شدّدت السفيرة البريطانية لدى البلاد بليندا لويس على أن "زيادة الاستقرار والأمن في المنطقة هدف مشترك للمملكة المتحدة والكويت معا".

وأضافت في أول مؤتمر صحافي لها منذ تسلّمها منصبها الجديد في الكويت، أن "هناك العديد من التحديات في المنطقة، ولدينا العديد من المخاوف المشتركة، فهناك على سبيل المثال مشاكل اليمن حيث يستمر الوضع في التدهور إلى الأسوأ، وفيما يتعلق بإيران، نحن نحرص على رؤيتها وهي تعود للامتثال لالتزاماتها بخطة العمل الشاملة المشتركة".

Ad

وأكدت ان حكومتي الكويت وبلادها "تتفقان على الحاجة إلى جعل وقف إطلاق النار في غزة دائماً، وإنهاء دائرة العنف ودعم حل طويل الأمد قائم بين دولتين".

الوسيط والمانح

وقالت لويس: تتمتع الكويت بسمعة طيبة باعتبارها وسيطاً إقليمياً ومانحاً إنسانياً. ومن الأمثلة الحديثة على الوساطة الكويتية حل الخلاف الخليجي، كما دعمت الكويت في هذا العام النداءات الإنسانية الدولية حول اليمن وسورية كعادتها الطيبة في هذا المجال.

السفر والتأشيرات

وفيما يتعلّق بمسألة السفر والتأشيرات، قالت السفيرة البريطانية: رغم الوباء، لا يزال مركز طلبات التأشيرة مفتوحا في الكويت. وفي الوقت الحالي، الكويت مدرجة في القائمة الصفراء للسفر إلى المملكة المتحدة. هناك إرشادات مفصّلة على موقع حكومة المملكة المتحدة www.gov.uk اذ يبين الخطوات التي يجب اتخاذها من أجل السفر الى بريطانيا، وتوفر معلومات حول متطلبات الحجر الصحي. وتابعت: لن يتم تجديد التأشيرات التي انتهت صلاحيتها أثناء الوباء تلقائيا. يمكن تقديم طلبات الحصول على تأشيرات جديدة من خلال الموقع الإلكتروني أو في مركز طلبات التأشيرة في برج الراية، ومع ذلك فإن قيود السفر مطبقة في المملكة المتحدة باستخدام نظام القوائم الخضراء والصفراء والحمراء، وتتم مراجعة هذه القوائم بشكل منتظم كل ثلاثة أسابيع، مشدّدة على أن "التطعيم لا يحمي من حمل الفيروس، ولكنه يحمي من الإصابة، ولهذا السبب تعتمد سياسة الدخول في المملكة المتحدة على نتائج فحص الـ PCR مثل سياسة الكويت".

وقالت لويس: نحن ندرك أن منع الأجانب من دخول الكويت يخلق العديد من الصعوبات والمخاوف، والسفارة على تواصل مستمر مع السلطات الكويتية بشأن دخول المواطنين البريطانيين بشكل عام وبعض الحالات المحددة، لكن قرارات الدخول ترجع في النهاية إلى حكومة الكويت، ولا يزال دخول البريطانيين قيد النظر من قبل مجلس الوزراء.

العلاقات ومجموعة التوجيه

وفيما يتعلّق بالعلاقات الثنانية، قالت لويس: هناك دائما فرص جديدة للبناء على علاقتنا القوية والعميقة القائمة بين بلدينا، ويتم استكمال الشراكات التقليدية في مجالات الدفاع والتجارة والاستثمارات بروابط جديدة في مجال الأمن السيبراني والتكنولوجيا، وتستمر الروابط التعليمية في النمو ونحن نقوم بعمل مهم مع الهيئة العامة للبيئة لحماية البيئة البحرية وأكثر من ذلك، هناك أيضا تحديات مشتركة يجب مواجهتها، لا سيما في مجالات الأمن الغذائي ومرونة النظام الصحي.

ورداً على سؤال عن مجموعة التوجيه المشتركة الكويتية ـــ البريطانية، أوضحت لويس أن "مجموعة التوجيه المشتركة تواصل القيام بدورها كأداة قوية في تعزيز التعاون الثنائي، وتوفر هيكلاً للتقدم في الأهداف المشتركة بما في ذلك الأمن السيبراني والدفاع والتجارة والاستثمار والصحة والتعليم والعلوم والثقافة أيضا". وتابعت: عقد آخر اجتماع لمجموعة التوجيه المشتركة افتراضيا في 2020، وستعقد الجلسة التالية لمجموعة التوجيه المشتركة في وقت لاحق من هذا الصيف بالمملكة المتحدة. ونأمل أن نجتمع شخصيا إذا سمحت الأوضاع الصحية بذلك.

لقطات

ذكرت لويس ان المملكة المتحدة "تنفتح ببطء، وليس صحيحاً أن المسافرين من بلدان القائمة الخضراء يمكنهم دخول البلاد من دون حجر صحي. يجب تقديم معلومات دقيقة عن الصحة والسفر عند دخول المملكة المتحدة، وقد يؤدي عدم تقديم معلومات دقيقة أو تعمد إعطاء معلومات مضللة إلى فرض غرامات أو سجن وربما كلتا العقوبتين".

وأوضحت أنه "حتى الآن لم يتم الانتهاء من اتفاقية كلية الطيران العسكرية، ولا تزال المباحثات الثنائية بين الجانبين البريطاني والكويتي مستمرة بهذا الشأن".

وتابعت: لا تزال الكويت تريد دعمنا في التدريب الجوي والمناقشات والاتفاقيات تستغرق وقتًا، وسنعلن عن تحديثات بشأن هذه المسألة بمجرد التوصل إلى اتفاق نهائي، معتبرة أن "من السابق لأوانه معرفة الآثار الإيجابية والسلبية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكنها ستكون دائماً جزءاً من أوروبا".

التجارة والاستثمار

وفيما يتعلّق بمسائل التجارة والاستثمار، أوضحت لويس أن "الكويت تتمتع بعلاقة استثمارية تاريخية مع المملكة المتحدة. فقد أسس صندوق الثروة السيادي الكويتي في لندن عام 1953 تحت إشراف مكتب الاستثمار الكويتي، كما تواصل المملكة المتحدة الترحيب بمجموعة واسعة من الشركات والاستثمارات الخاصة من الكويت. وبالطبع، فإن الاستثمار الكويتي في المملكة المتحدة يرجع الى ما قبل عضوية المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي وهو مستمر رغم خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، ولا تزال ثقة المستثمرين عالية بالمملكة المتحدة".

وأضافت: أعلن رئيس الوزراء البريطاني العام الماضي، إنشاء مكتب الاستثمار، وسيجذب معظم الاستثمارات الاستراتيجية إلى المملكة المتحدة مع التركيز على مجموعة من القطاعات بما في ذلك علوم الحياة والطاقة النظيفة والتكنولوجيا والبنية التحتية، وترحب المملكة المتحدة بالمستثمرين الكويتيين الذين يرغبون في استكشاف هذه القطاعات المهمة وبالطبع من جهة أخرى، تقدم رؤية الكويت 2035 مجموعة من الفرص المثيرة للشركات البريطانية، ويعمل قسم التجارة الدولية في السفارة البريطانية في الكويت، على تعزيز فرص العمل لتشجيع الاستثمار الأجنبي وتجارة التصدير بين البلدين.

وأشارت السفيرة إلى "أن أحد المشاريع الرئيسية هو توسعة مطار الكويت الذي يشمل المرحلة الجديدة لمبنى الركاب 2 وبناء مدرج المطار، فقد لعبت الشركات البريطانية دوراً رئيسياً في تصميم مبنى الركاب الجديد، بالاعتماد على قدراتنا الرائدة عالمياً، ونحن نعمل أيضا مع الكويت في مشاريع البنية التحتية للمياه حيث تتفوق الشركات البريطانية في الخدمات الفنية والاستشارية".

الطاقة المتجددة

وفي موضوع الطاقة المتجددة، قالت لويس إنه "مع اقترابنا من قمة العمل المناخي 26، التي سيتم استضافتها في غلاسكو في نوفمبر المقبل، يعد تطوير الطاقة المتجددة في الكويت مجالاً ذا اهتمام كبير، وسيساعد مشروع الشقايا على تحقيق أهداف الكويت الطموحة للطاقة المتجددة، وآمل أن يعتمد على الشركات البريطانية ذات الخبرة في التصميم وسلاسل التوريد وإدارة الشبكات".

وعن العمل الدفاعي المشترك، أكدت السفيرة البريطانية "أننا نعمل على تدريب مشترك في مجال الدفاع البحري والجوي سيساعد في ضمان أمن الكويت".

5 آلاف طالب كويتي يدرسون بالمملكة المتحدة

قالت السفيرة البريطانية في مؤتمرها الصحافي: أنا فخورة بوجود نحو 5000 كويتي يدرسون في المملكة المتحدة، وفخورة بأن الجيل القادم من الطلاب حريص على مواصلة تعليمه بالجامعات البريطانية. وستعلن وزارة التعليم العالي الكويتية الدفعة القادمة للمنح الدراسية في الفترة ما بين 19 الجاري و5 يوليو المقبل، لافتة الى ان الوزارة الكويتية نشرت قائمة البرامج الجامعية المعتمدة في المملكة المتحدة، "ويعمل المجلس الثقافي البريطاني مع جامعات المملكة المتحدة، ومع وكلاء محليين، ومع وزارة التعليم العالي، ويساعد أيضا المتقدمين في إعداد اختبار اللغة الإنكليزية (الآيلتز) IELTS، ويأمل المجلس الثقافي البريطاني والسفارة البريطانية معا أن تظل المملكة المتحدة الوجهة الأولى والمفضلة للطلاب الكويتيين".

ربيع كلاس