في معرض افتراضي بعنوان "القدس هويتنا"، الذي نظمته وأشرفت عليه "منارة العرب للثقافة والفنون" ومقرها الأردن، وشارك فيه حوالي 90 فنانا تشكيليا من مختلف الدول العربية، كان من بينهم 6 فنانين من الكويت هم هيثم الجوهر، وكفاح عبدالحميد، وسهيلة العطية، ومريم المسباح، وهدى كريمي، وعبدالله الغبيشان، استحوذ عنوان المعرض على مجمل الأعمال التي جاءت بتوليفة من الألوان والأساليب والأحجام المتنوعة، عبّر فيها الفنانون عمّا يجول في قلوبهم وعقولهم.عن مشاركتهم في المعرض، قال الفنان الجوهر إنه شارك بعمل بعنوان "الأقصى في قلوبنا"، حيث ابتكر منظومات لونية مميزة ذات إيقاع هندسي اتسم بالتناسق والتوازن، ورسم المسجد الأقصى وعلامة النصر، ليؤكد أن النصر قادم وإن طال الأمد، وضمن العمل بلفظ الجلالة واستخدم تقنية "ستانسل"، مؤكدا أن الفن يعطي رسائل ذات طابع بصري، منها رسائل إنسانية يرسمها بكل صدق ومحبة، ودوره كفنان تشكيلي أن يجسّدها في عمل فني معبّر حتى يكون قد أدى دوره.
العدوان الإسرائيلي
من جانبها، قالت المسباح إنها استخدمت دلالات ورموزا في عملها تبيّن العدوان الإسرائيلي على الأقصى ومنع الصلاة، ورمزت له بالسجادة، إضافة إلى أنها رسمت حمامة السلام كتعبير يرمز للفلسطينيين، واستخدمت في أرضية العمل فقط ألوان الإكريليك، أما مجمل العمل فقد استخدمت فيه الألوان الزيتية.وعن أهمية الفن في إيصال الرسائل، تقول المسباح "الفن هو منبع المعرفة، ورسالته لا تقل عن رسالة الكاتب والصحافي، فهي تصل إلى العالم أجمع، في كل زمان ومكان، ولولا الفن لم نعرف شيئا عن تراثنا ولا عن الحضارات السابقة أو حياة الناس بجميع العصور، فبالفن تعرفنا على حياة أجدادنا وتراثنا العريق، وعلى الرغم من تطوّر وسائل الإعلام، فإن الرسم يبقى فيه روح الفنان ونظرته لما يجري حوله بالعالم".رسائل إنسانية
أما الفنانة سهيلة العطية فقالت إنها رسمت عملا بعنوان "صرخة غضب"، لافتة إلى أنها استخدمت بقايا أنسجة، قائلة "أتّبع المدرسة الواقعية في أعمالي، وأعيد تدوير الأنسجة بالرسم بالتطريز، بدلا من استخدام الفرشاة واللون"، وأكدت العطية أهمية الفن في توصيل الرسائل الإنسانية، وأن الصورة الواحدة تعبّر عن 1000 كلمة، وأن الفنان عادة يحاكي الواقع الإنساني ويتأثر به كثيرا، وينقل رسالته للتعبير عن إحساسه؛ سواء بالسعادة او الغضب، عادة الشاعر يعبّر بقصيدته، والكاتب يعبّر بروايته، والفنان بتشكيل لوحاته، وكل فنان له أدواته، الخزاف بالطين، والرسام بالفرشاة، والنحات بأخشابه ومعادنه، والحرفي بخاماته.الزخرفة الإسلامية
بدورها، قالت الفنانة كفاح عبدالحميد إن عملها جاء بعنوان "الأقصى"، حيث رسمت المسجد الأقصى ووضعت دلالة السيف والزخرفة الإسلامية، حتى تبين أن "الأقصى" عربي، أما في رسمها لجناحين بلون الأبيض في عمل ليدل على الحماية، واستخدمت الألوان الداكنة في لوحتها لتعبّر عن الحزن والكآبة بسبب الاحتلال. وترى كفاح أن الفن له تأثير في توصيل الرسائل، فالفنان يعبّر بمشاعره عبر ريشته وألوانه عن قضية ما ليوصلها للمجتمع أجمع، ومن ثم تصل أصداؤها للعالم، وأهمها قضية الأقصى.