فرنسا: انتخابات إقليمية بنكهة رئاسية والعين على لوبن
يتوجّه الناخبون الفرنسيون إلى صناديق الاقتراع اليوم للمشاركة في الجولة الأولى من الانتخابات الإقليمية التي ستجرى على جولتين، سترسمان معالم نتائج الانتخابات الرئاسية في مايو 2022.ويعتبر مراقبون أن هذه الانتخابات تعدّ بمنزلة «اختبار حاسم» لسياسة ماكرون، وحزبه «الجمهورية إلى الأمام».وفي حال حقق حزب «التجمع الوطني» اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبن نتائج جيدة، كما تفيد آخر استطلاعات للرأي، فستزيد حظوظ اليمين المتطرف في انتخابات الرئاسة، وسيمثل الحزب تهديدا لماكرون، في حال ترشحه لولاية ثانية في الانتخابات المقبلة. وسيكون الإقبال ونسبة المشاركة عاملا له أهميته.
وفي استطلاع أجرته منظمة إيفوب للناخبين المسجلين الأسبوع الماضي، قال 54 بالمئة منهم إنهم يعتزمون عدم التصويت، أما في استطلاع «إيبسوس» قبل الانتخابات للجولة الأولى، فقد كان التجمع الوطني متقدما في 6 مناطق (بروفانس ألب كوت دازور، بورغوندي-فرانش-كونتي، سنتر فال دو لوار، نوفيل-أكيتين، أوكسيتانيا، وبريتاني)، لكنّ المحك الحقيقي للانتخابات الإقليمية يظهر بصورة جدية في الأسبوع المحوري الواقع بين الجولتين. وفي عام 2015، اعتبر اليمين المتطرف أن «أربعة أو خمسة» أقاليم «قابلة للفوز»، لكنّه لم يخرج بأي شيء بعد انسحاب اليسار الشهير من جولة الإعادة لمصلحة المنافسين المحافظين في شمال فرنسا وفي بروفانس ألّب كوت دازور لإبقاء أقصى اليمين بعيدا عن السلطة فيها.لكنّ انتخابات 2021 قد تجرى بشكل مختلف بالنسبة للتجمع الوطني، ففوز الحزب لأول مرة في منطقة واحدة أو أكثر ليس خارج نطاق الاحتمالات إطلاقا في مشهد سياسي تبدل تماما عن مثيله لعام 2015. في ذلك الوقت، كان بإمكان الحزب الاشتراكي الحاكم والمعارضة الجمهورية العمل بثقة والاعتماد على وضعهم العريق كأحزاب رئيسية في الحكومة في فرنسا. ومع رهانه للفوز في الرئاسة الفرنسية، حطّم الوسطي المستقل إيمانويل ماكرون حالة الوضع الجامد هذا عام 2017، وأثار غضب الحرس السياسي القديم وأعطى الأمل للأحصنة السوداء في المشهد السياسي.في غضون ذلك، كان واضحا افتقار اليسار إلى تحالفات واسعة النطاق قادرة على خوض السباق. وكان الإقليم الوحيد الذي نجح في ضم المجموعة الكاملة من القوى اليسارية معا كجبهة موحدة كان إقليم أو دو فرانس الشمالي. وسيشارك ما لا يقل عن 13 وزيرا من الحكومة الحالية اليوم، بمن في ذلك وزير العدل إريك دوبون موريتي ووزير الداخلية جيرالد دارمانان. واعتبرت صحيفة ليبراسيون اليسارية، في عددها الصادر أمس، أن هذه الانتخابات تعد «تمرينا على رئاسيات 2022»، في حين لم تستبعد صحيفة لو فيغارو المحافظة فوز «التجمع الوطني» ببعض الأقاليم.وكتبت صحيفة لوباريزيان أن «الفائز الأول في هذه الانتخابات قد يكون الامتناع عن التصويت».