سليمان الذويخ!
للأسف، الأجيال الشابة لا تعرف رجالات الكويت، الذين تركوا بصمات في الحياة. وبرحيل الأخ سليمان يوسف صالح الذويخ تنطوي صفحة لذلك الجيل. هو من الأسر الكويتية العريقة في الكويت، التي استوطنت منطقة القبلة (فريج الساير)، وجده المرحوم صالح الذويخ النوخذة المشهور. وُلد سليمان الذويخ عام 1932 ودرس في المدرسة القبلية، وأتم مراحله التعليمية في المباركية، وأثناء دراسته كان محباً للقراءة والاطلاع والثقافة والاحتكاك مع أفراد المجتمع، من خلال ديوان جده الذي يرتاده النواخذة وأهالي منطقة القبلة، وأيضاً من خلال عمله في دائرة المحاكم في الكويت منذ مطلع الخمسينيات، مما أهله ليصبح لديه خبرة في القوانين والتشريعات!ففي عام 1963 ، خاض أول انتخابات تشريعية لمجلس الأمة الكويتي عن دائرة القبلة، وكان أصغر نواب المجلس سناً، وترأس في الوقت نفسه اللجنة القانونية والتشريعية في مجلس الأمة، لخبرته السابقة؛ من خلال عمله في إدارة المحاكم!
رحم الله أخانا الكبير أبو سامة، وبيننا وبين عائلته قرابة عائلية، وكان يزور ديواني في الشامية، ويتحدث عن الدورات التي فاز بها عضواً في المجلس عن دائرة القبلة، 1963، و1967، و1975، ويقول: كانت أعدادنا نحن الكويتيين قليلة، ويعرف بعضنا بعضاً جيداً، ولا نحتاج إلى دعاية انتخابية أو يافطات أو حتى ولائم وبوفيهات، ونعتبر ذلك عيباً شائناً أن نطعم الناس لانتخابنا!سألته عن خبراته القانونية والتشريعية، فقال: الفضل يعود إلى الخبير الدستوري عثمان خليل عثمان، الذي قام بإعداد دستور دولة الكويت، وهو بالمناسبة فقيه دستوري لا غبار عليه، وكنت مع مجموعة من الزملاء الأعضاء ومعنا مجموعة أخرى من أدباء الكويت نزوره، وأما الأدباء فيؤخذ برأيهم دائماً، خلاف ما هو حاصل الآن... منسيون. وأضاف: كنا نجتمع مرتين في الأسبوع مساء كل ثلاثاء وخميس في بيت الخبير الدستوري عثمان خليل عثمان... ويتخلل تلك الجلسات الجميلة بحث ومناقشة التشريعات والقوانين، التي تحتاج إليها الكويت، وذلك قبل تقديمها للمجلس!رحم الله ذلك الجيل، الذي عمل بصمت وهدوء وأنجز ورحل عن الحياة دون ضجيج!