الجامعة والمنتخب... غيض من فيض
لا جديد يذكر، فنحن من سيئ إلى أسوأ، انحدار في كل المجالات والصعد، وكلمة السر والردود تأتي كالعادة: الأمور طيبة، والله كريم، هذا ولدنا. لا يا أحبتي، فقد تَضَمن هذا الأسبوع خَبرين من شأنهما تلخيص واقع الحال التي نمر بها والانحدار العام الذي نشهده على مستوى البلاد، لِمَ ذلك؟ السبب بسيط جداً، المحاصصة والمحسوبيات في القيادات على مستوى الكويت بشكل عام، فالرجل المناسب ليس في المكان المناسب، والصالح مهمش والطالح "مرتز" لا حيا ولا مستحى والواسطة في ظهره كالعادة، ولا أقصد رئيسا أو مديرا أو حتى خفيرا فقط، بل على المستويات الفنية والإدارية كافة وفي شتى المؤسسات الحكومية.كان الخبر الأول هو خروج جامعة الكويت من نخبة التصنيف العالمي، بل أصبحت الأخيرة على مستوى جامعات الدولة! ذاك الصرح الأكاديمي العظيم الذي خَرّج مئات الآلاف من الكفاءات وعلى مدى سنين متتالية ومن كل الدول العربية، وكانت الناس في شتى بقاع الأرض تفاخر به، الآن الجامعة تبني بنياناً في منطقة "الشدادية" جميلا ورائعا ومتميزا وباهظ الثمن وملياري التكلفة لكن دون فائدة، فلا تصنيف أكاديمياً ولا سمعة طيبة بين قريناتها من الجامعات داخل الدولة. باختصار "من برا هالله هالله، ومن داخل يعلم الله"، فتصنف الجامعات بحسب نسبة الطلبة الى الأساتذة والنشر العلمي والتمويل الخارجي وتطوير التقنيات علاوة الى مؤشرات أخرى حيوية، وعند احتسابها خرجت "جامعة الكويت" من هذا كله، وعليك يا عزيزي القارئ أن تستنتج بقية الكلام، فهذا الصرح العظيم الذي كان يوما ما يفاخر الخريج منه بنفسه، أصبح في أسفل سافلين، وقياسا بردود بعض كوادره، فالمشكلة جذرية وعميقة وذات أبعاد طويلة الأمد منذ سنين.
الخبر الثاني كان خروج منتخب الكويت من تصفيات كأس العالم بعد مباراة متواضعة مع الأردن، وكأننا كنا نتوقع أن يدخل المنتخب البطولة ويرفع الكأس ويهشم كل التوقعات ليُكتَب في موقع الفيفا إن الكويت حصلت على البطولة وكانت حصانها الأسود!!! حال الرياضة هي حال انهيار الجامعة وحال البلد من الألف الى الياء، محسوبية وترضيات على حساب المستوى، فلا منشأة رياضية (تملي العين) ولا نظام احترافياً، فضلا عن الحسد والحقد بين الإداريين و(معارك) في برامج التلفزيون على مدى سنين، ودموع اللاعبين في الملعب كانت هي دموع الشارع الكويتي كله دون استثناء، لكن الفرق أنها لم تكن متلفزة، ودموع المواطنين على الدولة تنهمل يومياً وعلى مدى سنين طويلة ماضية. ولكيلا نثقل كثيرا على الجامعة والرياضة، فهذا الكلام ينطبق على مجالات عدة في الدولة لدينا، فلا المؤسسات العلمية والبحثية، ولا القطاع الخدماتي ولا الوزارات ولا غيرها في تطور، والمحسوبية ما زالت موجودة و"الديناصورات" ما زالت تسرح وتمرح بيننا، والدعم غير موجود للكفاءات، والقادم حالك الظلمة وأسوأ بكثير ما لم ننتشل أنفسنا من هذا كله، لكن كيف تتم كل هذه الأمور إذا ما كنا في دولة لا نستطيع أن نحاسب رئيس حكومتها وأغلبية نوابه تريد ذلك؟! كيف ولجان الترقيات الخاصة تلعب "باصات" بمهارة لمن هم غير أكفاء؟! كيف وحرية الرأي صورية فقط والملاحقات الشخصانية على قدم وساق؟! وكيف وكيف وكيف؟ الكويت تحتاج إلى "نفضة" كما نقول باللهجة العامية وفي الصعد كافة، لتعود حالنا كما كانت بل أحسن. على الهامش: شكراً للمتطوعين والعاملين في أرض المعارض من مركز تطعيم كوفيد19، لكن السؤال الذي يطرح نفسه وبسبب إرسال مواعيد تطعيم لأعداد مهولة لتلقي جرعة لقاح أكسفورد الثانية، هل تعرض قياديو وزارتي الصحة والداخلية لما تعرض له المواطنون من إغلاق لبوابة الدخول الخارجي وتحويل مسار السيارات، والمشي مسافات طويلة والطوابير المتزاحمة والغبار وحرارة الجو، أم تلقوا جرعاتهم بأماكن مخصصة مكيفة أو في مقار عملهم أو حتى بيوتهم ومن لقاح آخر أيضاً؟! وهل "فايزر" للنخبة و"أكسفورد" للكادحين؟!!