«الحزب اللهيون»... الفائز الأكبر
كتب علي هاشم، الخبير في موقع "جاده إيران"، المختص بالشأن الإيراني، أنه "خلال الأيام المقبلة سيتعرف العالم على فريق رئيسي للحكم في إيران، الذي سيشكل على حد تعبير أنصار الرئيس الإيراني المنتخب أول حكومة شعبية ثورية، وستكون تجسيدا لما أطلق عليه خامنئي في فبراير 2019 عنوان "الخطوة الثانية للثورة". هذا ما يريده فريق رئيسي، الذي وإن ارتدى عباءة التيار الأصولي فهو لم يقدم نفسه يوماً أصوليا، إنما وكما يقول مقربون منه، من التيار الجديد الذي سيثبت نفسه على الساحة الإيرانية في المرحلة القادمة إلى جانب التيارين التقليديين: تيار حزب الله الثوري، على حد تعبيرهم.وأشار هاشم إلى أن "حزب الله هنا هو المدرسة الفكرية لخامنئي، والتي يراد لها أن تكون خطا واصلا بين إيران الداخل وبين الامتداد العقائدي الخارجي"، مضيفا: "ليست هذه المرة الأولى التي يُذكر فيها الحزب اللهيون في إيران، لكن اليوم وفي أعقاب انتخابات 2021 يخرجون إلى العلن كتيار سياسي صريح من دون مواربة، إلى جانب التيارين التقليديين، الأصولي والإصلاحي".
الأمر نفسه أشار إليه مدير تحرير صحيفة "شرق" الإصلاحية أحمد غلامي، باعتبار أنه "مع فوز رئيسي سيكون هناك تغيير في تشكيل السياسة الداخلية الإيرانية بشكل جذري، حيث سيظهر من خلالها جهة ثالثة من غير المرجح أن تكون لها تشعبات حزبية أو فئوية، وسيكون لهذه الجهة وقبل كل شيء موالون داخل الحكومة وأوفياء للهياكل الرسمية".وتابع غلامي: "ان الدولة الحديثة والعصرية، التي كانت دائما مؤيدة لطبقة معينة، ستتحد مع الطبقات الأخرى بعد الحصول على السلطة، لكن هذه المرة ستكون الحكومة هي الحكومة، ولا غرابة إذن أن يصرح رئيسي في لقائه بمديري وسائل الإعلام الإصلاحية بأن حكومته لن تتشكل من اللجان التابعة له. إن الرسالة واضحة من خلال هذا القول، وعلى الرغم من أن العديد من الإصلاحيين ليست لديهم رغبة في المشاركة بحكومة رئيسي أيضا فلن يكون هناك مكان لميولهم، ولن يكون للأصوليين في عملهم الأصولي أيضا أي مكان".