ليعذرني أبناؤنا الطلبة، ولكننا لا بد أن ننتقد ما هو ضد مصلحة الكويت ومصلحتهم، فمن المؤسف حقا أنه رغم الوضع المالي السيئ، ورغم تردي مستوى التعليم ومخرجاته، ورغم أن معظم تخصصات هؤلاء الطلبة لا تنفع كويت التنمية والمستقبل بشيء، ومع هذا فلجنة شؤون التعليم والثقافة والإرشاد البرلمانية، برئاسة أخي الدكتور النائب حمد المطر، وافقت على زيادة "المكافأة" الاجتماعية لطلبة الجامعات ومعاهد التعليم العالي من 200 إلى 300 دينار شهرياً، وشمول الطلبة البدون بهذه المكافأة، وهي في حقيقة الأمر "مساعدة" لا "مكافأة"، "فالمكافأة" تقدم للمجد المجتهد المبدع، وليس لأي طالب كان.أما الاقتراح الآخر للجنة التعليمية فهو المطالبة بمنح الطالب الكويتي المتزوج من غير كويتية "مساعدة" طلابية، وهذا خطأ آخر كبير، فهو أولا يشجع على زواج الكويتي من غير كويتية، ويشجع على الزواج الصوري المبكر والذي استفحل في الكويت بصورة وبائية، ويجب ألا يستحق يسمى "مكافأة".
ولكننا هنا نشد على يد اللجنة التعليمية نفسها لمناقشتها موضوع تزوير الشهادات، ونرجو ألا يكتفوا بالمناقشة، فتزوير الشهادات هو تزوير لكل شيء في الكويت، ونتمنى على الأخ حمد المطر أن يولي هذا الموضوع اهتماما خاصا، فهو بصفته أكاديميا متخصصا لابد أن يعلم ماذا يعني أن توسد الى أصحاب الشهادات المزورة مناصب حساسة في البلد، لا نستبعد أبدا أن يواجه هذا الموضوع الحساس محاولات إجهاض مستميتة من داخل المجلس ومن خارجه، فحملة الشهادات المزورة أعدادهم مهولة وهم موجودون داخل المجلس وخارجه، في المستشفيات والجامعات وقطاع النفط وغيرها من مؤسسات حساسة بعضهم وصل الى مناصب حساسة مما جعل من تطوير البنية الأساسية للكويت مهمة شبه مستحيلة. ما نراه أن "المكافآت" المادية يجب أن توجه للتخصصات العلمية النادرة فقط، فما أحوج الكويت لها، فليس من الحكمة ولا من المصلحة العامة التشجيع على التخصصات السهلة والتي تعج بها الوزارات والمؤسسات بلا فائدة تذكر، "المكافآت" يجب أن تقدم لذوي التخصصات الصعبة الطاردة كالفنية واليدوية، فكم نتمنى على أعضاء اللجنة التعليمية أن ينظروا لمصلحة الكويت العليا على المديين القصير والطويل بعيدا عن حسابات صناديق الاقتراع، فيكفي الكويت مزايدات على حساب المصلحة العليا للبلد.نقول: كفّوا أيديكم عن طالب العلم، فمبدأ "المساعدة" المباشرة للطلبة ليس صحيحا من الأساس، فهي مضرة للطلبة على المديين القصير والطويل، فمنهم وليس كلهم من يلهو بهذه المساعدات ولا يستفيد منها تعليميا، فلا نعلم ما فائدة تلك المساعدات للطلبة، وهي كبيرة فعلا حتى لو خفضت إلى المئة دينار، فإذا كانت مساعدات اجتماعية للمحتاجين فيجب أن توجه عن طريق وزارة الشؤون مباشرة لرب الأسرة، درءاً لإحراج الطالب أمام أقرانه، أما إذا كان الهدف هو شراء مواد دراسية وتعليمية، فمن الأحوط والأفضل والأجدى والأوفر أن تقوم الجامعات والمعاهد بتوفيرها للمحتاجين من الطلبة.
مقالات
في الصميم: كفّوا أيديكم عن طالب العلم
15-06-2021