سعيد جليلي يتولى «الخارجية» أو «الأعلى للأمن القومي»
رغم الخلافات الكبيرة والعلنية بين "الحرس الثوري" ووزارة الخارجية خلال السنوات الـ8 الماضية، ترك وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بصمة مؤثرة، واستطاع تحقيق نجاحات دبلوماسية، بينها الاتفاق النووي، ونسج علاقات شخصية مميزة مع نظيره الأميركي آنذاك جون كيري وغيره من المسؤولين الغربيين، وكانت لهم إطلالة بارزة في الإعلام الغربي. وتتجه الانظار الآن الى من سيخلفه على رأس الدبلوماسية الإيرانية في فترة حساسة. ويقول مصدر رفيع في حملة إبراهيم رئيسي إن المرشح الأصولي المنسحب سعيد جليلي سيشغل على الأرجح منصب وزير الخارجية، أو منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي.
ويوضح أن رئيسي يدرس إعادة تفعيل دور المجلس الأعلى للأمن القومي للإمساك بالملفات الخارجية بطريقة أكثر فعالية، بما في ذلك المفاوضات النووية، على حساب "الخارجية" التي ستفقد من زخمها، بهدف الحد من الخلافات حول السياسات الخارجية التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة بين "الخارجية" و"الحرس الثوري" و"الأمن القومي"، والتي نتج عنها ارتباك في التعامل مع عدة ملفات بينها العراق. وأوضح المصدر أنه في حال نضجت فكرة إعادة الاعتبار لـ "الأمن القومي"، فإن جليلي سيستلم منصب أمينه العام، خصوصاً أنه شغل هذا المنصب في عهد محمود أحمدي نجاد عندما كان يتولى ايضاً منصب كبير المفاوضين النوويين. أما إذا لم تجهز الفكرة، فإن جليلي ستيولى وزارة الخارجية، حسب اتفاق تم بينه وبين رئيسي قبل انسحابه من المنافسة. وجليلي من مواليد مشهد عام 1965 ويتقن الإنكليزية والعربية، فضلا عن الفارسية، ويعرف بولائه الشديد لمؤسسات الجمهورية الإسلامية، وهو مقرّب من المرشد الأعلى علي خامنئي، ويصنف أنه من عتاة المتشددين الأصوليين.وجليلي دبلوماسي عريق، فقد عيّنه الرئيس الراحل هاشمي رفسنجاني بين 1989 و1997 ملحقا دبلوماسيا في أميركا الشمالية وهو في الـ24 من العمر.وتولى دائرة شؤون أوروبا وأميركا بوزارة الخارجية، وبعدها عمل في مكتب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، مديرا لدائرة التفتيش بين 2001 و2005.وكان جليلي قد قطع دراسته للمشاركة في الحرب على العراق (1980 و1988) وأصيب في ساقه اليمنى إصابة بالغة لازمه أثرها.