«اجتماع غزة» يبحث شروط إسرائيل وعباس يدعو الفصائل إلى حوار عاجل
وفد أمني إسرائيلي ثانٍ يُجري مباحثات في مصر
عقدت الفصائل الفلسطينية العاملة في قطاع غزة اجتماعاً، أمس، بدعوة من رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار، لمناقشة مستجدات وقف إطلاق النار الذي تم التوصل اليه بعد جولة القتال الأخيرة، وكيفية التعامل مع إسرائيل التي لا تزال ترفض تخفيف القيود عن القطاع المحاصر، واضعة عدة شروط لإرساء تهدئة طويلة الأجل وصفقة لتبادل الأسرى. وفي دليل على العُقد الكثيرة في ملف غزة بعثت إسرائيل، أمس، للمرة الثانية خلال أيام وفداً ثانياً الى شرم الشيخ غداة استضافة جهاز المخابرات المصرية مفاوضات مباشرة بين «حماس» وإسرائيل حول صفقة تبادل الأسرى أحيطت بتكتم شديد. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي وهيئة البث الرسمية (كان) إن الوفد الذي يضمّ ممثلين عن الوزارة والأجهزة الأمنية سيبحث كذلك قضية تبادل الأسرى وتثبيت التهدئة وملف إعادة إعمار غزة.
وأضافت أن وفداً إسرائيلياً آخر غادر، في وقت لاحق صباح أمس، إلى مصر بهدف وضع ترتيبات أمنية لاستئناف الرحلات الجوية المباشرة، التي توقّفت بسبب جائحة كورونا مطلع العام الماضي.وكان موقع «والاه» العبري كشف، أمس الأول، أن محادثات الوفد الإسرائيلي الذي زار القاهرة يوم الخميس الماضي لم تسفر عن أيّ تقدم في أي ملف حتى الآن بسبب الخلافات الكبيرة.ووفق المصادر، فإنّ الوفد لم يكن يستطيع أصلا اتخاذ قرارات، لأنه لم يجتمع مع رئيس الحكومة الجديد نفتالي بينيت، وتم إبلاغ مصر بأنه لم يبلور سياسة واضحة بعد في الملفات المطروحة.وكشفت صحيفة مكور ريشون، أمس، عن توصّل التقييم الرئيسي في المؤسسة الأمنية إلى نتيجة أن إسرائيل و«حماس» في طريقهما إلى سلسلة من الصدامات ستؤدي في النهاية إلى استئناف القتال، موضحة أنه «على هذا الأساس تستعد قيادة المنطقة الجنوبية لمواجهة جديدة من خلال تعزيز قدرات قواتها». الى ذلك، دعا الرئيس محمود عباس حركات فتح وحماس والجهاد وفصائل منظمة التحرير للعودة فوراً إلى حوار جاد على مدار الساعة لإنهاء الانقسام وبناء شراكة وطنية على كل المستويات لمواجهة التحديات والمخاطر التي تواجه الشعب وقضيته الوطنية.وقال عباس في الجلسة الافتتاحية لمجلس «فتح»، في وقت متأخر من مساء أمس الأول «القدس عاصمتنا وعنوان هويتنا وحرية شعبنا وبوحدتنا الوطنية الصلبة سنسقط كل مؤامرات ضرب جبهتنا الداخلية»، مؤكداً مواصلة العمل لتطوير وتحديث المؤسسات وفق سيادة القانون ومعالجة أي سلبيات أو أخطاء.وأضاف عباس أن «الشعب لن يكلّ ولن يلين حتى إنهاء الاحتلال، ونحن على تواصل تام مع مصر والأردن وقطر وبقية الدول والمجتمع الدولي لإعادة إعمار قطاع غزة، وقلنا ونقول إن فلسطين هي العنوان الشرعي لإعادة الإعمار، وذلك يتطلب وقفاً كاملاً وشاملاً للعدوان».من ناحية أخرى، هاجم مستوطنون يهود منازل فلسطينيين في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية بالحجارة، وحاولوا إحراق أحدها، مما دفع سكان الحي المهدد عدد كبير من منازله بالإخلاء للتصدي لهم. ووقعت اشتباكات تدخلت فيها قوات الشرطة الإسرائيلية، مما أدى الى إصابة 20 فلسطينيا. كما اعتقلت القوات الإسرائيلية 28 فلسطينياً أمس في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية، خصوصاً في سلفيت وطولكرم وجنين والقدس المحتلة. وبعد الاضطرابات بين العرب واليهود داخل الخط الأخضر خلال الجولة الأخيرة من القتال في غزة، وافق مفوض شرطة إسرائيل، كوبي شبتاي، على استخدام رصاص «روجر» المثير للجدل، لكونه من الذخيرة الحية، وأيضاً على السماح للطائرات من دون طيار بإطلاق الغاز المسيل للدموع داخل الأراضي الإسرائيلية، بعد أن كان مستخدماً في السابق بالضفة الغربية والقدس الشرقية.واستخدمت الشرطة بنادق «روجر» خلال الاضطرابات الشهر الماضي في حالة واحدة على الأقل، وأطلقت النار على رجل في ساقيه بمدينة اللد المختلطة بين العرب واليهود.