اخترق سعر مزيج خام برنت الحاجز النفسي المهم 70 دولاراً في 1 يونيو، وتمكّن من الاحتفاظ بتلك المكاسب، ليصل إلى اعلى مستوياته وينهي جلسة تداولات يوم 14 الجاري عند مستوى 72.9 دولاراً للبرميل. ويأتي ارتفاع السعر على خلفية توقّعات ارتفاع الطلب على النفط خلال فصل الصيف في نصف الكرة الشمالي واستمرار قيام "أوبك" وحلفائها بتقليص الامدادات، إضافة إلى تزايد أسعار السلع بصفة عامة.
أما على صعيد الطلب، فقد تحسّن النشاط الاقتصادي، لا سيما في الاقتصادات المتقدمة، وذلك بفضل تسارع وتيرة حملات التلقيح وتخفيف القيود المفروضة على التنقل.وتتوقع وكالة الطاقة الدولية إمكان تجاوز الطلب العالمي على النفط مستويات ما قبل الجائحة بنهاية عام 2022، في حين يعتبر تحديثاً لتوقعاتها الصادرة في مارس الماضي، في ظل توقّعها تسجيل زيادة مقدارها 5.4 ملايين برميل يومياً في العام الحالي و3.1 ملايين برميل يومياً عام 2022، وذلك بعد التراجع التاريخي بمقدار 8.6 ملايين برميل يومياً الذي شهده عام 2020، بل وصل الأمر بوكالة الطاقة الدولية إلى حد التحذير من انه إذا لم تتخذ "أوبك" وحلفاؤها خطوات نحو زيادة الإمدادات في الأشهر المقبلة سيتعرض السوق لمخاطر ارتفاع الأسعار.وأكدت "أوبك" وحلفاؤها في اجتماعها المنعقد في بداية الشهر الجاري التزامها بزيادة الإنتاج تدريجياً بمقدار 700 ألف برميل يومياً في يونيو، بعد زيادة قدرها 600 ألف برميل يومياً في مايو (تشمل هذه الأرقام عكس تخفيضات الإنتاج الإضافية للسعودية). وتجدر متابعة ديناميكيات العرض والطلب والضغوط التي تتعرّض لها خلال الأشهر المقبلة، وهناك احتمال كبير بتراجع مخزونات النفط التجارية لدى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في ظل نقص إمدادات السوق لتصل إلى مستويات أقل من متوسط ما قبل الجائحة في 2015/ 2019، كما تتزايد إمكانية ارتفاع أسعار النفط بدلاً من تراجعها، مما قد يؤدي إلى قيام "أوبك" وحلفائها بزيادة الإنتاج.
اقتصاد
استمرار التعافي الاقتصادي يدعم النفط
22-06-2021