هل هذا الإعلام يمثلكم يا أهل الكويت؟
ما كان لي أن أكتب هذا الموضوع، لولا أن مشاعري استُفزت بعد أن شهدت من يجهر علانيةً بالدعوة إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني، ويزعم أن هذا رأي الغالبية العظمى من شعب الكويت!فمنذ متى كان الكاتب الكويتي يدعو إلى الاعتراف بالكيان الصهيوني؟فلو عدنا لكتّاب الكويت منذ الأربعينيات وحتى الآن لوجدنا أقلاماً مدادها عشق العروبة وحُب الكويت، والازدراء الكامل للصهاينة، والصهيونية... فعبدالعزيز حسين، وعبدالله زكريا الأنصاري، وجاسم القطامي، وأحمد العدواني، ويوسف الدويري، وحمد الرجيب، وخالد خلف، وعبدالرزاق البصير، ومحمد مساعد الصالح، وسامي المنيس، وأحمد الربعي، ومحمد الصقر، وعبداللطيف الدعيج، وحسن العيسى... والعشرات بل المئات ممن ساروا على نهج معاداة الصهاينة... ولا تزال أقلامهم الكويتية الشريفة -حتى كتابة هذه السطور التي لا تتسع مساحة المقال للإتيان على ذكرها- تتصدى للتطبيع مع المجرمين القتلة.
***لكن كارثة انتشار تلوث النشاز الإعلامي القائم على الارتزاق في الكويت، وبالذات في فترات ثمانينيات القرن الماضي، وتحديداً أثناء فترة التهريج للنظام الصدامي، حيث راج إعلام التطبيل لصدام... قد جعلت بعض الإعلاميين يستمرئون احتراف الارتزاق رغم انتهاء النظام الدكتاتوري، فصار بعضهم مُنظراً استراتيجياً، والبعض الآخر خبيراً سياسياً، وهناك من أصبح مفكراً إعلامياً... بل إن البعض افتتح لنفسه قناة تبث كل ما هو ساذج، وسخيف، وباهت، وبرامج تعتمد على المقابلات، والتوجه للمشاهدين بالحديث بلهجةٍ عامية تدل على مستويات ثقافية هابطة، فكان من السهل على مثل هذه القنوات أن تتسرب منها الدعوات للتطبيع مع الصهاينة، مثلما أجري لقاء مع "كويتب" نفى وجود فلسطين، والفلسطينيين، ومنح الشرعية لشراذم الصهاينة بالحق الشرعي لاغتصاب أرضنا العربية.***وعباقرة الارتزاق قد اتخذوا لدعوتهم إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني من الخلافات السياسية بين الدول العربية، ونظام الملالي في طهران مدخلاً، لتبرير دعوتهم إلى التطبيع... فإيران تحتل عربستان، وتحتل جزر الإمارات؛ فهي أشد خطورةً على العرب من إسرائيل... بينما إسرائيل التي احتلت وطناً بأكمله، وهجّرت ملايين الفلسطينيين من ديارهم تستحق أن نطبع معها علاقاتنا من أجل السلام في المنطقة... كما يزعمون!*** وفي النهاية أقول:كون إيران قد احتلت عربستان، واحتلت جزر الإمارات -وهو مرفوض تماماً- هل ذلك يعطي الحق للكيان الصهيوني أن يكتسب الشرعية باحتلاله للأراضي الفلسطينية؟وهل العداوة مع إيران تعطي ذريعة لمواطنين من الكويت للدعوة إلى التطبيع مع من كانوا سبباً بجعل الوطن العربي يعاني ويلات الحروب منذ أكثر من 70 عاماً؟