بالعربي المشرمح: الفرق بين النائب والمرشح!
عزيزي النائب لماذا ترشحت للانتخابات؟ وهل تعرف واجباتك بعد فوزك بها؟ وهل تعي القسم الذي تؤديه بعد ذلك؟عزيزي النائب المقعد النيابي ليس كما يعتقد البعض أنه وسيلة للتكسب والوجاهة والمصلحة الخاصة، بل هو أمانة عظيمة ومسؤولية وطنية وشرعية وواجب يحتم على من يفوز به أن يكون رجل دولة ورجل سياسة ذا موقف مشرف، ومبدأ نبيل، لا تابعا لأجندة خاصة ولا خاضعا لخصومة ما ولا لتصفية حسابات رخيصة.ما زال البعض ممن نال شرف العضوية وفاز بالمقعد البرلماني لا يفرق بين المرشح والنائب، بين نائب يراقب ويشرع ويحاسب ويمثل الأمة بأسرها وبين مرشح يسعى بكل الوسائل لينال شرف تمثيلها، لذلك الكثير من النواب ما زالوا بعقلية المرشحين حتى بعد فوزهم بأفعالهم وأقوالهم، وهنا تكمن مشكلة العمل السياسي والعبث الذي نعيشه منذ سنوات.
المرشح لا يملك سوى الوعود لناخبيه في حين النائب مكنه الدستور من تحقيق تلك الوعود وفقاً لمواده وقانون الدولة والأدوات الممنوحة له، لذلك علينا أن نفرق بين عمل المرشح وعمل النائب حتى نستطيع القضاء على ظاهرة العبث السياسي التي تسببت بدمار البلد وخلق حالة من الفوضى والفساد.وعلى الوزراء أيضاً أن يدركوا مسؤولياتهم الوطنية، فالنائب ليس خصماً دائماً لهم، وليسوا في معركة مستمرة فيما بينهم حتى يجعلوا من هذا الأمر محورهم الذي من أجله تم اختيارهم لهذا المنصب، فالوزراء والنواب وصلوا إلى ما وصلوا اليه من أجل التعاون وتضافر الجهود والعمل المخلص لما فيه خير البلاد والعباد ورفعة الوطن وازدهاره ورفاهية المواطن واستقراره. يعني بالعربي المشرمح:ما نلاحظه من أقوال وأفعال لنوابنا الكرام لا يمكن بحال من الأحوال أن نسميه عملاً سياسياً، فجلهم ما زال يعمل وكأنه مرشح للانتخابات ويجتهد حتى لا يخسرها رغم فوزه، بل يعيش في خوف من الحل لذلك جل عمله كسب رضا ناخبيه حتى إن كان ذلك على حساب مستقبله واستقرار وطنه، والكارثة أن الوزراء يستغلون ذلك ليستمروا في مناصبهم دون أي شعور بالمسؤولية الوطنية والأمانة الملقاة على عاتقهم، فمتى يحظى الوطن بنواب ووزراء سياسيين جل عملهم وتفكيرهم التعاون والمصلحة العليا للبلاد؟