في الصميم: التطوع مبدأ وثقافة
كان من الأفضل للكويت وشبابها ولمن يريد ويرغب في العمل التطوعي أن يُستخدم جزء بسيط من الـ600 مليون دينار التي خصصتها الحكومة لمتطوعي الصفوف الأمامية لإقامة مؤسسة وطنية مستقلة مهمتها ترسيخ مبدأ التطوع ليصبح جزءاً من الثقافة المجتمعية كما هو حاصل في الأمم الحية.
![طلال عبد الكريم العرب](https://www.aljarida.com/uploads/authors/1002_1667931751.jpg)
فما أحوج الكويت الى مؤسسة تُعنى بترسيخ ونشر ثقافة التطوع البحت لمصلحة الكويت لا غيرها، كان من الأفضل للكويت وشبابها ولمن يريد ويرغب في العمل التطوعي أن يُستخدم جزء بسيط من هذا المبلغ لإقامة مؤسسة وطنية مستقلة مهمتها ترسيخ مبدأ التطوع ليصبح جزءاً من الثقافة المجتمعية كما هو حاصل في الأمم الحية، فتقوم بتدريبهم، وصقل مهاراتهم، وتشجيعهم على العمل الوطني التطوعي بلا مقابل، فهناك مجاميع شبابية طيبة من شباب هذا البلد تفانوا في أعمالهم التطوعية، وكانوا حقيقة مدعاة للاعتزاز، وهناك مجاميع وطنية تحتاج الى من يأخذ بيدها ويشجعها ويقدر لها الأعمال الوطنية التي يقومون به، فهناك مجموعة تطوعية تحاول الحفاظ على البيئة ونظافة البلد، وهناك مجموعة تهتم بالطيور والحيوانات البرية، وهناك نوع آخر من المتطوعين وهم المبادرون في وقت الملمات والأزمات، وما أكثرهم. أما من عمل فعلا في الصفوف الأمامية، وحتى الخلفية فهو جزء من عملهم الوظيفي، وهم يستحقون فعلا تحت بند مكافأة أعمال ممتازة، أو بدلات عمل إضافي أو علاوة خطر عمل، لا مكافأة تطوع في الصفوف الأمامية أو غيرها، أما المتطوعون لوجه الله ولخدمة الوطن فلا نعتقد أنهم فكروا في المقابل المادي، فهم حقا يستحقون أن توضع أسماؤهم كل في منطقته على لوحات شرف مع شهادات من السلطة العليا للبلد، ولكن بشرط ألا يكون قد قبض ثمن تطوعه.