التبتيّون يتحولون من الرعي إلى الفندقة
حولت بايما (البالغة 27 عاماً) منزلها المتواضع في التبت إلى نزل ريفي، بدعم من الدولة، وانصرفت إلى العمل في القطاع الفندقي، إذ إن السياحة فيما يعرف بـ"سطح العالم" تشهد ازدهاراً بتشجيع من بكين وملايين السياح الصينيين.محاطةً بجبال يغطيها الضباب على مسافة 500 كيلومتر من العاصمة لاسا، وعلى مقربة من الحدود المتنازع عليها مع الهند، حذَت معظم المنازل في قريتها النائية "تاشيغانغ" حذوها، وتحولت إلى بيوت ضيافة.وقالت بايما، في وجود مسؤولين صينيين رافقوا صحافيين بزيارة نادرة خاضعة للإشراف إلى التبت: "اعتدنا حياة الرعي والزراعة (...) إلى أن شجعتنا الحكومة على إدارة نزل".
وتلقى القرويون، الذين يتحدثون اللغة التبتية، دروساً في لغة المندرين، لمساعدتهم على التعامل مع الضيوف الصينيين الذين ساهم وصولهم إلى زيادة مداخيلهم.لكنّ منتقدي هذه المشاريع يحذرون من أن زيادة عدد الزوار قد تؤدي إلى تغيير أساليب الحياة التقليدية. وقالت بايما إن "فتح فنادق ليس مهمة صعبة مثل الرعي".وليس من السهل على الصحافيين الأجانب زيارة هذه المنطقة الحساسة، التي تقول بكين إنها "حررتها سلمياً" عام 1951.وتدفق 35 مليون سائح إلى المنطقة العام الماضي، أي ما يعادل عشر مرات العدد الإجمالي لسكان التبت، ما أدى إلى تحذيرات من أن ذلك قد يضر بأنماط الحياة التقليدية والقيم.وتدفق مسافرون من البر الرئيسي للصين إلى المنطقة، منجذبين بالمناظر الطبيعية الخلابة وأجواء الغموض.وتضم قرية بايما الصغيرة 51 فندقاً للعائلات، ما يربط الجزء الأكبر من سكانها بقطاع السياحة، لكن في الوقت الحالي، لا يمكن معظم الزوار الأجانب من دخول التبت إلا بتصريح خاص وبرفقة مرشد معتمد.يذكر أن 270 ألف سائح أجنبي فقط زاروا المنطقة في عام 2019.