يعود منتخب الدنمارك إلى أرض الواقع لمواجهة ضيفته بلجيكا اليوم، بعد فصل خيالي عاشه في افتتاح مبارياته بكأس أوروبا لكرة القدم السبت الماضي ضد فنلندا، عندما سقط نجمه الأول كريستيان إريكسن مغشياً عليه إثر نوبة قلبية نجا منها وأحدثت صدمة في عالم الرياضة.ولاشك أن لاعبي المدرب كاسبر هيولماند يدركون أن خسارتهم أمام فنلندا، الوافدة الجديدة إلى بطولة كبرى، شكّل خطراً على إمكانية تأهلهم إلى ثمن النهائي، خصوصاً أن بلجيكا المصنفة أولى عالمياً، لقنت روسيا درساً بثلاثية نظيفة، بينها ثنائية لرأس الحربة روميلو لوكاكو.
واللافت أن الدنمارك ستواجه زميل إريكسن في إنتر، الهداف لوكاكو الذي عبّر عن تأثر كبير بعد حادثة رفيقه في صفوف بطل إيطاليا.بعمر الثامنة والعشرين، رفع العملاق (1.90 م) بثنائيته رصيده الدولي إلى 62 هدفاً في 94 مباراة، مهدياً الهدف الأول لصانع اللعب الدنماركي.وفيما تتصدر بلجيكا ترتيب المجموعة الثانية بفارق هدفين عن فنلندا، سيتأهل المنتخبان بحال وصولهما إلى حاجز 6 نقاط قبل خوض الجولة الثالثة، علماً أن متصدر ووصيف كل مجموعة وأفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثالث تتأهل إلى ثمن النهائي.قدّمت بلجيكا أداء جميلاً ضد روسيا، واقترب من العودة إلى صفوفها لاعب الوسط أكسل فيتسل (32 عاماً)، بعد تعافي لاعب بوروسيا دورتموند الألماني من إصابة في وتر أخيل.بلغت بلجيكا، ثالثة مونديال 2018، ربع نهائي نسخة 2016 وكانت أفضل نتائجها في البطولة القارية الحلول وصيفة في 1980. أما الدنمارك، فقد أحرزت لقباً مفاجئاً في 1992 بعد دعوتها في اللحظة الأخيرة، فيما غابت عن النسخة الأخيرة في فرنسا عام 2016.وفي المباراة الثانية، تأمل الوافدة الجديدة فنلندا في متابعة بدايتها الرائعة، حالمة بالسير على خطى آيسلندا التي بلغت ربع نهائي 2016 في أول مشاركة لها.قال مدرّبها ماركو كانيرفا لوكالة فرانس برس قبل انطلاق النهائيات "لا نذهب إلى كأس أوروبا للمشاركة فقط، نريد تحقيق النجاح. لست خائفاً من أحد!".أما لاعب وسطها يوني كاوكو، فقال الثلاثاء في مؤتمر صحافي "ليس سلوكاً جيداً أن تلعب من أجل التعادل. نريد الفوز".
هولندا لحسم التأهل
وفي المجموعة الثانية، تبحث هولندا العائدة الى بطولة كبرة بعد غياب مخيب عن أوروبا 2016 ومونديال 2018، عن فوز ثان على النمسا يضعها في ثمن النهائي رسمياً، بعد تخطيها أوكرانيا 3-2 في مباراة حماسية في دقائقها الأخيرة.وفيما انتظر الطواحين حتى الشوط الثاني لتسجيل ثنائية عبر القائد جورجينيو فينالدوم وفاوت فيخهورست، بقي دفاعهم مكشوفاً وتلقوا ثنائية في آخر ربع ساعة، قبل أن ينقذهم دنزل دامفريس في آخر خمس دقائق بهدفه الدولي الأول بمساعدة الحارس.وبعد حلوله ثالثاً في مونديال البرازيل 2014، غاب منتخب هولندا، وصيف مونديال 2010 في جنوب إفريقيا، عن أوروبا 2016 ومونديال 2018، لكنه عاد بقيادة مدافعه السابق فرانك دي بور للمشاركات الكبرى، على أمل الذهاب بعيداً وإحراز الكأس القارية للمرة الثانية في تاريخه بعد عام 1988.ويثير المدرب فرانك دي بور جدلاً حول خطة 5-3-2 بدلا من 4-3-3 الهولندية التقليدية. قال شقيقه التوأم رونالد دي بور، "أن تلعب 5-3-2؟ لا شكّ بأن (الأسطورة الراحل) يوهان كرويف ينقلب في قبره".اقتحم بعض الجماهير السبت الماضي أجواء تمارين المنتخب، عشية المباراة ضد أوكرانيا، بطائرة صغيرة مع لافتة كتب عليها "فرانك. 4-3-3 ببساطة".برّر دي بور خطته أنه لا يملك في تشكيلته "أجنحة قادرة على تطبيق خطة 4-3-3".لم يحظ مدرب أياكس السابق سوى بدعم المدرب السابق لويس فان غال، الذي قاد البلاد المنخفضة إلى نصف نهائي مونديال 2014 معولاً على الهجمات المرتدة ودفاع من خمسة لاعبين.أمام النمسا، الباحثة بدورها عن التأهل بعد فوزها افتتاحاً على مقدونيا الشمالية 3-1، سيكرّر دي بور المشهد المغري أمام أوكرانيا.وسيعوّل دي بور على ثنائي الهجوم فيخهورست وممفيس ديباي، أمام فريق نمسوي بقيادة دافيد ألابا حقق فوزه الأول في البطولة القارية، بعد مشاركتين مخيبتين في 2008 و2016.