في ظل الإجراءات والاشتراطات والقيود وغيرها من الضوابط التي فرضتها وزارة الصحة التي تقود إجراءات الحكومة منذ بداية أزمة كورونا وإغلاق المطار واقتصاره على بعض الفئات، وما إن نفت دخول أي من السلالات الكورونية المستجدة البلاد، حتى نفاجأ بوجود المتحور الهندي بإعلانها المفاجئ رسميا اكتشاف حالات مصابة به، والأسئلة التي تطرح نفسها على عباقرة وزارة الصحة ووزيرها: كيف اقتحم المتحور الهندي كل تلك الإجراءات؟ وكيف يتم نفي وجوده وبعدها يتم الإعلان عن اكتشاف عدد من الحالات؟ وماذا استفدنا من كل الإجراءات المشددة المفروضة على الجميع؟ وهل سنعود إلى المربع الأول في هذه الأزمة خصوصاً في ظل تزايد حالات الإصابات رغم الالتزام بالتطعيم من الغالبية العظمى من الشعب والوافدين الذين يبحثون عن أي دلالة حتى يحظوا بالتطعيم؟إن هذا الأمر يكشف عن حقيقة واحدة هي حالة التوهان التي نعيشها لأسباب نغفلها، كوننا لسنا ضمن فطاحلة وزارة الصحة الذين يتسابقون بالتغريد بأمور نضع عليها العديد من علامات الاستفهام، خصوصاً أننا أصبحنا لا نعلم من الناطق الرسمي أو المتحدث باسم وزارة الصحة؟ وأين الوزير وقياديوه عن ذلك؟ ولماذا لا يخرجون لإيضاح الحقائق أولاً بأول بدلا من مؤتمرهم اليومي الممل الذي كان يكرر المعلومات نفسها، وكأننا جزء من حلقات مسلسل لا نعرف ما هي نهاية البطل؟
نعلم جميعا حجم هذا الوباء، وأن هناك جموعا من الأطباء والممرضين وغيرهم من العاملين في وزارة الصحة يعملون على قدم وساق من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولكن هؤلاء الأبطال يواجهون في المقابل حالهم كحالنا إجراءات غامضة اقتحمها المتحور الهندي وغيرها من المتحورات التي لم يعلن عنها سابقا، ونحن لسنا ضد أي إجراء يصب في مصلحة الجميع ومن أجل سلامتهم، ولكن ضد التخبط الذي نتج عنه وصول المتحور الهندي إلى البلاد ولا نعلم إلى أين سينتهي به المطاف؟إن الوزارة التي كان يفترض بها أن ترصد أي إصابات مستوردة أولا بأول وفقا لإجرءاتها سواء في المطار أو قبل دخول أي شخص للبلاد كان يفترض بها اكتشاف المصابين في حينها، إلا إذا كان هذا المتحور خفياً ولا يظهر إلا بعد تسربه فيما بيننا، كما أن الشفافية في إظهار المعلومات أولا بأول أفضل من إخفائها ومن ثم ظهور حقيقتها بعد أن تقع الفأس بالرأس، ونتمنى القضاء على المتحور قبل أن يقضي على ما تبقى من ثقة!إننا أمام متحور لا نعلم منتهاه ولا نعرف هل المصابون به هم الحالات التي تم اكتشافها أم ما خفي أعظم، ولكننا نتمنى أن نخرج من هذا الوباء بفضل جهود المخلصين من الكوادر الطبية المظلومة الذين عانوا ويعانون الأمرين، خصوصاً أنهم يستحقون تقديراً أفضل على ما بذلوه ويبذلونه، حتى أن هناك من أصيب وتوفي متأثرا بكورونا بعد انتقال العدوى لهم لأنهم أخلصوا في عملهم حفاظا على أرواح الآخرين بعيداً عمن يبحثون عن الشهرة والظهور.
مقالات - اضافات
شوشرة: المتحور
18-06-2021