مقتل 3 فلسطينيين بالضفة وتأجيل حوار القاهرة
استمرار التوتر بالقدس وتراجع الحديث عن صفقة أسرى وشيكة بين «حماس» وإسرائيل
لا يزال التوتر على أشده في القدس، قبيل نهاية أسبوع ساخنة في إسرائيل تشبه أجواء أسبوع خروج الرئيس دونالد ترامب من السلطة، وبينما قتل 3 فلسطينيين بالضفة في اقتحام إسرائيلي، أرجأت الخلافات بين «حماس» و«فتح» حواراً فلسطينياً في القاهرة.
بينما تنتظر إسرائيل انتقالاً صعباً للسلطة من بنيامين نتيناهو، الذي وضع اليد على منصب رئاسة الحكومة 12 عاماً، تفرض التطورات الميدانية نفسها منذرة بتصعيد قد يخرج عن السيطرة. ومع تواصل التوتر في القدس الشرقية بسبب محاولات مجموعات إسرائيلية يهودية متشددة تنظيم مسيرات استفزازية داخل الحي العربي الإسلامي في ذكرى احتلال القدس الشرقية في حرب 1967 وضمها، أقدمت قوة خاصة إسرائيلية فجر أمس على قتل ضابطين من جهاز الاستخبارات العسكرية الفلسطينية وأسير محرر في تبادل لإطلاق النار خلال مداهمة بمدينة جنين لاعتقال مطلوبين من حركة «الجهاد الإسلامي» ادعت أنهما نفذا عمليات إطلاق نار ضد الجيش الإسرائيلي.وأوضح مدير الاستخبارات العسكرية في جنين العقيد طالب صلاحات، أن الملازم أدهم ياسر عليوي (23 عاماً) والنقيب تيسير عيسة (33 عاماً) تم إعدامهما أثناء عملهما في الحراسة الليلية، بينما احتجزت القوة الإسرائيلية جثمان الأسير المحرر جميل محمود العموري من «سرايا القدس» التابعة لـ «الجهاد»، واعتقلت رفيقه وسام أبوزيد بعد إصابته خلال العملية العسكرية.
وشيّع الفلسطينيون بالضفة الغربية القتلى وسط انتشار عسكري لحركة «فتح»، بينما تضاربت الأنباء حول مقتل ضابط إسرائيلي.
خارج السيطرة
ووصف مصدر إسرائيلي ما جرى بأنه خطأ محتمل في تحديد الهوية، في حين دانت الرئاسة الفلسطينية الجريمة، واعتبرتها «تصعيداً خطيراً تتحمل تداعياته حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يريد إغراق الأراضي الفلسطينية بالدم قبل مغادرة منصبه».وطالب الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، الإدارة الأميركية بالضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها.أما حركة «الجهاد»، التي تعتبر الفصيل الفلسطيني الاقرب إلى إيران، فأشادت بتصدي عنصري الاستخبارات الفلسطينيين للقوة الاسرائيلية المهاجمة، واعتبر ذلك «الممارسة الحقيقية والمطلوبة لدور الأجهزة الأمنية في الضفة في حماية شعبنا والدفاع عنه».توتر بالقدس القديمة
وبعد دعوة جماعات يهودية متطرفة أنصارها لتنفيذ اقتحام جماعي للحرم القدسي رداً على تأجيل مسيرة «رقصة الأعلام» إلى الثلاثاء المقبل، واستمرار الجدل القائم حول مسارها، هاجم 136 متطرفاً أمس ساحات المسجد الأقصى من باب المغاربة، وفي مقدمتهم النائب المتطرف إيتمار بن غفير، الذي صمم على الوصول إلى باب العامود في تحدٍّ لقرار الشرطة الإسرائيلية بعدم القيام باستفزازات في أزقة البلدة القديمة.واتهم بن غفير المفتشَ العام للشرطة بالفشل في تأدية واجبه في السيطرة على احتجاجات الفلسطينيين بالقدس واللد ويافا، وبأنه اختار في المقابل المساس بحصانته البرلمانية، معبراً عن أمله أن يعمل نتنياهو على قلب قرار الشرطة.وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس حضّ أمس الأول مجددا الإسرائيليين والفلسطينيين على تجنب اتخاذ خطوات استفزازية تفاقم التوترات، وتشكل شرارة لتجدد أعمال العنف، وتنهي اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى العدوان على غزة، مؤكداً أن إدارة الرئيس جو بايدن تبذل جهوداً دبلوماسية على هذا الصعيد.إلى ذلك، أرجأت محكمة القدس الإسرائيلية المركزية النظر في الاستئناف المقدم ضد قرار تهجير عائلتي غيث وأبوناب الفلسطينيتين من حي بطن الهوى بسلوان في القدس الشرقية، الحامية الجنوبية للمسجد الأقصى، حتى 5 يوليو المقبل.في غضون ذلك، بدا أن الخلافات بين حركتي «فتح» و«حماس» أكبر من أن تحتويها مباحثات الغرف المغلقة، إذ أبلغت السلطات المصرية مختلف الفصائل تأجيل جلسة الحوار الشامل المقررة يومي السبت والأحد إلى أجل غير مسمى. ورغم تكرس الخلاف بين أكبر حركتين فلسطينيتين خلال وجود وفديهما أمس الأول، لا تزال القاهرة تسعى إلى سد الهوة وإقناع الفصائل بإتمام اللقاء في أقرب وقت.وقالت مصادر مطلعة لـ «الجريدة»، إن هناك خلافات في وجهات النظر بين «فتح» و«حماس»، تتعلق بملفات إعادة تشكيل «منظمة التحرير»، ومصير الانتخابات، وطبيعة الأدوار في عملية إعادة الإعمار في غزة، وأن الأجهزة المصرية تسعى إلى حل الخلاف لإنقاذ اجتماعات الفصائل، باعتبارها ضرورية لتوحيد المشهد الفلسطيني قبل الدخول في مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي.في الأثناء، أكدت «حماس» أن رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية والوفد المرافق له التقوا رئيس المخابرات المصرية عباس كامل أمس الأول، وتم بحث العديد من القضايا.وفي مؤشر إلى أن الحديث عن صفقة تبادل وشيكة بين إسرائيل و«حماس» قد تراجع، كان لافتا حديث الرئيس الأول للمكتب السياسي لـ «حماس» موسى أبومرزوق، عن ضغوط تتعرض لها الحركة، إذ كتب في تغريدة: «لن تجدي نفعاً أي ضغوط في ملف الجنود الأسرى، سواء كانت من أجل إعادة الإعمار أو القضايا المعيشية في غزة، فموقف الحركة كان ولا يزال الأسرى مقابل الأسرى، قضية الأسرى على رأس الأولويات لدى قيادة حماس».