يتطلع المنتخب الإيطالي لطرد "شياطين فشل التأهل لمونديال روسيا الأخير"، عندما يخوض اليوم مباراة افتتاح بطولة كأس أوروبا لكرة القدم، أمام تركيا على الملعب الأولمبي في روما.ومن المتوقع حضور 16 ألف متفرج في الملعب الأولمبي، بنسبة 25 في المئة من قدرته الاستيعابية بحسب بروتوكول كورونا.
وسيتعين على القلائل المحظوظين الذين حصلوا على تذكرة لحضور المباريات أن يُظهروا لمسؤولي الأمن شهادة تطعيم ضد فيروس كورونا أو نتيجة سلبية لاختبار (بي سي أر) أو وثيقة تضمن تعافيهم من العدوى خلال الأشهر الستة الماضية.وسيتمكن المشجعون الآخرون من التجمع في مجموعات لا تزيد على ألف شخص في العديد من المراكز المفتوحة للاتحاد الأوروبي لكرة القدم في وسط المدينة مثل ميدان المنتدى الروماني وساحة بياتزا ديل بوبولو، على بعد خطوات قليلة من مدرج الكولوسيوم، صرح روما الأعظم.ويرى المراقبون أن تشكيلة المدرب روبرتو مانشيني قادرة على لعب دور الحصان الأسود في النهائيات، بعد فشلها بالتأهل لمونديال 2018.لكن بطلة العالم أربع مرات لا تستحوذ خط هجوم ضارب على غرار البرتغال كريستيانو رونالدو أو فرنسا كيليان مابي وإنكلترا هاري كاين.وبرغم تسجيله 150 هدفاً قياسياً مع لاتسيو في خمسة مواسم، لم يصل إيموبيلي بعد إلى مرتبة الهداف الخارق الذي يخشاه مدافعو القارة.تحمل المهاجم البالغ 31 عاماً عبء انتقادات طالته لعدم قدرته على هزّ الشباك في خسارة الملحق المؤهل للمونديال ضد السويد في نوفمبر 2017.يتذكر إيموبيلي "لم أكن أرغب بالاستمرار في اللعب، كانت الأفكار سوداوية وصعب علي السيطرة عليها".أعاد مانشيني بناء تشكيلته من نقطة الصفر، وقاد فريقاً لم يخسر في 27 مباراة متتالية.نال إيموبيلي بعدها لقب الحذاء الذهبي في أوروبا، لتسجيله 36 هدفاً مع لاتسيو في الدوري المحلي موسم 2019-2020، ثم أضاف 20 هدفاً في الموسم المنصرم الذي حلّ فيه لاتسيو سادساً.بالنسبة لمهاجم بوروسيا دورتموند الألماني السابق، قد تكون هذه الفرصة الأخيرة للتألق على الساحة الدولية مع "سكوادرا أتزورا".تابع "لست موهوباً من الناحية التقنية، لكن أعوّض ذلك بالقوّة، المثابرة والمكر".لم يحقق المنتخب الإيطالي نجاحات تذكر منذ قدوم إيموبيلي إلى المنتخب في 2014. سجّل 13 هدفاً في 46 مباراة دولية، لكنه وجد الاستقرار في حقبة مانشيني التي سجل فيها 6 أهداف.يتضمن خط هجوم إيطاليا أيضاً، أندريا بيلوتي لاعب تورينو وصاحب 12 هدفاً في 33 مباراة.لكن اللاعب البالغ 27 عاماً يملك خبرة محدودة. أحرز لقباً وحيداً في الدرجة الثانية مع باليرمو عام 2014.سجّل بيلوتي 13 هدفاً لتورينو الموسم الماضي، ليتفادى فريقه الهبوط بمركز سابع عشر في "سيري أ".وراء إيموبيلي وبيلوتي، هناك الشاب جاكومو راسبادوري الذي قد يمنح مانشيني خياراً هجومياً إضافياً.وأعلن الاتحاد الايطالي انسحاب لاعب وسط روما لورنتسو بيليغريني من التشكيلة لإصابة عضلية بفخذه، وطلب استبداله بغايتانو كاستروفيلي لاعب فيورنتينا.ومن المرجح غياب لاعب الوسط الآخر ماركو فيراتي لعدم تعافيه من الاصابة وتحوم الشكوك حول مشاركة ستيفانو سنسي في الوسط أيضاً.
تركيا تعول على يلماز
برغم عدم خسارتها أمام خصمتها المقبلة تركيا في 10 مباريات (7 انتصارات و3 تعادلات)، قد تواجه إيطاليا ودفاعها خطر المهاجم المخضرم بوراك يلماز.يخوض "الملك بوراك" النهائيات منتشيا من تتويجه بلقب الدوري الفرنسي في موسمه الأول مع نادي ليل، وكان أفضل المسجلين في صفوفه مع 16 هدفا في 28 مباراة.سيكون يلماز مصدر الخطر الأبرز مع تركيا، بعد تسجيله 5 أهداف في أربع مباريات لبلاده عام 2021.قال يلماز (35 عاماً) "هدفنا الأساس هو المباراة ضد إيطاليا"، علماً أن بلاده ستواجه بعدها ويلز وسويسرا في المجموعة الأولى.تابع يلماز "نلعب أفضل ضد المنتخبات الكبرى. يجب أن نفوز في هذه المباراة. لا نخشى أحداً في الملعب. نريد أن نستهل البطولة بأفضل طريقة ممكنة ونأخذ تركيا إلى المكان الذي تستحق".أضاف "نتائجنا الرائعة في تصفيات أوروبا وكأس العالم رفعت سقف التوقعات بين جماهيرنا... نحن مدركون لذلك ونتحمّل المسؤولية".وبعد سنة من تأجيل البطولة بسبب جائحة كورونا، تنطلق اليوم في روما بمشاركة 24 منتخباً وبضيافة 11 مدينة في مختلف أنحاء القارة الأوروبية.وبالنسبة لإيطاليا، حاملة لقب 1968، ستكون أول مباراة في بطولة كبرى منذ ربع نهائي كأس أوروبا 2016 عندما خسرت أمام ألمانيا بركلات الترجيح.ريفا يشيد بالعمل الجيد لمانشيني
يعلم الأسطورة لويجي ريفا ما هو العمل الجيد، استناداً إلى تاريخه وموقعه في كرة القدم الإيطالية والمنتخب الوطني الذي قاده مهاجم كالياري السابق إلى لقبه الوحيد في كأس أوروبا عام 1968.وأشاد ابن الـ76 عاماً بـ"العمل الجيد" الذي يقوم به روبرتو مانشيني على رأس الإدارة الفنية لأبطال العالم أربع مرات.بعد خيبة مونديال 2018 والغياب عن العُرس الكروي العالمي للمرة الأولى منذ 60 عاماً، أعاد مانشيني الأمل للإيطاليين بإمكانية استعادة مكانتهم بين الكبار، رغم غياب الأسماء الرنانة المشابهة لريفا، باولو روسي، باولو مالديني، روبرتو باجيو، أليساندرو دل بييرو وفرانتشيسكو توتي، عن تشكيلة "لا سكوادرا أتزورا".يدخل الإيطاليون النهائيات القارية بسجل رائع تحت إشراف مانشيني، إذ حققوا تصفيات مثالية، بعد فوزهم بمبارياتهم العشر، كما لم يذق الفريق طعم الهزيمة في 27 مباراة متتالية، آخرها سبعة انتصارات على التوالي.وفي مقابلة له مع وكالة فرانس برس، ومع عودة الأمل للإيطاليين بلقب قاري ثانٍ في تاريخهم، بعد الذي أحرزوه على الملعب الأولمبي في روما على حساب يوغوسلافيا 2-صفر في 1968، إثر مباراة مُعادة (تعادلا في الأولى 1-1)، استذكر ريفا ذلك النهائي، الذي سجل فيه على "أولمبيكو"، قائلاً: "كانت الأجواء جميلة جداً، لكن عندما سجّلت كنت متخوفاً من أني متسلل".ورغم مرور 47 عاماً على اعتزاله الدولي ومرور نجوم كبار على المنتخب الإيطالي، لا يزال أسطورة كالياري الهداف التاريخي لبلاده، بتسجيله 35 هدفاً في 42 مباراة خاضها بين 1965 و1974.وأعرب ريفا عن تقديره للمنتخب الإيطالي الحالي، مضيفاً: "أحب مانشيني حقاً. عرفته كلاعب عندما كنت مديراً للمنتخب الإيطالي (تولى المهمة بين 1990 و2013). أعرف الرجل، إنه شخص جيد حقاً، ويحقق نتائج ممتازة".ورأى أن "نجاح مانشيني يعود قبل كل شيء إلى قدرته على جعل إيطاليا تلعب كرة حديثة. لقد تكيف بشكل مثالي".