«كورونا» والوضع العام
منذ أن حلّت بنا لعنة الكوفيد ونحن في تربص لمستقبل مشرق يحيي على الأقل ما أماتته السنتان التعيستان، فصرنا نعيش للغد بعد أن كنا لا نأبه لما هو آتٍ غدا، ولم تعد أيامنا كما في السابق، بل صارت مجرد أيام ننتظر فيها سرابا يتفنن في قهرنا، فتارةً يلوح بالفرج وتارةً يحبط انتظارنا بحظر وقلق يبدو وكأنه أبدي! العالم برمته في ترقب، وكأنه يبحث عن فوهةِ أمل تنتشله من زوبعة كورونا وتحوراته الخانقة، لا نعرف خلاصا من فيروس بدا وكأنه "الوحش" في آخر الحلقة، صعب الهزيمة، ويشترط أرواحاً كثيرة لـتثبيطه، والأدهى من ذلك كله التضاد و"الاستهبال" الذي يحدث بين قرارات مجلس الوزراء والتطبيق، من الواضح أن القرارات جلية جدا لكن كان ينقصها مترجم ليبسطها على قليلي الفهم والإدراك! غاب عن مجلس الوزراء، أن بعض القرارات لا يمكن استيعابها لمن بأيديهم سلطة التطبيق، رُبما لجهلٍ ما وأحيانا كثيرة لــ"تعسف غير مبرر"، فنجد مديرين لم يطبقوا نسبة الـ ٣٠٪ ولا نسبة الـ ٦٠٪، ولا يؤمنون أصلا بكورونا! فالخوف يقتصر على أنفسهم وأهليهم فقط، أما الموظفون والبقية فلا يهم، فلا عين ترى ولا أذن تسمع، بالإضافة إلى استهتار الناس من اتباع الاحترازات، وكأنهم في توقٍ للإصابة بكورونا، ربما يرونه أهون من انتظار المجهول! فضلا عن جور التجار وجشعهم المقرف!
لا أعرف حقيقةً إلى أين ستأخذنا أمواج التناقض ما بين القرارات والتطبيق، ولا ما بين كورونا وانشطاراته المزعجة، ولا ما بين التطعيم والحالات المتزايدة وانتظار الجرعة الثانية أو ربما خلطة التطعيمين السحرية، ولا أعرف ما نهاية شعورنا وكأننا "حطبة داما" تزاح وتوظف على مزاج المنتفعين فقط لا المصلحة العامة! لم نعد نثق بشيء، بات الكل في دوامة ليس لها مخرج سوى الانتظار والتفاؤل رغم كل المعطيات التي تدفعنا للتحسب والحوقلة! كنت أظن أن الصحة هي الأولوية في ظل الوباء، لكن كما قيل "إن بعض الظن إثم"، فالاقتصاد والعمل والمال وجيب التاجر هي الأهم، مهما حاولت عزيزي القارئ إيهام نفسك بعكس ذلك، للأسف يموت الكل ويبقى أولئك يملؤون بطونهم دون شبع ولا رحمة!