لابيد يزور الإمارات ليفتتح أول سفارة إسرائيلية بالخليج
• غانتس يشيد بـ«السلطة» ويحذر «حماس»
• السيسي لإحياء مفاوضات السلام سريعاً
• إذن إسرائيلي مشروط للتصدير من غزة... والسنوار يبحث مع الفصائل الرد على «الابتزاز»
على وقع تغييرات داخلية متسارعة شملت إطاحة رئيس الوزراء المخضرم بنيامين نتنياهو لمصلحة ائتلاف حكومي غير متجانس، حصلت إسرائيل على ضوء أخضر لافتتاح أول سفارة لها في دولة خليجية الأسبوع المقبل، في وقت أعطت قيادتها الجديدة جرعة من الثقة للسلطة الفلسطينية على حساب حركة حماس.
قبل زيارته المرتقبة إلى واشنطن لبحث تحسين العلاقات وفرص تعميق جهود تطبيع إسرائيل لعلاقاتها مع الدول العربية والتشاور حول قضايا أمن المنطقة بما في ذلك إيران، حدد وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد أمس، أبوظبي كأول وجهاته الخارجية تلبية لدعوة نظيره الإماراتي عبدالله بن زايد آل نهيان.ووفق وزارة الخارجية، فإن لابيد سيقوم بأول زيارة رسمية وتاريخية لوزير إسرائيلي إلى الإمارات، وهي الأولى الرسمية منذ اتفاق تطبيع العلاقات العام الماضي، مؤكدة أن "العلاقة بين البلدين مهمة وسينعم بثمارها ليس مواطنو البلدين فحسب إنما الشرق الأوسط بأكمله".وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، في بيان، إن لابيد، الذي أدي اليمين الأسبوع الماضي وسيتولى رئاسة الحكومة بعد نفتالي بينيت، "سيحل ضيفاً على وزير الخارجية الإماراتي يومي 29 و30 يونيو، وسيفتتح سفارة إسرائيل في أبوظبي والقنصلية العامة لها في دبي".
وفي مارس الماضي، ألغيت أول زيارة رسمية لرئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو إلى الإمارات بعد "خلاف" مع الأردن حول التحليق في مجاله الجوي على ما أعلن الجانب الإسرائيلي حينها. كما أدت قيود السفر بالدولة العبرية لاحتواء تفشي فيروس كورونا إلى إلغاء زيارة نتنياهو إلى الإمارات والبحرين في فبراير أيضاً.وكانت وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية السابقة ميري ريغيف قد رافقت في أكتوبر 2018 منتخب الجودو الوطني إلى بطولة "أبوظبي غراند سلام" في زيارة غير رسمية.كذلك، شارك وزير الاتصالات الإسرائيلي السابق أيوب قرا في العام ذاته في مؤتمر دولي للاتصالات في دبي.
السلطة وحماس
وفي حين أعلنت قناة "أي 24 نيوز" الإخبارية العبرية، أمس، فتح مكتب دائم في دبي، أكد وزير الدفاع بيني غانتس، في اجتماع للكتلة البرلمانية لحزبه "أزرق- أبيض"، أمس، على الشراكة مع السلطة الفلسطينية، ووجه تحذيرات لحركة حماس في الوقت نفسه.وقال غانتس:"سنعمل على زيادة التعاون مع السلطة الفلسطينية، التي هي العامل المعتدل والممثل للفلسطينيين في المنطقة، وبدعم مهم من المصريين"، مضيفاً أن إسرائيل ستتعاون "في قضية إعادة إعمار غزة ومن دون إعادة أبنائنا والاستقرار الأمني، لن يتم إعمارها اقتصادياً".وشدد على أن "لإسرائيل مصلحة طبية وسياسية وأمنية واضحة بأن يتم تطعيم جيراننا الفلسطينيين ضد كورونا". وأعلنت إسرائيل والسلطة الفلسطينية اتفاقاً لتبادل اللقاحات، الجمعة، كانت سترسل بموجبه إسرائيل ما يصل إلى 1.4 مليون جرعة لقاح فايزر للسلطة الفلسطينية مقابل عدد مماثل من الجرعات في وقت لاحق هذا العام. لكن بعد الإعلان مباشرة، ألغت السلطة الفلسطينية الاتفاق وأعادت الشحنة الأولية التي تضم حوالي 90 ألف جرعة إلى إسرائيل، مشيرة إلى أن تاريخ الصلاحية ينتهي في يونيو وليس في يوليو وأغسطس كما تم الاتفاق. وقررت الحكومة الفلسطينية، أمس، تشكيل لجنة تحقيق مستقلة في الاتفاق مع الجانب الإسرائيلي.مفاوضات السلام
إلى ذلك، دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس، لسرعة العمل على إحياء مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على أساس قرارات الشرعية الدولية وقواعد القانون الدولي.وأوضح المتحدث باسم الرئاسة بسام راضي، أن السيسي بحث مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس تطورات القضية الفلسطينية، مؤكداً أن ميتسوتاكيس أعرب عن خالص تقدير بلاده للجهود المصرية التي أفضت إلى وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي فضلاً عن المبادرة المصرية لإعادة إعمار غزة.وفيما قال مصدر فلسطيني، إن قيادة المقاومة قررت منح الجهود المصرية والدولية فرصة من أجل "تحقيق إنجازات في موضوع الحصار المفروض على غزة وإنهاء معاناة سكانه وأن الأيام المقبلة تشهد مزيداً من الحراكات الدبلوماسية لتحقيق ذلك، استقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، أمس، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية والوفد المرافق له.وفي إطار جول عربية لحشد الدعم، اختتم هنية، أمس الأول، زيارة إلى الرباط استمرت 5 أيام، بدعوة رسمية من حزب "العدالة والتنمية"، قائد الائتلاف الحكومي، بعد أشهر من استئناف المغرب العلاقات مع إسرائيل، في ديسمبر الماضي.ابتزاز وتصعيد
في المقابل، اتهم رئيس "حماس" بغزة يحيي السنوار، أمس، إسرائيل بممارسة الابتزاز في حل الأزمة الإنسانية، محذراً من أن الأوضاع قد تتجه للتصعيد وأنه سجري مباحثات مع الفصائل لبحث التصعيد واتخاذ موقف موحد للضغط عليها.ولفت السنوار إلى أنه سيتم عقد لقاء لقادة الفصائل الوطنية والإسلامية ليتم اتخاذ الخطوات المقبلة، مؤكداً أن الوضع الحالي يتطلب ممارسة المقاومة الشعبية بشكل واضح للضغط على إسرائيل من جديد.ووصف السنوار لقائه مع المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند بأنه "سيئ ولم يكن إيجابياً بالمطلق"، وقال: "استمع منا باهتمام لكن للأسف الشديد ليس هناك أي بوادر تشير إلى وجود نوايا باتجاه حل الأزمة الإنسانية.وأضاف:"الاحتلال المجرم مستمر في ممارسة سياساته ضد القطاع ويحاول أن يبتزنا كشعب ومقاومة في موضوع تخفيف الأزمة الإنسانية وقيادة حماس أبلغت ممثلي الأمم المتحدة عدم قبولها ذلك".منتجات غزة
في غضون ذلك، استأنفت إسرائيل مساء أمس تصدير المنتجات الزراعية من قطاع غزة بشكل محدود، وذلك للمرة الأولى منذ حربها الأخيرة مع حركة حماس.واعتباراً من صباح أمس، أي بعد شهر على وقف إطلاق النار، أصبح ممكناً تصدير منتجات زراعية "محدودة" من غزة عند معبر كرم أبو سالم، نقطة العبور الوحيدة للبضائع بين هذه الأراضي الفلسطينية وإسرائيل.وأعلنت وحدة "كوغات" الإسرائيلية المكلفة تنسيق الأنشطة المدنية في الأراضي المحتلة، أمس الأول، أن "هذا الإجراء المدني اتخِذ بعد تقييم أمني ونال موافقة على المستوى السياسي، ومشروط بالحفاظ على الأمن".