انطلق في بورصة الكويت، لأول مرة منذ تأسيسها، تداول حق الأولوية على أسهم زيادة رأسمال شركة طيران الجزيرة، في سابقة تؤكد مؤسسية البورصة وجاهزية الوسطاء والمقاصة لإنجاح الأدوات المالية والمشتقات. مع إطلاق تداول حق الأولوية ونجاح الممارسة في أول يوم، ومن قبلها النتنج والمارجن، الذي يترقب حسم ملف الفائدة قريبا، تكون منظومة التداول في البورصة مهيأة لطرح المزيد من الأدوات الجديدة التي لن تتوقف، ولدى البورصة والمقاصة الكثير الذي سيتم تقديمه لتغيّر وجه السوق ككل، وإتاحة أكبر قاعدة من الأدوات والخيارات أمام المستثمرين المحليين والأجانب، سواء كانوا مؤسسين أو أفرادا.
وفيما يخص تداول حق أولوية سهم الجزيرة، يمكن الإشارة الى أن السهم شهد إقبالا بأسعار قياسية في بداية التداول، حيث نفذت صفقات على سعر 500 فلس، وانتهى الإغلاق عند مستوى 150 فلسا، وشهد اليوم الأول متابعة حثيثة من البورصة مع الوسطاء والجهات الأخرى لمتابعة أي تحديات أو تداعيات ومعالجتها، إلا أن التعاملات مرّت بنجاح دون أي خلل. وما تجب الإشارة اليه هو أن تكلفة المشتري لحق الأولوية حتى يكون السهم صحيحا وبحوزته، يجب عليه سداد قيمة الاكتتاب البالغة 500 فلس، وهي عبارة عن 100 فلس قيمة اسمية، مضاف إليها علاوة إصدار 400 فلس للسهم، حيث إن شراء حق الأولوية يسجل المشتري في سجل أصحاب حق الاكتتاب، وبالتالي مَن لم يسدد قيمة الاكتتاب لن يكون له سهم في الزيادة. يذكر أنه يمكن إيضاح تكلفة سعر السهم على أصحاب حق الأولوية، إذ إنه بحسبة بسيطة، من اقتنى الأسهم في حق الأولوية أمس بسعر 150 فلسا، سيكون عليه التزام سداد 500 فلس أخرى هي قيمة الاكتتاب، مما يعني أن الكلفة الإجمالية على المشتري لحق الأولوية 650 فلسا.
فوائد ومميزات
ومن أبرز وأهم الفوائد والمميزات لتطبيق نظام بيع حق الأولوية ما يلي: 1- أطراف غير مساهمة لا ينطبق عليها حق الاكتتاب يمكنها شراء حق الأولوية، وبالتالي الاكتتاب في السهم بالنسبة للأسهم التشغيلية التي تعد محل ثقة، ومستقبلها جيد على صعيد الأداء والتوزيعات. 2- يمنح أصحاب حق الاكتتاب فرصة لبيع الحق بربح وتحقيق هامش كان في السابق يضيع "هباء منثورا"، ويستفيد به آخرون من خلال طلب زيادة اكتتاب. 3- تداول حق الألوية يمنح بورصة الكويت بعدا مؤسسيا، ويكرس العدالة ويحفظ حقوق صغار المستثمرين والمساهمين الذين ليست لديهم قدرة على سداد قيمة الاكتتاب، فعلى سبيل المثال من باع بسعر 150 فلسا استفاد بنسبة 30 بالمئة من قيمة الاكتتاب المحدد البالغ 500 فلس، وفي السابق لم يكن صاحب الحق يحصل على أي مقابل، في حين من باع بسعر 500 فلس حقق هامش ربح ممتازا يعادل سعر الاكتتاب. 4- يوفر لأصحاب السيولة العالية فرصة لزيادة اكتتابهم، وبالتالي يمكن أن يخرجوا بمتوسط عام مقبول، فمن له حق أصيل واشترى حق أولوية يحقق متوسطا سعريا غير مكلف، ويكون قد أسس مركزا استثماريا جيدا على سهم تشغيلي ذي مستقبل إيجابي. 5- يمكن للمضارب أن يستفيد من هامش ربح من حق الأولوية، حيث يشتري بسعر منخفض ويحاول إعادة بيع هذا الحق بهامش أعلى. 6- فتح ممارسة جديدة في السوق من شأنه أن يفيد قطاع الوساطة على المدى البعيد في الزيادات المقبلة وذات الأحجام الكبيرة التي يقبل فيها كثير من المساهمين على بيع هذا الحق.تعديل سعر السهم
تجدر الإشارة الى أنه تم تعديل سعر سهم الجزيرة بخصم 13 فلسا من سعر الأساس الذي كان قبل "التفسيخ" عند مستوى 646 فلسا، حيث تم خصم 13 فلسا، ليكون السعر الجديد بعد التفسيخ 633 فلسا. ووفق حسبة التفسيخ، فإن من يملك 100 سهم بسعر 646 فلسا، يكون كلفته 64.6 دينارا، يضاف اليها 5 دنانير تكلفة الاكتتاب في 10 بالمئة، أي 10 أسهم، وبالتالي تكون الكلفة الإجمالية 69.6 فلسا، وبتقسيمها على 110 أسهم يكون سعر السهم 633 تقريبا سعر الأساس. يشار الى أن سعر سهم الجزيرة أقفل أمس عند مستوى 642 فلسا، مما يعني أنه استعاد 9 فلوس من إجمالي 13 فلسا قيمة التفسيخ وتعديل سعر السهم تعادل 69 بالمئة تقريبا من قيمة التفسيخ، ويتبقى 4 فلوس فقط، ليكون قد ارتد بنفس قيمة التفسيخ كاملة.