاولة إحياء البحث عن إجابات حول منشأ الفيروس وفقا لشبكة CNN الأميركية. إلا أنه ليس واضحاً مدى تأثير النتائج التي توصل إليها التقرير في تعزيز فهم الحكومة لأصول الفيروس، وما إذا كان مؤثراً في تأكيد تورط المختبر بعد اختبارات على المرض أجريت فيه أم تبرئته. ولم تستبعد الوثيقة أن يكون الفيروس ربما تطور بشكل طبيعي وهي فرضية مازالت مطروحة.

وكان التقرير متاحاً للمشرعين الرئيسيين في الكابيتول هيل منذ العام الماضي وفقاً لمصدرين بالكونغرس، إلا أن بعض الجمهوريين أعربوا عن إحباطهم من عدم تمكنهم من الوصول إلى الوثيقة بشكل سريع.

في المقابل، ضغط أعضاء لجنة الطاقة والتجارة في الحزب الجمهوري على وزارة الطاقة في الأسابيع الأخيرة للحصول على مزيد من المعلومات حول التقرير المصنف على أنه «سري للغاية».

ويجري الجمهوريون في اللجنة تحقيقاتهم الخاصة في أصول كورونا، مطالبين بوثائق إضافية من المعهد الوطني للصحة ووزارة الأمن الداخلي ووزارة الخارجية.

وبعد مرور عام على إصداره لأول مرة، أصبح التقرير مهماً؛ لأنه قدم بعض الدعم المبكر للنظرية القائلة إن الفيروس تسرب من مختبر في ووهان في وقت كانت فيه المخابرات على الأقل علناً، تعتقد أن الفيروس ليس «من صنع الإنسان» ومن المحتمل أنه نشأ بشكل طبيعي.

وأوضح مسؤولان سابقان مقربان من التحقيقات التي اجرتها إدارة ترامب في أصول الوباء، أن تقرير ليفرمور لم يكتشفه صناع السياسة الذين يحققون في الأمر إلا بعد شهور من إصداره، وهو ما أثار العديد من التساؤلات حول محاولة إخفاء التقرير.

يذكر أن فرضية تسرب الفيروس من مختبر صيني كانت عادت بقوة إلى الواجهة خلال الأيام الأخيرة في الولايات المتحدة، مما دفع الرئيس الأميركي جو بايدن، لدعوة أجهزة الاستخبارات الأميركية لإعداد تقرير في غضون 90 يوماً حول منشأ وباء كوفيد 19 الناجم عن فيروس كورونا.

وشجع تركيز بايدن الأخير منصة فيسبوك على التراجع عن حظر نشر القصص التي تربط المختبر بتفشي المرض.

G7

ومن المقرر أن يصل بايدن مساء اليوم، الى كورنوال بجنوب غربي إنكلترا حيث سيشارك في قمة مجموعة السبع G7 (ألمانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا واليابان وبريطانيا).

والأحد، يزور برفقة السيدة الأولى جيل بايدن، الملكة إليزابيث الثانية في قصر ويندسور، ثم يغادر إلى بروكسل لحضور قمة قادة حلف شمال الاطلسي (ناتو) ثم قمة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة قبل أن يختتم جولته التي تستمر 8 أيام في جنيف في 16 الجاري بقمة منتظرة جدا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

5 بنود

وتبدو المحادثات بين بايدن وبوتين صعبة، وعلى جدول أعمالها سلسلة خلافات، وأبرز 5 منها:

* تقع اتهامات التضليل عبر الإنترنت وهجمات المعلوماتية لغايات التدخل في الانتخابات في صلب التوترات وتقف وراء العديد من العقوبات الأميركية ضد موسكو لا سيما بعد انتخاب ترامب في 2016.

*وعد بايدن بإبلاغ بوتين بأنه لن يقف مكتوف الأيدي «في مواجهة» انتهاكات «حقوق الإنسان في روسيا، وهو ملف يغذي عدم ثقة الروس بالأميركيين حيث يرى الكرملين في ذلك دليلاً على تدخل وهيمنة.

*على الصعيد العسكري، الخلافات كثيرة. وفي أوكرانيا أو سورية أو القطب الشمالي يتبادل البلدان الاتهامات بالتوسع العسكري.

*يثير إنهاء سلسلة اتفاقات مخاوف من تسريع سباق التسلح. فمنذ عام 2018 يشيد بوتين بنموذج صواريخه «الأسرع من الصوت» والقادرة حتى على إحباط الدفاعات الحالية المضادة للطيران.

وبالتالي من المرجح أن يكون التوازن الاستراتيجي في صلب محادثات بايدن وبوتين.

من الجانب الأميركي، هناك تشديد أيضاً على نشر نحو 100 ألف جندي روسي في الآونة الأخيرة على حدود أوكرانيا مما أثار مخاوف من اجتياح لهذا البلد، الذي جردته روسيا من شبه جزيرة القرم عام 2014.

*مع كل موجة عقوبات وعقوبات مضادة، يكثف الروس والأميركيون طرد دبلوماسيين مما يخفف العاملين في سفاراتهما وقنوات الاتصال.

وأخيرا، يأمل العديد من السجناء أن يتمكن بوتين وبايدن من التوصل الى اتفاق حول مصيرهم في الأسابيع أو الأشهر المقبلة.

ستولتنبرغ

من ناحيته، قال الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ في مقابلة مع صحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية نشرت أمس في أعقاب اجتماعه بالمكتب البيضاوي مع الرئيس الأميركي، أن «التقارب السياسي والعسكري بين روسيا والصين يطرح مخاطر جديدة أمام الناتو ويهدد تعددية الأقطاب».

وأضاف: «تُنسّق موسكو وبكين مواقفهما بشكل متزايد في القرارات المتخذة في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة، وتنفذان كذلك تدريبات عسكرية مشتركة وتقومان بتجارب مشتركة تتعلق برحلات جوية لمسافات طويلة مع الطائرات المقاتلة وتقودان عمليات بحرية، كما تجريان تبادلاً مكثفاً للخبرات في مجال أنظمة التسلح ومراقبة الإنترنت».

ورأى أن «على الحلف الأطلسي التكيف للرد بشكل خاص على صعود الصين كقوة عسكرية وتنامي عدوانية روسيا».

«وول ستريت جورنال» اعتبرت تقرير منشأ «كوفيد 19» معقولاً
back to top