هذه هي الحال!

أحياناً يعجز القلم عن الكتابة أو التعبير عما يدور في داخلنا من فوضى المشاعر أو ضجيج الأفكار والمعلومات سواء في قلوبنا أو عقولنا أو حياتنا، فكثرة الأحداث المتتالية في عالمنا وبلادنا لا تنتهي، بل يظل النزاع قائما والحروب مستمرة والظلم سائدا على الضعفاء في الأرض، ولو قدمت لهم المساعدة والعون فإن العالم لا يخلو منهم.

وحال الأمة العربية لا تسرّ، والأحداث اليومية على جميع الصعد غير جيدة سياسيا بسبب التحزب وسرقة الأموال وجمع الثروات لمصالح شخصية وكذلك الحروب المذهبية، فحال بعض البلدان العربية من سيئ إلى أسوأ، وعلى المستوى المحلي يبدو أن حال مجلسنا غريب بسبب ما يحدث فيه من تصعيد وشخصانية لا ترضينا، وما يفعله بعض النواب من تصرفات غير لائقة لا يحقق النهضة للكويت وشعبها أبدا.

كثر انتشار الجرائم في الآونة الأخيرة بلا مبرر، ولربما ظروف كورونا أحد الأسباب فضلا عن زيادة المخدرات التي جعلت المجرمين يتمادون وينتشرون في كل مكان، أو الحوادث المرورية التي أصبحت جزءا من حياتنا اليومية، والتي تودي بالأرواح البريئة بسبب رعونة واستهتار البعض، أو التذمر المستمر والمحبط من الحياة، ويعبّر عنه في جميع مواقع التواصل الاجتماعي، والمطالب غير المنطقية من المواطنين، فاختبارات الصف الثاني عشر أقرب مثال حي، حيث رفض الكثير من أولياء الأمور أن تكون ورقية خوفا على أبنائهم، وأكثر أبنائهم في الشوارع والمجمعات يتجولون.

فعندما يصبح الأمر اختباراً يأتي المرض راكضاً إليهم! وأن كورونا ما زال يقتل وينتشر ويتحور ويفقد الناس أحباءهم، كذلك لا نعلم متى الخلاص منه، لكن الحياة تستمر في جميع الظروف، فنحن البشر نحب الحياة ونريد عيشها حتى لو كانت صعبة علينا وشاقة، فعلى الصعيد الشخصي أتمنى أحيانا أن أكون من نوعية البشر غير المبالين بما يحدث من حولهم، إلا أن التربية والأجواء المحيطة هي من تجعل الإنسان متحملا مسؤوليته ومسؤولية من حوله، ومستشعراً غيره ومراعيا مجتمعه وحامدا ربه في كل الظروف السيئة والحسنة.

حفظ الله الجميع.

● بشاير يعقوب الحمادي