هذا العنوان قد انطلق كهاشتاق سابقا بعد الملل والكلل الذي عاناه ويعانيه غالبية الناس في دوامة لا نعرف منتهاها، يعودون أيضا لإطلاقه بعد التفكك المجتمعي والفكري والكتلي في معالجة الوضع وإبقاء الوضع السياسي وفق نظرية الكر والفر والهروب المستمر من المواجهة في غياب الوعي من خطورة هذا المسلسل مستقبلا، وتطور الأحداث التي استوقفتنا جميعاً عند مبدأ التذمر والإحباط وانتهاء عند معركة من سيفوز في نهاية المطاف، وكأننا في حرب مجهولة تدار خلف الأقنعة في ظل غياب الحوار الصريح وتحالف القوى والتكتلات التي يفترض أن تنتفض لوضع تصور لهذا الواقع المأسوف.الكويت ذات المشهد السياسي الديمقراطي كما عهدناها سابقا، اليوم أصبحت تعاني الإسفاف في معالجة ما يحدث من عملية إقصاء لدور السلطة التشريعية، وتخريب متعمد لهذه الممارسة التي حملت ثقلا كبيرا في طرح الملفات ذات الأولوية الشعبية، والأسئلة التي تطرح نفسها: أين باقي الكتل السياسية الإصلاحية من هذا المشهد؟ وأين من يعولون على النهج الديمقراطي بعد هذا العبث بمقدرات الشعب؟ وإلى أين ستنتهي بنا الحال ونحن نرى لوحة داكنة السواد لا تعبر إلا عن آلام وأوجاع الناس الذين في نهاية كل معركة هم الضحايا؟
إن الوضع يتطلب إعادة النظر في مصطلح العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وتحديد مفهوم الديمقراطية التي كنا سباقين فيها، حتى لا تتلاشى مع الأيام وتبقى مجرد كلمة نكررها ولا نعرف ماهيتها، فما يحدث حاليا لا يرتبط بأي مبدأ من مبادئ الديمقراطية السليمة أو حتى فحواها أو منطلقها فضلا عن أسلوب المباغتة والنيل من الطرف الآخر، في ظل وجود ممثلين لا يستحقون تمثيلهم للشعب في ظل الخيبات المستمرة.إن سياسة الهروب المفتعلة ليست حلا أو علاجا لكسب المزيد من الوقت، وحملات "التشبيح" ليست أسلوبا لكسر العظم، لأن المجتمع أصبح أكثر إدراكا ووعيا من الألاعيب الغبية والنهج المتبع من بعض الأطراف التي تسعى إلى خلط الأوراق، كما أن سياسة تكميم الأفواه عبر أساليب الترهيب لن تجدي نفعا طالما ارتضينا الديمقراطية منهجا، الديمقراطية الغائبة عن وعي البعض الذين يسعون جاهدين لنسفها، لأنه ليس لديهم إيمان بحرية الرأي والتصدي للفساد ومحاسبة الفاسدين.إن النفس الإصلاحي الذي يضيع صيته بين بعض الأطراف الصامتة لا يجدي نفعا في ظل تشتت الآراء والأفكار والحسابات، واستمرار غيابهم عن الواقع لا يسمن ولا يغني عن جوع، كما أن صمت البعض أفضل بكثير من الاستئناس بآرائهم التي لا تعبر إلا عن حقيقة نفسهم العنصري والفئوي والطبقي الذي يعود بنا عادة إلى جاهلية أفكارهم المستمدة من ديدنهم.نعم "بس مصخت" ونحن نسير في طريق لا نعرف نهايته في ظل الارتباك في هذا المشهد الذي صراخه أكثر من أفعاله وواقعه لا يلامس حقيقته،إلى متى سيستمر هاشتاق "بس مصخت" لأنها فعلا مصخت؟
مقالات - اضافات
شوشرة: «بس مصخت»
11-06-2021