رحيل سعدي يوسف في لندن
توفي في العاصمة البريطانية الشاعر العراقي سعدي يوسف، عن عمر يناهز الـ85 عاما، بعد معاناة مع مرض عضال في سنواته الأخيرة.ويعد يوسف أحد كبار الشعراء في العالم العربي خلال العقود الخمسة الماضية، وأحد أبرز الأصوات الشعرية في عالم الشعر من حيث التجربة الشعرية وغزارة الإنتاج، وينتمي إلى موجة الشعراء العراقيين التي برزت في أواسط القرن الماضي، وجاءت مباشرة بعد جيل رواد ما عرف بالشعر الحر أو التفعيلة، الذي أطلق على رواد تحديث القصيدة العربية من أمثال نازك الملائكة وبدر شاكر السياب وبلند الحيدري وعبدالوهاب البياتي.
وأطلق البعض على هذا الجيل اسم "الجيل الضائع"، فقد عايش بعضهم جيل الرواد، لكن منجزهم الحقيقي جاء في الخمسينيات، وضم هذا الجيل إلى جانب سعدي يوسف، الشعراء محمود البريكان ومظفر النواب وآخرين، وبرحيل يوسف تكون الساحة الشعرية العربية فقدت أحد أبرز الأصوات التي ملأت الأجواء الشعرية تجديدا وصخبا وتمردا.وتعرض يوسف مثل كثير من الكتاب والشعراء العراقيين للسجن بسبب مواقفه السياسية، واضطر إلى الهجرة من بلده ليعيش في المنافي والغربة، ولم يخرج في حله وترحاله عن مسار معظم الشعراء العراقيين الكبار، أمثال: محمد الجواهري، بدر السياب، عبدالوهاب البياتي، نازك الملائكة، يأسرهم المنفى ثم يتركهم معلقين بشباكه حتى الموت، ويصبح الوطن لديهم مصدرا شعريا وذكريات تزهر قصائد ونصوصا.يشار إلى أن الراحل من مواليد 1934، في بلدة "أبي الخصيب" بالبصرة، جنوب العراق، وأكمل دراسته الثانوية في البصرة، وحصل على إجازة في آداب اللغة العربية، وعمل في التدريس والصحافة الثقافية، "وتنقل بين بلدان شتى، وشهد حروبا عدة، وحروبا أهلية".