بعد 12 عاماً متواصلة في منصبه، طوت إسرائيل، أمس، صفحة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع تصويت الكنيست لمصلحة منح الثقة لحكومة «ائتلاف التغيير» التي سيترأسها بالتناوب، زعيم حزب «يمينا» اليميني نفتالي بينيت، وزعيم حزب «هناك مستقبل» الوسطي يائير لابيد، على التوالي.وبعد جلسة صاخبة شهدت مقاطعة مستمرة وتشويشاً غير عادي على كلمة المليونير اليميني بينيت، وهجوم حاد من نتنياهو على مساعده السابق الذي أصبح رئيس حكومة بسبعة مقاعد فقط في الكنيست، صادق النواب على تشكيلة الحكومة السادسة والثلاثين لإسرائيل.
وفي كلمته، التي حاول فيها إرضاء جميع الأطراف، تعهد بينيت بمواصلة الأنشطة الاستيطانية، بما في ذلك في «منطقة ج» بالضفة الغربية المحتلة، و«المحافظة على إسرائيل دولةً قومية للشعب اليهودي ودولة ديموقراطية قوية».وتعهد في المقابل بفتح صفحة جديدة مع عرب 1948 خصوصاً أن حكومته تضم «القائمة العربية الموحدة» أول تكتل عربي يدخل في ائتلاف حكومي منذ إعلان «دولة إسرائيل».كما تعهد بتوسيع دائرة السلام مع دول المنطقة على غرار الاتفاق المبرم مع الإمارات في سبتمبر الماضي، وأعرب عن معارضته الشديدة لاستئناف الاتفاق النووي الإيراني، مشدداً على أن إسرائيل ليست طرفاً فيه وستحتفظ بحرية التصرف التامة لمنع طهران من الحصول على السلاح النووي.ورغم قوله، إنه يدعم صمود وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حذر بينيت حركة «حماس» من مواجهة «حائط من النار» رداً على أي تصعيد، مشيراً إلى أن حكومته ستعمل على استعادة الإسرائيليين المحتجزين في غزة، باعتبارها «مسؤولية مقدسة».في المقابل، أعاد نتنياهو تقديم نفسه على أنه منقذ إسرائيل، وقال «مليون إسرائيلي انتخبوني، ولأجلهم سأواصل مهمة كبيرة هي ضمان وجود وأمن دولتهم».وأضاف نتنياهو، مخاطباً النواب، «إذا قُدّر لنا أن نكون في المعارضة، فسوف نفعل ذلك ورؤوسنا مرفوعة حتى نسقط هذه الحكومة السيئة ونعود للقيادة على طريقتنا».وفي تكرار جديد لاتهامات ترامب لخليفته جو بايدن بافتقاد الأهلية العقلية وسرقة الانتخابات الرئاسية، شكك نتنياهو بأهلية بينيت في قيادة إسرائيل واتهامه بسرقة أصوات اليمين لمصلحة ائتلاف التغيير، مؤكداً أن حكومة إسرائيل تحتاج لرئيس قوي يعلم كيفية «قول لا» للرئيس الأميركي.وأضاف نتنياهو: «قمنا بعمليات جريئة جداً بعمق العدو ووصلت لطهران وهناك أشياء تفوق الخيال، وناضلنا بقوة لمنعها من الحصول على السلاح النووي، وحزمُنا في مواجهتها حفز الإدارة الأميركية السابقة على الخروج من الاتفاق النووي».واعتبر نتنياهو أن «اتفاقات إبراهيم مكنت إسرائيل من الخروج من معادلة الأرض مقابل السلام إلى السلام مقابل السلام»، مشيراً إلى أنه لم يتنازل عن شبر واستطاع التطبيع مع أربع دول عربية ونجح في إقناع واشنطن بنقل سفارتها إلى القدس والاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل.
أخبار الأولى
سقوط نتنياهو بعد مبارزة في الكنيست
14-06-2021