فرضت الأزمة الراهنة بين السلطتين نفسها على جدول أعمال مجلس الأمة، الذي حوّل جلسته العادية التي كانت مقررة غداً إلى خاصة، بموجب طلب قدمه 15 نائباً، نتيجة عدم انعقاد الجلسات العادية لأسباب وتجاذبات سياسية، وحتى لا تتعطل مصالح المواطنين، إذ تسلم الأعضاء دعوة لحضور جلسة خاصة تعقد غداً وتستكمل بعد غد، لمناقشة المشاريع بقوانين الخاصة بالميزانية العامة للدولة 2021/ 2022.وبينما يلتقي سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد اليوم مجموعة نيابية، استضاف ديوان النائب شعيب المويزري مساء أمس اجتماعاً لكتلة الـ 31 نائباً تمحور حول «التمسك بالدستور ووجوب احترام رئيس الوزراء للدستور واللائحة الداخلية للمجلس وصعوده المنصة».
وكان رئيس المجلس مرزوق الغانم أعلن توجيه الدعوة لعقد جلسة خاصة غداً والأربعاء للنظر في الميزانيات، معرباً عن أمله حضور الجميع (حكومة ونواباً) لإقرارها وإبعاد مصلحة المواطن عن أي خلافات سياسية.وصرح الغانم، أمس، بأنه «لا يخفى على الجميع أن عدة جلسات عادية تم تعطيلها سواء بسبب الخلاف الحاصل على المقاعد أو غيره، وذلك ليس من مصلحة المواطن»، مشيراً إلى أن توجيه الدعوة لجلسة الغد «يأتي بناء على مواقف النواب الذين أعلنوا حضورهم للجلسات الخاصة التي بها مصلحة للمواطنين وحضروا جلسة إقرار الاعتماد التكميلي لمكافأة الصفوف الأمامية ومناقشة أحداث القدس والاختبارات الورقية إيماناً منهم بإبعاد المواطن ومصالحه عن الخلافات السياسية».وأكد أن «الميزانيات ليست أداة سياسية بل أداة مالية مرتبطة بمصلحة المواطن بشكل مباشر من عدة نواحٍ»، مشيراً إلى أن عدم إقرارها «سيتسبب في تعطيل التوظيف الجديد والبعثات الدراسية الداخلية والخارجية، وتأخر توزيع القسائم السكنية، إلى جانب تعطيل كل منشأ مالي يتم إدراجه في الميزانية الجديدة، وإعانات خفض تكاليف المعيشة لمدينتي المطلاع وغرب عبدالله المبارك».وأضاف الغانم أن عدم إقرار الميزانيات سيتسبب أيضاً في تعطيل «تقديرات متعلقة بالمشاريع الجديدة للمؤسسة العامة للرعاية السكنية منها مدن جنوب صباح الأحمد والمطلاع وغرب عبدالله المبارك وجنوب غرب عبدالله المبارك والوفرة الإسكاني، وتعطيل منافع ومزايا للمتقاعدين وزيادة بالميزانية الجديدة لا تقل عن 93 مليون دينار (نحو 310 ملايين دولار) مقارنة بالسنة المالية الماضية، مما يؤدي إلى ضرر مباشر على المواطن».وبين الترحيب والرفض، توالت التصريحات النيابية المتباينة على دعوة الجلسة الخاصة، إذ ذكر نائب رئيس المجلس أحمد الشحومي: «أقولها من قلب ناصح؛ مَن كان يعتقد أن هدوء صاحب السمو وسمو ولي العهد سيستمر بهذه الطريقة أو يعتقد أن سموهما غير متابعين لأدق التفاصيل، فهو غلطان»، مؤكداً أن «قيادة الدولة على اطلاع كامل بكل ما يحدث سواء داخل البلاد أو خارجها».وبينما تمنى الشحومي «من الحكومة والنواب حضور الجلسة، وكلنا قناعة بأن نلتقي من خلالها ونطوي صفحة الخلاف والتجاذبات السياسية التي لم يستفد منها المواطن أبداً»، شنّ النائب حمد الهرشاني هجوماً على مَن يسعون إلى رمي كرسي رئيس الوزراء خارج المجلس، مؤكداً «أنهم ومَن على شاكلتهم ويؤيدهم هم الذين يستحقون الرمي في الخارج، وكفى تطاولاً ومحاولات للانقلاب على النظام والدستور والشرع والأعراف».من جهته، أكد النائب د. علي القطان أن المواطن خط أحمر، ولن يدفع فاتورة التأزيم والخلافات السياسية، محذراً من تبعات خطيرة لتأخير إقرار الميزانيات، «فإقحامها في الخلافات السياسية سيسبب شللاً كاملا للبلد»، في وقت رأى النائب مبارك الخجمة أن المسؤولية تقع على الجميع بضرورة انعقاد ومناقشة الميزانيات وإقرار مشروعها لأهميته البالغة في أداء حقوق المواطنين داخلياً، والتزامات الدولة خارجياً.أما النائب أحمد الحمد فأكد أن «المجلس اليوم في مواجهة مع مصالح الوطن والمواطنين، وأتمنى من النواب حضور جلسة الغد، والتعاون لإقرار الميزانية لتمر الأمور على خير»، في حين قال زميله سعدون حماد إن عدم إقرارها سيترتب عليه إيقاف الكثير من مصالح المواطنين، معرباً عن أمله حضور النواب للجلسة، لاسيما أن «مسرحية الجلوس على مقاعد الوزراء انتهت، وأصبحت مكشوفة للجميع، فالهدف منها تحصين أحد الوزراء».في المقابل، وبينما أكد النائب مبارك الحجرف أنه لا جلسة إلا بصعود رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ صباح الخالد إلى منصة الاستجواب، قال النائب د. عبدالكريم الكندري إن «المجلس أقر في 9 سبتمبر الماضي ميزانية 2021/2020 بتأخر 4 أشهر بسبب تعطل الجلسات وإجراءات مواجهة تداعيات كورونا، ولم تتعطل الرواتب والتعيينات وأموال المتقاعدين»، مستشهداً برأي سابق للحكومة بأن «عدم إقرار الميزانية لا يعطل الرواتب»، مضيفاً: «كارثة أن يصل الحال برئيس الحكومة إلى ابتزاز الشعب برزقه ليحصن نفسه!».بدوره، تساءل النائب سعود بوصليب: «كيف لنا أن نقر ميزانية للدولة وإعطاء الحكومة ورئيسها حق التصرف بمليارات الشعب من دون أن نملك حق محاسبتهم ومراقبتهم؟»، مضيفاً أن «ما تروجه الحكومة بأن النواب سيعطلون التعيينات والبعثات كلام فارغ».
الحالة المالية للدولة تطنيش أم مناقشة؟
تنص المادة 150 من الدستور على أن «تقدم الحكومة إلى مجلس الأمة بياناً عن الحالة المالية للدولة مرة على الأقل خلال كل دور من أدوار انعقاده العادية»، والتي بموجبها جرى العُرف البرلماني على مناقشة تلك الحالة مع كل ميزانية بجلسة سرية، بناءً على طلب الحكومة.وفي الدعوة التي تم توجيهها غاب عن بنودها، عرض الحالة المالية للدولة، فهل سيطبقها المجلس وتُعرَض في جلسة سرية؟ أم سيُكتفى بأن تحيلها الحكومة إلى المجلس، مع «تطنيش» عُرف مناقشتها، خصوصاً أن المادة الدستورية تتحدث عن تقديم الحكومة ولم تتحدث عن مناقشة.
الميزانية بمادتها الخام دون تقرير اللجنة
نجاح الجلستين يسرِّع بفض دور الانعقاد... والوعد بعد الصيف
وفقاً لما ورد في نص الدعوة للجلسة الخاصة، فإن المجلس سيناقش ميزانية الدولة للسنة المالية 2022/2021 كما وردت مشاريعها من الحكومة، لا بموجب تقارير لجنة الميزانيات البرلمانية التي لم تنتهِ منها بعد، وذلك عملاً بنص المادة 161 من اللائحة الداخلية التي سيستند إليها المجلس.وتنص هذه المادة على أن «للمجلس تقريراً يتضمن عرضاً عاماً للأسس التي يقوم عليها مشروع الميزانية، وبياناً مناسباً عن كل قسم من أقسامها، مع التنويه بالملاحظات والاقتراحات التي يقدمها أعضاء المجلس أو اللجنة بشأنها، وذلك في ميعاد لا يتجاوز ستة أسابيع من تاريخ إحالة المشروع إلى اللجنة». وأضافت: «فإذا انقضت هذه المهلة دون أن تقدم اللجنة التقرير المذكور، وجب أن تبين أسباب ذلك للمجلس، وللمجلس أن يمنحها مهلة أخرى لا تتجاوز أسبوعين، فإن لم تقدم تقريرها خلال هذه المهلة، جاز للمجلس أن يناقش مشروع قانون الميزانية بالحالة التي ورد بها من الحكومة».وفي حال إقرار الميزانية العامة بجلسة الغد واستكمالها الأربعاء، واستمرار الأزمة السياسية على ما هي عليه، فقد تكون هذه هي الجلسة الأخيرة بدور الانعقاد الأول للفصل التشريعي السادس عشر، الذي انطلق في 15 ديسمبر الماضي.
وفقاً لما ورد في نص الدعوة للجلسة الخاصة، فإن المجلس سيناقش ميزانية الدولة للسنة المالية 2022/2021 كما وردت مشاريعها من الحكومة، لا بموجب تقارير لجنة الميزانيات البرلمانية التي لم تنتهِ منها بعد، وذلك عملاً بنص المادة 161 من اللائحة الداخلية التي سيستند إليها المجلس.وتنص هذه المادة على أن «للمجلس تقريراً يتضمن عرضاً عاماً للأسس التي يقوم عليها مشروع الميزانية، وبياناً مناسباً عن كل قسم من أقسامها، مع التنويه بالملاحظات والاقتراحات التي يقدمها أعضاء المجلس أو اللجنة بشأنها، وذلك في ميعاد لا يتجاوز ستة أسابيع من تاريخ إحالة المشروع إلى اللجنة». وأضافت: «فإذا انقضت هذه المهلة دون أن تقدم اللجنة التقرير المذكور، وجب أن تبين أسباب ذلك للمجلس، وللمجلس أن يمنحها مهلة أخرى لا تتجاوز أسبوعين، فإن لم تقدم تقريرها خلال هذه المهلة، جاز للمجلس أن يناقش مشروع قانون الميزانية بالحالة التي ورد بها من الحكومة».وفي حال إقرار الميزانية العامة بجلسة الغد واستكمالها الأربعاء، واستمرار الأزمة السياسية على ما هي عليه، فقد تكون هذه هي الجلسة الأخيرة بدور الانعقاد الأول للفصل التشريعي السادس عشر، الذي انطلق في 15 ديسمبر الماضي.
مقدمو طلب الجلسة
قدم 15 نائباً طلباً لعقد الجلسة الخاصة، استناداً إلى نص المادتين 72 و161 من اللائحة الداخلية للمجلس، وهؤلاء النواب هم: أحمد الشحومي، علي القطان، خالد عايد، حمد الهرشاني، سعدون حماد، حمود مبرك، ناصر الدوسري، خليل الصالح، سلمان الحليلة، مبارك الخجمة، أحمد الحمد، سعد الخنفور، يوسف الغريب، عبدالله الطريجي، هشام الصالح.