التعميم
![د. نبيلة شهاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1561655694216414500/1561655924000/1280x960.jpg)
والأمثلة على التعميم المضر كثيرة لا حصر لها: (الطلبة غشاشون، الموظفون كسالى وغير منتجين، النساء تفكيرهن منحصر في التسوق فقط، أصحاب سيارات معينة عدوانيون، حالات الإصابة بكورونا غير صحيحة، والكثير الكثير)، ولا يخفى على أيٍّ منا الآثار السلبية المترتبة على هذا التعميم، فحين يشاع أن الطلبة جميعهم غشاشون ويصدق صغار العقول ذلك يصبح التعامل مع الطلبة بطريقة يغلب عليها قلة الاحترام والنظرة الدونية، ويقع عليهم ظلم بيّن والكثير من الإحباط والضرر، كذلك لو وسم جميع الموظفين بالكسل فإلى جانب الظلم الذي يطولهم سيترتب على ذلك الانتقاص من مجهودهم ووصمهم بالكسل والتقصير مما يسبب لهم إحباطاً وضغوطاً نفسية قد تؤدي الى عزوفهم عن الجد في العمل، وتكون المشكلة كبيرة لو كان المسؤول في العمل هو من يعمم تعامله، فيعامل المجد كالمقصر والعكس، وهو لا يعلم أنه ينشر في بيئة العمل الحقد والحسد والغيرة والإحساس بالإجحاف والظلم وغيره. وتلك الأم أو الأب الذين يساوون بالعقاب والثواب بين أبنائهم المخطئ والبريء لا يعلمون أيضاً أنهم يغرسون بذلك بذور التفرقة والعداوة والغيرة الشديدة والكره بين الأبناء، فتعميم السلوك الخطأ الذي قام به أحد الأبناء عليهم جميعاً أسلوب غير صحيح في التربية، ويؤدي الى سلوكيات سيئة ومشاعر سلبية مرفوضة.التعميم سلوك مغلوط يتنافى مع مفهوم التفرد، فلكل منا صفات وسلوكيات خاصة معينة مختلفة عن الآخرين، وهذا الاختلاف والتمايز أساس التكامل لبناء المجتمع.