ازدادت جرائم ومشاجرات الشباب خصوصاً في الأسابيع القليلة الماضية التي تخللها عددٌ من المآسي والأحداث الدخيلة على مجتمعنا الكويتي المسالم بطبيعته، لكن حقيقة الأمر أن جل تلك المشاجرات كان من النوع الغريب الذي يدخل في إطار "شجار الشوارع" مصاحباً للسيارات وبالأخص من نوعية شاحنات النقل الخاص تحديداً المسماة باللهجة العامية (الوانيت)، والمشكلة الحقيقية ليست في المشاجرات فحسب بل في ردود فعل العامة التي كانت في الواقع أغرب وأعجب، والتي تنم عن فكر رجعي غريب لدى البعض، فطريقة التفكير الغريبة كانت في مطالبة البعض بصورة هوجاء لمنع اقتناء سيارات (الوانيت) أو المطالبة بوضع شروط خاصة على الشبيبة لاقتنائها!!لنا وقفة هنا قبيل استكمال السرد فيما يخص تلك المطالبات، وتحديداً معرفة السبب في رغبة الشباب باقتناء سيارات (الوانيت)!! الشاب اليافع ذو القلب (الأخضر) يرى في مجتمعنا أن (الوانيت) رمز للطغيان والتمرد والعنفوان الذي يتماشى مع فورة وثورة الشباب، فهذا طبعا علاوة على أن أسعار (الوانيتات) معقولة مقارنة ببقية السيارات الأخرى، وبالمناسبة فإن السيارات في الكويت كافة مبالغ بأسعارها، فهنيئا لوكلائها هامش الربح الوفير ذاك، كما يقتني هذا النوع من السيارات العديد من أرباب الأسر لاحتياجات مختلفة وأغراض متنوعة علاوة على استخداماتها التجارية في النقليات غير المرتبطة في أمور المنازل الخاصة والأسر.
وحين العودة الى أسباب الشجار "الشوارعي" هذه الأيام نجد أن المشكلة ليست في (الوانيت) ولا المطالبة بمنعه عن الشباب كحل أمثل!! فالشباب طاقة ويحتاجون أن يفرغوها بالمكان السليم والطريقة الصحيحة، ولا مكان لهم هذه الأيام سواء من أماكن سياحية ترفيهية أو نواد علمية أو ثقافية أو حتى مراكز شباب وساحات ترابية للأنشطة الرياضية كما كان في زماني أيام الصبا، ومن جهة أخرى الصرامة ومن ثم الصرامة في تطبيق القانون دون قبول واسطة أو وساطة أبدا، ولا ننسى القصص التي نسمعها عن تدخل بعض نواب الأمة و(خشمك وأذنك) لمنع سير القانون في بعض المخافر، ولتكتمل طبخة مشاكل الشباب، فآثار الحظر (بسبب كورونا) ووضع البلاد العام بات واضحاً جلياً على الكل وأصبح يؤثر بشكل سلبي مباشرةً على سلوكيات الشباب وغيرهم، لدرجة أن الكبير والصغير، الفاهم و(الفهلوي) أصبحوا يتكلمون في السياسة ويهرفون بما لا يعرفون!!الحل ليس في منع بيع (الوانيت) سواء كان لونه أسود أو أبيض منعاً لانتقال المشكلة وارتباطها بنوع آخر من السيارات، بل في معالجة مشاكل الشباب أصحاب القلب (الأخضر) لما فيه مصلحتهم ومصلحة الوطن. على الهامش: بالمناسبة سمعت، في مرة ولا أدري مدى صحة المقولة، أن سبب تسمية (الوانيت) بهذا الاسم هو تحور اللفظ من الكلمتين الإنكليزيتين one eight ودخولها إلى لهجتنا بهذا الشكل. هامش أخير: أعتذر لوزير الصحة د. باسل حمود الصباح الذي كنت أطالبه بأن يخرج ويفند بلاوي كورونا، ويرد على شكاوى الناس في لقاء تلفزيوني أو مؤتمر صحافي، فمن بعد لقائه الأخير ازدادت تساؤلات الناس وازداد الغموض بشأن مستقبلنا (الكوروني) في الدولة خصوصا لدى العامة البسطاء، فلا حول ولا قوة لهم إلا بالله العلي العظيم.
مقالات
«وانيت» أسود وقلب أخضر
10-06-2021