انفضوا أياديكم منهم
ماذا بعد؟ حين نطالع مانشيتات الجرائد في الأيام القليلة الماضية تقول "غسيل مليار دينار لأموال في تسع قضايا نصب عقاري" (الراي)، وجريدة الجريدة كان مانشيتها "الجامعة في الحضيض... الجامعة تراجعت 200 مركز لـ 1001 عالمياً..."، أما "الأنباء" فكان خبرها المخيف عن مركز ريكونسنس: "الكويت مقبلة على أزمة حادة والإصلاح بات مطلوباً...". ماذا بعد أكثر من ذلك يا شيوخ الديرة؟ هل تطالعون كل هذه الأخبار، أم أن حالكم من حال الأكثرية من الشعب يتابع فقط "تويتر" ورسائل "الواتساب"، ويصابون بالصداع إذا قرأوا أكثر من ستة أو سبعة أسطر من مقال جاد؟!
مثل تلك الأخبار، التي ليست بجديدة على بلد "من صادها عشى عياله"، ماذا تهم وتعني عند أهل السُّلطة وحدهم؟ هل تشغلهم؟ هل "يحاتون" ويقلقون على الدولة وواقعها الفاسد المزري أم أنهم لا يكترثون لأي أمر؟ فهم آخر الأمر في خير وأمورهم طيبة، بينما المصائب غداً ستكون من نصيب الأكثرية من شعب "يا رب لا تغيّر علينا". هم لا يهتمون، وتلك الأخبار لا تحرك شعرة واحدة عندهم، وسيقولون "حجي جرائد" والبترول أسعاره تصعد اليوم، وبعدها "خل القرعة ترعى"، أما حلم هدم كل مؤسسات الدولة، من ألفها إلى يائها، وإعادة بنائها من جديد، فخرابها وفسادها من الكبير للصغير غير قابل للإصلاح، فهو أمر ليس من همهم.الزميل محمد البغلي تمنى في تحليل اقتصادي أن تكون الحلول بيدنا لا بيد الأمريكان... بلي...! فلولا ملاحقة الراحل الشيخ ناصر صباح الأحمد لقضايا الفساد الأخيرة، مثل: صندوق الجيش، وغسل الأموال، وغيرها في الولايات المتحدة، هل كنا نتصور أن يتم كشفها على الطريقة الكويتية؟! بعض قضايا الفساد في السنوات الماضية التي تم فضحها من بعض نواب الأمة تدرون طبعاً أين انتهت لا بنجومها الذين أفسدوا، وإنما بالضحايا من النواب السابقين الذين فضحوها! أمورنا يستحيل أن "ترقع" مع تلك الإدارات السياسية المتعاقبة. انظروا لواقعكم، وابحثوا عن حلول لغدكم من دون جماعة البخاصة، وانفضوا أيديكم عنهم... شبعنا ويئسنا منهم.