صناعة الفرح
نحن لا نملك حتى هذه اللحظة مدينة واحدة للترفيه! ومقابل تشدد السلطات الصحية حيث أقفلت المسارح طوال عام ونصف العام ولا تزال بلا مبرر منطقي، نسمع عن مشاكل داخل البيوت من جراء قرارات الحجر الصحي، وتتناقل الألسن العديد من القصص التي تختبئ وراء مشهد محزن من فقدان وسائل الترفية العامة.
أول العمود: أول العمود: جواب وزير الأشغال العامة عن سؤال برلماني يؤكد عدم بناء مساكن منطقة صباح الأحمد بطرق سليمة بسبب تسرب المياة الجوفية لها يعيدنا إلى مأساة منطقة الظهر التي اشتهرت في الثمانينيات! فمن المسؤول؟***
شاهدت قبل يومين العطش للفرح والسعادة في أعين أول فوج من مرتادي الـ"يورو ديزني لاند" من الكبار والصغار في باريس بعد أول افتتاح منذ ٨ شهور.هنا في الكويت جرى إهمال هذا الاستثمار البشري الأهم في حياة الناس على مدى عقود من الزمن، وفي أحيان مهاجمته والتحريض ضده من قبل متشددين، فماذا كانت النتيجة؟ إدمان على السفر الموسمي، وبروز ظاهر السفر القصير المتكرر خلال السنة لدول مجاورة، إضافة إلى انتشار العنف المتأتي من مساحات الفراغ الطويلة في حياة الناس وخصوصاً الشباب، فنحن اليوم– مع تراكمات فيروس كورونا– صرنا مجتمعاً خاضعاً للعنف وينتشر فيه حالات الانتحار المؤسفة، فلكل ما سبق كلفة نفسية واجتماعية واقتصادية كبيرة. نحن لا نملك حتى هذه اللحظة مدينة واحدة للترفيه! وفي مقابل تشدد السلطات الصحية حيث أقفلت المسارح طوال عام ونصف العام ولا تزال بلا مبرر منطقي، نسمع عن مشاكل داخل البيوت من جراء قرارات الحجر الصحي، وتتناقل الألسن العديد من القصص التي تختبئ وراء مشهد محزن من فقدان وسائل الترفية العامة. قلة من السكان من تملك وسائل الترفيه الخاصة ومن ذلك الشاليهات والمزارع بسبب ارتفاع تكاليف شرائها الجنوني، لكن السواد الأعظم يظل يشتري الفرح بالسفر، أي بالخروج من البلاد، أو بالشراهة في الاستهلاك! أكاد أجزم أن ملايين الدنانير التي تصرفها وزارة الصحة على التطبيب لا فائدة منها لسببين: الأول في عدم اهتمام الدولة بالاستثمار في الترفيه الذي هو سبب للصحة النفسية. والثاني في توجيه تلك الأموال للمعالجة من الأمراض وليس للتوعية بمخاطرها وبالتالي تجنب أسبابها.