واشنطن: على تركيا أن تنسحب من ليبيا
بعد حديث عن تقدم تحقق في مؤتمر برلين الثاني، الذي عقد أمس الأول في العاصمة الألمانية، حول سحب المرتزقة والقوات الأجنبية من هذا البلد، برز موقف للخارجية الأميركية أمس، شدد على أن «انسحاب جميع القوات الأجنبية بما فيها التركية»، سيسهم في التوصل إلى تسوية سلمية، في ظل نهج أميركي جديد تجاه الأزمة الليبية، بدأ في عهد الرئيس جو بايدن، حيث يبدو أن الملف الليبي يحظى بأهمية كبيرة.ولا تزال تركيا تصر على أن وجودها في ليبيا «شرعي وقانوني»، ويأتي بموجب اتفاقية رسمية قانونية مع الحكومة الشرعية في طرابلس، وأن الحديث عن سحب المرتزقة والميليشيات وحتى القوات الأجنبية لا يشمل الجيش التركي.وهاجم الإعلام التركي، الموالي للحكومة، بعنف وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، التي تبنت موقفا متشددا يطالب بانسحاب كل الميليشيات والمرتزقة والقوات الأجنبية، وتحدثت عن أن أنقرة حصلت على تعهدات ومواقف علنية من رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة، ورئيس المجلس الرئاسي ووزراء آخرين بالتزامهم بمذكرة التفاهم العسكرية مع تركيا.
وشدد رئيس الحكومة الانتقالية في ليبيا عبدالحميد الدبيبة، خلال لقاء جمعه بوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، على الأهمية الملحة لإخراج جميع المرتزقة الأجانب والمجموعات المسلحة من الأراضي الليبية، لتحقيق الأمن والاستقرار، في إطار خطة شاملة، وتعاون مشترك بين الطرفين.وأكد الدبيبة، حسبما جاء في بيان صادر عن مكتبه، أمس، أن الحكومة تبذل جهودا كبيرة من أجل الإعداد للانتخابات الوطنية في ديسمبر المقبل، وإعادة توحيد المؤسسات وتوفير الخدمات الأساسية، ودعم الحوكمة اللا مركزية، وتحقيق التوزيع العادل للموارد والمراحل الأولى لعملية المصالحة طويلة المدى.يذكر أن الوفد الليبي المشارك في مؤتمر برلين أعلن تحقيق تقدم في موضوع انسحاب القوات الأجنبية، مع تلميح إلى وجود محادثات روسية - تركية مرتقبة حول انسحاب أولي لمئات العناصر. وقالت وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش، في ختام اللقاء، «أحرزنا تقدما بموضوع المرتزقة، ونأمل انسحابهم في الأيام المقبلة».وكشف مسؤول أميركي، لوكالة فرانس برس، بعض التفاصيل حول تلك النقطة، موضحا أن الفكرة انطلقت خلال القمة الأخيرة بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين. وقال المسؤول، رافضا الكشف عن اسمه، «وصلنا إلى مرحلة مبدئية من موافقة كل من تركيا وروسيا على سحب بعض المقاتلين».