أميركا تعيد أطفال مهاجرين إلى المكسيك
«العفو الدولية»: لا يخضعون لفحوصات كافية للتأكد من احتياجاتهم للحماية
أعاد مسؤولون أمريكيون أطفالاً مهاجرين من المكسيك، غير مصحوبين بذويهم إلى بلادهم، بدون إخضاعهم لفحوصات كافية للتأكد من احتياجاتهم للحماية، بحسب تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية نقلته وكالة الأنباء البريطانية «بي إيه ميديا».ويوضح التقرير طريقة تعامل سياسة الحدود الأمريكية مع الأطفال القادمين من المكسيك، بصورة مختلفة عن باقي الأطفال من الجنسيات الأخرى، فبدلاً من تسليم هؤلاء الأطفال إلى مكتب إعادة توطين اللاجئين التابع لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية - مثلما يحدث مع الأطفال من الجنسيات الأخرى - حتى يستمع قضاة الهجرة إلى قضاياهم، يقوم مسؤولو الحدود الأمريكيون دائماً بإرسال المكسيكيين القُصّر إلى الجنوب سريعاً، حيث غالباً ما يحدث ذلك في غضون ساعات.وذكرت صحيفة «سان دييغو يونيون تريبيون» نقلاً عن التقرير، أن الفترة خلال نوفمبر من عام 2020 وأبريل الماضي، شهدت إعادة نحو 95% من الأطفال المكسيكيين الذين ضبطتهم دوريات الحدود، بدون أن يتم تسليمهم إلى مكتب إعادة توطين اللاجئين.
وبينما يتضمن القانون، الذي يقضي بنقل الأطفال غير المصحوبين بذويهم ليكونوا تحت رعاية مكتب توطين اللاجئين استثناء للأطفال القادمين من دول مجاورة، فإن هذا القانون يقضي أيضاً بإخضاع الأطفال المكسيكيين للفحص، خوفاً من تعرضهم لجرائم الاتجار في البشر المحتملة، بالإضافة إلى طلبات اللجوء المحتملة، قبل أن يتم إعادتهم إلى الوطن، إلا أنه بحسب بريان غريفي، وهو باحث في منظمة العفو الدولية، فإن العديد من المقابلات التي أجراها الباحثون من أجل إعداد هذا التقرير، تشير إلى أن هذه الفحوصات لا تتم بالقدر الذي يقتضيه القانون.وذكرت وكالة الانباء البريطانية «بي إيه ميديا»، أن وزارة الأمن الداخلي، التي تضم إدارات الجمارك وحرس الحدود ودوريات الحدود، لم ترد من جانبها على طلب للتعليق في الوقت الذي تم فيه النشر.وقال غريفي إن إعادة الأطفال المكسيكيين إلى بلادهم لا يعني عودتهم إلى أسرهم، حيث قال متخصصون مكسيكيون يعملون في مجال حماية الطفل، لباحثي منظمة العفو الدولية، إن العديد من الأطفال اضطروا إلى الاختباء بعد أن تمت إعادتهم إلى بلادهم. وقال غريفي إنه سأل القائم بأعمال نائب رئيس دوريات قطاع سان دييغو لدوريات حرس الحدود، عن السياسة الخاصة بالأطفال المكسيكيين.ونقل التقرير عن مسؤول سان دييغو، رده خلال المقابلة: «إن الأمر بسيط جداً الآن: إذا كانوا غير مكسيكيين وكانوا دون سن الـ 18 عاماً، فإننا نتحفظ عليهم ونقوم بتسليمهم إلى مكتب إعادة توطين اللاجئين».وأضاف «أما إذا كانوا مكسيكيين، فإننا نقوم باحتجازهم، ونتصل بالقنصلية المكسيكية أو بالمكتب المكسيكي لخدمات الهجرة، حيث يحاولون تحديد مكان أسرهم في المكسيك، ثم نقوم بتسليمهم إلى المكتب المكسيكي لخدمات الهجرة حتى يتمكنوا من لم شملهم في المكسيك، إنها في الواقع، عملية في غاية البساطة».وتقوم قنصلية المكسيك في سان دييغو بإرسال موظفين، مرتين يومياً، لإجراء مقابلات مع الاطفال القُصّر في محطات حرس الحدود، وذلك قبل أن تتم إعادتهم إلى بلادهم، بحسب المتحدث غاسبار أوروزكو ريوس، وقال إن الفريق قام منذ يناير الماضي، بإجراء مقابلات مع 50 طفلاً محتجزين لدى مكتب إعادة توطين اللاجئين في منطقة سان دييغو.وذكرت وكالة الأنباء البريطانية «بي إيه ميديا» أنه بشكل عام، قام وكلاء حرس الحدود في قطاع سان دييغو بإلقاء القبض على ما يقرب من 1700 طفل مكسيكي حتى الآن خلال هذه السنة المالية التي بدأت في أكتوبر الماضي، ويمثل هذا العدد نحو 16% من نحو 10 آلاف و400 حالة اعتقال للأطفال المكسيكيين على مستوى الحدود.يذكر أن أعداد المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى الولايات المتحدة عبر المكسيك ارتفعت بشكل ملحوظ خلال الأشهر القليلة الماضية.وفي مايو الماضي سجل حرس الحدود الأمريكي أكثر من 180 ألف حالة عبور غير شرعي للحدود الجنوبية - وهو عدد لم يسجل في شهر واحد منذ أكثر من عشرين عاماً.وتعزى الزيادة الهائلة الأخيرة في عدد عمليات العبور غير القانونية على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك جزئياً إلى المهاجرين من أمريكا الوسطى الذين يعتقدون أن لديهم فرصة أفضل للسماح لهم بالبقاء في الولايات المتحدة تحت قيادة بايدن مقارنة بسلفه دونالد ترامب.