من صيد الخاطر: جمهورية ساو تومي وبرنسيب
بعث أحد الإخوان خبراً أتبعه بتعليقه، الخبر يقول إن الكويت أقرضت جمهورية "ساو تومي وبرنسيب" الديموقراطية 5 ملايين دينار، أما التعليق فيقول فيه: أنا مدرس اجتماعيات وشهادتي الجامعية جغرافيا، ومرّت عليّ سنون وأنا أدرّس جغرافيا، وحافظ الكرة الأرضية كلها، من شمالها إلى جنوبها، ولكن ما عمري سمعت باسم هالدولة، لا خير ولا شر، "فشلون حكومة الكويت صادتها".ومن "بلاغة الشف" سألت ويكيبيديا، نفعنا الله بعلمها، عن هذه الجمهورية التي لم يسمع بها أستاذ الجغرافيا الفاضل، وأنا معه، وتبين بعد البحث والتمحيص أنها فعلا، ومع احترامي الشديد للجميع، إحدى دول إفريقيا الهامشية، فهي من الدول التي ليس لها طعم ولا لون ولا رائحة.فجمهورية "ساو تومي وبرينسيب" الديموقراطية عبارة عن دولة جزرية تقع في خليج غينيا، أي على الساحل الغربي الاستوائي الأوسط لإفريقيا، وسميت باسم الجزيرتين الرئيستين المكونتين لها، وهما جزيرتا ساو تومي، وبرينسيب.
الطريف أنه لم يكن لهذه الجمهورية وجود لولا البرتغاليين، فلم تكن الجزيرتان أصلا مأهولتين بالسكان حتى القرن الخامس عشر أي حتى احتلالهما، عندها قام البرتغاليون باستعمارهما واستيطانهما بصورة تدريجية خلال القرن السادس عشر، وجعلوا منهما مركزا رئيسا لتجارة العبيد عبر الأطلنطي الى العالم الجديد، كما حولوا هاتين الجزيرتين الى مصدر مهم لزراعة السكر والقهوة والكاكاو.استقلت هذه المستعمرة سنة 1975 بعد أن مرت بكثير من الاضطرابات وعدم الاستقرار السياسي، لتصبح بعدها جمهورية "ساو تومي وبرنسيب" الديموقراطية، لتعد ثاني أصغر بلدان إفريقيا بعدد سكان يبلغ نحو 200 ألف نسمة يتحدثون البرتغالية كلغة رسمية، ويعيشون على أرض مساحتها نحو 1000 كم2.هذه معلومة بسيطة عن إحدى أصغر الدول الإفريقية، وأستاذنا الفاضل محق بتساؤله عن إقراض دولة، لا نعلم ما الفائدة من ورائه، ولا ما إذا هذا القرض سيسدد؟ لكننا نتساءل معه هنا عن سبب هذا القرض؟ وما المشروع الذي سيقام بمبلغ كهذا؟!ونشكر أخانا أستاذ الجغرافيا، فلولا سؤاله الملغوم، لبقينا لا نعرف شيئا عن تلك الجمهورية، هذا للعلم، والله أعلم بالأسباب.