أكد مصدر في وزارة الخارجية الإيرانية، لـ»الجريدة»، أن الرئيس الإيراني المنتخب إبراهيم رئيسي أبلغ الرئيس الحالي حسن روحاني، خلال لقائهما أمس، أنه يفضل أن تنجح حكومة روحاني في التوصل إلى اتفاق في فيينا حول الملف النووي، وكذلك إلى تفاهمات مع السعودية، قبل تسلمه السلطة في أغسطس المقبل. وبينما سادت أجواء إيجابية بالساعات الأخيرة، فيما يخص مسار فيينا، فإن حكومة روحاني، حسبما كشف المصدر، لا تزال تنتظر جواباً من السعوديين حول ما إذا كانت المملكة ترغب في استمرار جولات الحوار الحالية أم تريد تعليقها، بانتظار انتقال السلطة في طهران.
وقال إن الجانبين السعودي والإيراني كانا قرّرا نقل المفاوضات بينهما من العراق إلى بلد ثالث أكثر هدوءاً من الناحية الإعلامية، وجرى البحث في إمكانية أن تُعقد الجولات الجديدة في عُمان أو قطر أو الكويت، لكن في النهاية تقرر نقل الحوار مبدئياً إلى مسقط. وأضاف أن روحاني يرغب في التوصل إلى تفاهمات مع الرياض لتدوينها في سجله، ومن هنا جاءت تصريحات وزير الخارجية محمد جواد ظريف عن الاستعداد لإرسال سفير إلى الرياض في 24 ساعة، ليعطي انطباعاً حول مدى جدية طهران في الحوار.وقالت صحيفة «نيويورك تايمز»، أمس، إن الأسابيع الستة المقبلة قبل تولي رئيسي قد تمثّل فرصة فريدة لبايدن للعودة إلى الاتفاق. ونقلت عن مسؤولين في كل من واشنطن وطهران أن المرشد الإيراني علي خامنئي (82 عاماً) يريد بالفعل استعادة الاتفاق النووي، ولا يريد التخلي عن أفضل أمل له في تخليص بلاده من العقوبات، قبل تولي حليفه الرئاسة.
وحسب «نيويورك تايمز»؛ فإن هذا الأمر يعني أن المعتدلين في إيران سيتم إعدادهم لتحمل اللوم على «الاستسلام للغرب»، وتحمل وطأة الغضب الشعبي إذا لم ينقذ تخفيف العقوبات اقتصاد البلاد المتضرر. ولكن الصفقة إذا تزامنت مع وصول الحكومة المحافظة الجديدة إلى السلطة فسيكون الفضل في حدوث أي انتعاش اقتصادي من نصيبها، وسيعزز ذلك الطرح القائل إن الأمر كان يتطلب حكومة قومية متشددة للوقوف في وجه واشنطن وإعادة البلاد إلى السكة الصحيحة.وفي تقرير نشرته «رويترز»، أمس، رأى محللون أن دول الخليج العربية لن تتراجع على الأرجح عن الحوار لتحسين العلاقات مع إيران بعد فوز رئيسي، لكن محادثاتها مع طهران قد تصبح أكثر صعوبة، وقد تتوقف في نهاية المطاف على إحراز تقدم في إحياء الاتفاق النووي.